
أمرنا الله تعالى بأكل الطيب من الطعام، ونهانا عن أكل الخبائث منها. فإن أثر الطعام ينعكس على الأخلاق والسلوكيات. وعليه، الطيب من الطعام له آثار طيبة، والخبيث له أثار خبيثة.
قال الله تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)، والطعام يشمل كل ما يؤكل ويشرب على حد سواء. وهنا نتكلم على حكم اكل لحم الحمار في الإٍسلام.
حكم أكل لحم الحمار في المذاهب الأربعة
فإن لحم الحمار الأهلي ولحم الحصان الحكم فيهما مختلف، ذلك أن لحوم الحمر الأهلية لا يجوز أكلها، بينما لحم الحصان مباح لا حرج في أكله. هذا هو ما ذهب إليه الجمهور من علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة، إلا ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من إباحة لحوم الحمر، وإلا ما ذهب إليه الإمام مالك من حرمة لحوم الخيل، مستدلاً بأن الله تعالى ذكرها -أعني الخيل- وبين أنها معدة للركوب والزينة، ولم يذكر الأكل في قوله تعالى: ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ) [النحل:8] ولكن ما ذهب إليه الجمهور من حرمة لحوم الحمر الأهلية وحلية لحوم الخيل هو الذي يجب الرجوع إليه، وهو الصحيح بدليل ما في الصحيحين وغيرهما من حديث أسماء قالت: نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً فأكلناه، وبدليل نهيه صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وإذنه في الخيل، وهو في الصحيحين، أيضاً. ومن المعروف أن النهي أصله التحريم، وما ورد من الأحاديث في إباحة لحوم الحمر الأهلية أو تحريم لحوم الخيل فهو ضعيف لا يقاوم ما في الصحيحين، وآية النحل المتقدمة لو سلم أن فيها متمسكاً للقائلين بتحريم لحوم الخيل لكانت الأحاديث الصحيحة الثابتة رافعة لذلك الاحتمال ومبطلة لما توهم فيها من الاستدلال. والله تعالى أعلم.
حكم أكل لحم الحمار لابن عثيمين

قال الشيخ ابن عثيمين الحمار الوحشي حلال الأكل فهو طاهر، وأما الأهلي فهو محرم نجس
لحديث: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلي فإنها رجس أو نجس.
وقال الشيخ ابن باز إن لحم الحمير والضفادع محرم, فالرسول خطب الناس وأخبرهم أن الحمر الأهلية حرام، وقال: إنها رجس وأجمع العلماء على تحريمها الحمر الأهلية المعروفة، أما حمر الوحش ..... هذه لا بأس بها، المعروفة لها شكل آخر من الصيد، أما الحمر التي بيننا...... التي يحمل عليها فهذه يقال لها الحمر الأهلية, ويقال الحمر الإنسية, وقد حرمها النبي - صلى الله عليه وسلم -, وخطب الناس في ذلك مرات وبين لهم حكمها وأنها رجس, وأجمع المسلمون على تحريمها، وهكذا الضفادع نهى عن قتلها ولما نهى عن قتلها دل على تحريمها, أما الحصان فلا بأس به،خيل حل لنا الرسول-صلى الله عليه وسلم -نهى عن الحمر الأهلية وأذن في لحوم الخيل، قالت أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنها- نحرنا على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فرساً ....في المدينة فأكلناه, فهذا يدل على أن الخيل لا بأس بها، ولكن بعض أهل العلم يكرهها إذا كان لها حاجة وقت الجهاد، أما إذا كان ما هناك حاجة والمسلمون في غنية عنها فإنها لا بأس أن تذبح وتؤكل, أما إذا دعت الحاجة إليها في الجهاد فالأولى تركها للجهاد وعدم ذبحها ليستعين بها المسلمون في جهاد أعدائهم.
حكم أكل لحم الحمار الوحشي
الحمر الوحشية يجوز أكل لحمها؛ بخلاف الإنسية فلا يجوز أكلها لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها، ففي الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية. اهـ.
وقال الإمام الشافعي في الأم: أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي, عن أبيهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عام خيبر عن نكاح المتعة, وعن لحوم الحمر الأهلية .
قال الشافعي: في هذا الحديث دلالتان:
إحداهما: تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية، والأخرى إباحة لحوم حمر الوحش, لأنه لا صنف من الحمر إلا الأهلي والوحشي, فإذا قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحريم قصد الأهلي, ثم وصفه , دل على أنه أخرج الوحشي من التحريم وهذا مثل نهيه عن كل ذي ناب من السباع . فقصد بالنهي قصد عين دون عين، فحرم ما نهى عنه وحل ما خرج من تلك الصفة سواه، مع أنه قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إباحة أكل حمر الوحش. أمر أبا بكر رضي الله عنه أن يقسم حمارا وحشيا قتله أبو قتادة بين الرفقة. وحديث طلحة أنهم أكلوا معه لحم حمار وحشي .
( قال الشافعي ): وخلق الحمر الأهلية يباين خلق الحمر الوحشية مباينة يعرفها أهل الخبرة بها . فلو توحش أهلي لم يحل أكله. وكان على الأصل في التحريم . ولو استأهل وحشي لم يحرم أكله وكان على الأصل في التحليل . ولا يذبحه المحرم وإن استأهل. ولو نزا حمار أهلي على فرس أو فرس على أتان أهلية, لم يحل أكل ما نتج بينهما، لست أنظر في ذلك إلى أيهما النازي لأن الولد منهما . فلا يحل حتى يكون لحمهما معا حلالا . وكل ما عرف فيه حمار أهلي من قبل أب أو أم . لم يحل أكله بحال أبدا . ولا أكل نسله . ولو نزا حمار وحشي على فرس . أو فرس على أتان وحشي حل أكل ما ولد بينهما لأنهما مباحان.
حكم أكل لحم الحمار في المذهب المالكي
قالت الفتوى: إنه بالنسبة لأكل الخيل فإنه يحل أكله مع الكراهة التنزيهية عند أبى حنيفة، بينما هو مباح عن الحنابلة والشافعية، وفي رواية للمالكية، كما يرى بعض المالكية كراهية أكله، ويرى البعض حرمته.
وبالنسبة للحمار الأهلى قالت الفتوى إنه "غير مأكول اللحم عند الحنفية والشافعية والحنابلة وللمالكية قولان أحدهما لا يؤكل وهو الراجح والثانى يؤكل مع الكراهة".
وكان ورد سؤال لدار الإفتاء قال فيه السائل إنه قد نشأ بينه وأحد زملائه حوار حول ظاهرة دينية، تتلخص فى هذا السؤال هل أكل لحم الخيل والحمير حلال أو حرام، وطلب الإفادة عن الحكم الشرعى فى هذا.
وأجابت دار الإفتاء بأنه "يحل أكل لحم الخيل مع الكراهة التنزيهية عند الإمام أبى حنيفة فى ظاهر الرواية وهو الراجح عند الحنفية، وقال الصاحبان أبو يوسف ومحمد بإباحة لحم الخيل، وكذلك قال الشافعية والحنابلة ورواية عن المالكية، كما قال بعض المالكية بالكراهه و بعضهم بالحرمة".
مرجع:
https://www.youm7.com
من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.