شانيل هوت كوتور لخريف وشتاء 2025–2026: هدوء ما قبل التحوّل المنتظر | Gheir

شانيل هوت كوتور لخريف وشتاء 20252026: هدوء ما قبل التحوّل المنتظر

اسابيع الموضة  Jul 09, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

شانيل هوت كوتور لخريف وشتاء 2025–2026: هدوء ما قبل التحوّل المنتظر

في وقتٍ يترقّب فيه عالم الموضة مباشرة ماتيو بليزي مهامه كمدير لدار شانيل، جاءت مجموعة الهوت كوتور الأخيرة كوقفة هادئة بين عهدين: تحية أنيقة للماضي، وانتظار مدروس للمستقبل. العرض، الذي حمل توقيع الفريق الإبداعي الداخلي، لم يعلن ثورة، بل حافظ على الإرث، بدقّة وأناقة متناهتين.

الديكور: استحضار روح "كامبون 31"

بعيداً عن البهرجة، اختارت الدار تحويل أحد الطوابق العلوية في Grand Palais إلى نسخة شاعرية من صالونات كامبون 31 الأسطورية. فظهرت الجدران المكسوة بالمرايا، السجاد الأبيض، المقاعد البيج، والوسائد المنجّدة المبعثرة بخفّة… كل تفصيل بدا وكأنه دعوة للدخول في خصوصية عالم زبائن النخبة الخاص بغابرييل شانيل. فهذا العرض لم يُبثّ للعالم، بل خُصّص لقلّة مختارة، في استعراض مقصود للفخامة الهادئة.

شتاء شاعري بنكهة المرتفعات الاسكتلندية

استلهمت المجموعة أجواء المرتفعات الاسكتلندية التي كانت تُحبّها كوكو شانيل، لكن الترجمة لم تكن حرفية. فبدلاً من طبعات الترتان، ظهرت إشارات ذكية: سترات صيد بطبقات متداخلة، تويد كثيف بلون الثلج والبنفسج الجاف، وجزمات عملية تشكّل أساساً أرضياً حتى لأكثر الإطلالات شفافية. كل قطعة كانت تُظهر براعة مشاغل شانيل في تحويل المواد إلى قصائد بصرية: تطرييز بالريش والتول يُحاكي ملمس الفرو، معاطف ذات خامات تُشبه الفراء البري، وتفاصيل خفيفة كأنها ندف ثلج عالقة بثوب من التويد الأسود.

الأناقة المسائية: بين الخيال والعملية

لطالما كانت إطلالات المساء نقطة جذب أساسية لعملاء الهوت كوتور، وهنا جاءت بخفّة حالمة. قمصان من الشيفون الأبيض تسبح فوق طبقات دانتيل، وتنانير ماكسي ممزقة من التول تضيف حركة وشفافية. ما بدا جلياً هو أن هذه التصاميم وُضعت كخيارات قابلة للتفصيل، أشبه بمحتوى "صالوني" يتيح للمرأة أن تركّب إطلالتها حسب ذوقها، أكثر من كونه بياناً جمالياً موحّد الرؤية.

ورغم الكمال التقني وأناقة التنفيذ، بدا العرض كتكملة لما سبقه. فغياب قائد إبداعي حاضر جعل المجموعة أقرب إلى مرحلة انتقالية، أو عرض مهني أكثر منه رؤيويا. كان هنالك جهد واضح للحفاظ على إرث الدار، لكن دون تطرح تصوّرا لما يجب أن تكون عليه المرأة في سياق اليوم أو الغد.

الأناقة في حالة انتظار

العرض كان أنيقاً، متقناً، مُترفاً، ولكن من دون مفاجآت تلهب قلوب الحضور. بدا وكأن شانيل تختبر الصمت المترف ما قبل الخطوة التالية. ومع اقتراب وصول ماتيو بليزي، ترتفع الآمال نحو قراءة جديدة وجريئة لمفردات الدار: التويد، الكاميليا، البساطة المُعقدة. إلى حينها، يبقى هذا العرض بمثابة "أداء محفوظ"، عرض تكريمي لقدرات الدار، لا لإرادتها في التجديد.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

اسابيع الموضة