مقابلة مع الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود: هدفنا أن تصبح المملكة ملهمة لبقية دول المنطقة في قطاع الموضة | Gheir

مقابلة مع الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود: هدفنا أن تصبح المملكة ملهمة لبقية دول المنطقة في قطاع الموضة

Zoya  Feb 09, 2020     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

مقابلة مع الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود: هدفنا أن تصبح المملكة ملهمة لبقية دول المنطقة في قطاع الموضة

من المؤكد أننا نشهد عصراً جديداً في عالمنا العربي تحتلّ فيه المملكة العربية السعودية مكانة الريادة. فمع إطلاقها "رؤية 2030"، نجحت المملكة في تحقيق الكثير من التغييرات الجذرية على المستويين الثقافي والاجتماعي، وأحد أوجه هذا التغيير، تجلّى في مهرجان ميدل بيست الذي أقيم في ديسمبر الماضي وحظيت بفرصة المشاركة فيه، وكان واحداً من أضخم المهرجانات الفنية والموسيقية التي شهدتها العاصمة الرياض حتى الآن.

في إطار هذا المهرجان، تعرفتُ إلى الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود ، وهي تعمل مستشارة في وزارة الثقافة، كما أنها مُوكلة بتنظيم العديد من الفعاليات بهدف تنشيط صناعة الموضة محلياً، والإسهام أكثر في تسليط الضوء عليها.

وفي هذا الإطار، كانت لي هذه المقابلة معها التي تتحدث فيها عن واقع الموضة في السعودية وما الذي تحتاج إليه لكي تنمو وتزدهر أكثر، مشيرةً إلى أن تطوير قطاع الموضة لا يعني بالضرورة الخروج عن عادات المجتمع وتقاليده..

إليك نص الحوار:

نعلم أنك ملمّة باللغات العالمية، إذ تتحدثين الإنكليزية واليابانية والفرنسية، إلى جانب اللغة العربية. كيف يساعدك هذا التنوع الثقافي على تحقيق فهم أعمق للموضة باختلاف الحضارات، وعلى إغناء مشهد الموضة المحلّي في السعودية؟

بعيداً عن الجوانب الشخصية، فإن الأزياء في السعودية تُمثل بذاتها تنوّعاً آسراً يعكس ثراء الثقافة السعودية والتنوّع الاجتماعي الفريد للشعب السعودي باختلاف أطيافه. وبلا شك فإن الثقافة السعودية والإلمام بتفاصيلها، مع المعرفة بواقع صناعة الأزياء على مستوى العالم، هي عناصر مهمة أستمد منها مع فريقي الإلهام والرؤية لتطوير صناعة الأزياء المحلية وتحقيق رؤية وزارة الثقافة في هذا الاتجاه.

على مرّ العصور، شكّلت الموضة مرآة عاكسة للواقع الثقافي والحضاري للشعوب. كيف تنظرين إلى واقع الموضة اليوم في العالم العربي؟

يمتلك العالم العربي مقوّماتٍ كبيرة تجعله مؤهّلاً للتأثير في صناعة الأزياء العالمية، من تنوّع في الأزياء والثقافات، وتعدّد في أساليب التصميم وألوانه. لكن التحدّي يكمن في كون هذه المقوّمات أو العناصر لا تجتمع في سياق موحّد يجعلها تقدّم منتجات منافسة بخطوط إنتاجية واضحة. إننا نأمل من خلال تطوير قطاع الأزياء المحلّي جعل المملكة قائدة ملهمة لبقية دول المنطقة.

اليوم كل الأنظار تتجه نحو المرأة السعودية التي حققت إنجازات تاريخية أخيراً. برأيك، كيف تسهم الموضة في إعطاء العالم الفكرة المطلوبة عن واقع السيدة السعودية؟ بمعنى آخر، كيف يمكن استخدام صناعة الأزياء لخدمة الانفتاح تجاه العالم، وكوسيلة من وسائل الإعلام للثقافة والشعب في المملكة العربية السعودية؟

الأمر الجيد في قطاع الأزياء السعودي أن المرأة وجدت فيه مجالاً رحباً منذ بداياته، وهذا مؤشر ممتاز لما يمكن أن تسهم به المرأة السعودية في مستقبل هذا القطاع، خصوصاً في العهد الزاهر الذي تعيشه المملكة حالياً والذي حظيت فيه المرأة بدعم غير مسبوق، وتمكين في مجالات عديدة، ومنها المجالات الثقافية والإبداعية. لذلك نعم.. سيكون قطاع الأزياء السعودي بالناشطين والناشطات فيه، منصةً للتنوّع تعمل فيه المرأة وتبدع في صناعة أزياءٍ تعبّر هي الأخرى عن التنوّع الثقافي لسكان المملكة.

من خلال ملاحظاتك لعروض الأزياء التي أُجريت أخيراً في المملكة، ما هي الأخطاء أو النواقص التي لاحظتِها وتسعين إلى معالجتها في المرحلة الحالية؟ هل سنرى المزيد من عروض الأزياء في المملكة خلال السنوات المقبلة؟

ما زال تنظيم قطاع الأزياء يخطو خطواته الأولى، ونحتاج إلى ممارسة هذا النشاط باستمرار لكي نقف على الملاحظات ونعمل على معالجتها. التطوير سيكون مستمراً بغض النظر عن الأخطاء والنواقص.

"رؤية 2030" للمملكة تشكّل خارطة طريق جديدة من شأنها أن تقلب الموازين في المملكة، وتفرض واقعاً ثقافياً واجتماعياً جديداً. فيما يتعلق بالموضة، ما مدى استعداد المجتمع السعودية لتبنّي تغييرات كبيرة لا تتضمّن بالضرورة ارتداء اللباس التقليدي الاعتيادي؟ هل هناك تقبّل واسع على المستوى الشعبي لفكرة فك القيود عن ملابس المرأة؟

قطاع الأزياء يعبّر عن المجتمع بشكل أو بآخر، لذلك لا نخشى من هذه النقطة لأنه لن يحصل أي خروج عن عادات المجتمع وتقاليده. نحن نعي ونحترم ذلك، والناشطون في المجال كذلك، وهدفنا أساساً هو ابتكار ألوان وأزياء تنطلق من الثقافة السعودية وتعبّر عنها.

باعتبارك الوجه الجديد للموضة في المملكة، ما هو التغيير الحقيقي الذي تطمحين شخصياً إلى رؤيته يتحقق في صناعة الموضة السعودية؟ أين ترين صناعة الموضة في المملكة بحلول عام 2030؟

طموحي الشخصي أن نترجم أهداف رؤية وتوجهات وزارة الثقافة التي يقودها صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، والمتمثلة في جعل الثقافة نمط حياة، وزيادة إسهاماتها في الناتج المحلي، وتعزيز اسم المملكة دولياً.

عُقد أخيراً مؤتمر مستقبل الأزياء في الرياض، حيث تكفّلت مجموعة LVMH بدفع مبلغ ضخم لدعم مصممي الأزياء المحليين. برأيك، كيف ستساعد هذه المبادرة في وضع السعودية على قائمة وجهات الموضة العالمية؟

فعالية "مستقبل الأزياء" هي خطوة أولى من وزارة الثقافة لتنظيم قطاع الأزياء المحلي وتطويره والارتقاء به، ومن خلال هذه الفعالية نفّذنا أفكاراً ومبادرات أردنا منها قياس أهمية مشروع تطوير القطاع، ووجدنا بالفعل أن صناعة الأزياء المحلية لديها عناصر نجاح كبيرة ومن أهمها المواهب الوطنية المبدعة.

المرأة العربية عامةً والخليجية على وجه التحديد، معروفة بحبها الكبير للأناقة واقتنائها أحدث صيحات الموضة من توقيع دور الأزياء العالمية. كيف يمكن تغيير هذا الواقع بحيث تصبح أكثر إقبالاً على اقتناء المنتجات المصممة محلياً؟

ومن قال إنها لا تستهلك المنتج المحلي؟ المرأة السعودية لديها اطلاع رائع على الأزياء الجميلة من أي مصدر ، سواء كان محلياً أو دولياً. وأرقام صناعة الأزياء في المملكة تثبت أن حجم الطلب عالٍ على الأزياء المحلية.

خلال السنتين الأخيرتين، شاهدنا جميعنا كيف تبنّت دور الأزياء العالمية صيحة The Modest Fashion المستوحاة من أسلوب السيدة العربية. بر أيك هل أسهمت هذه الصيحة فعلياً برد الاعتبار لأناقة السيدة العربية التي ترتدي الملابس التقليدية الرصينة؟

هذا ما أقصده بأن العالم العربي يمتلك مقوّمات تمنحه القدرة للتأثير عالمياً. حالياً يأتي استثمار الأزياء العربية من عواصم الأزياء العالمية، لكن مستقبلاً بإذن الله ستقود المملكة هذا القطاع في المنطقة.

كسيدة ريادية تنتمين إلى الجيل الجديد من السعوديات، ما هي رسالتك للسيدات الطموحات الراغبات بتحقيق شيء جديد ومختلف؟

رسالتي لهن باختصار؛ إن بلدكن قد وفّر كل الفرص التي تساعدكن على النجاح في الكثير من المجالات ومنها قطاع الأزياء. آمل أن أرى إسهاماتكن في هذا المجال، وأن تتمكنّ من ترجمة طموحاتكن الشخصية من خلال قطاع طموح وحيوي مثل قطاع الأزياء.

LIFESTYLE مع ZOYA