في اليوم لأخير من أسبوع نيويورك للموضة، قدّمت Tory Burch عرض ربيع وصيف 2026 في مكان غير متوقع، بنك يعود لعام 1929، حيث اجتمعت العمارة العريقة مع روح الموضة المعاصرة. كان العرض بمثابة رد على الطابع الموحد لللون الأبيض الذي سيطر على الموسم، ليقدّم عوضاً عنه ألواناً نابضة بالحياة، ملمساً متنوعاً، وتفاصيل دقيقة تركز على الحرفية بدلاً من متابعة الصيحات السطحية. كما أوضحت المصممة، كان الهدف جلب "الفرح والتفاؤل"، وهي نبرة تجلّت في كل قطعة عبر ابتكارات تصميمية دقيقة ولمسات يدوية واضحة.
تميزت المجموعة بمهارة Tory Burch في إعادة تشكيل القوالب الكلاسيكية. البلوزات الصوفية ذات الياقات الشبيهة بالأوريغامي لم تكن مجرد قطعة عادية، بل تحولت إلى منحوتات صغيرة تحافظ على شكلها وتضيف حضوراً معمارياً للقطع الرياضية اليومية. أما السترات، فقد احتوت على تفاصيل صغيرة لكنها محورية: ياقة قائمة بها شق مزدوج يسمح بارتداء قلادة، وفتحات خلفية بسحّاب يمكن تعديله ليغيّر شكل السترة وانسيابها على الجسم، ما منح القطعة طابعاً قابلًا للتعديل ومفعماً بالحركة.
تريز على الحرفية
الحرفية كانت محور المجموعة. البلوزات المضلعة خُيطت بعناية ومرصعة بالخرز، مما أضفى على الإطلالة لسمة يدوية دافئة، تتماشى مع نهج الدار في تقديم أعمال صالحة للارتداء يومياً بدلاً من كونها عروضية فقط. كما ظهرت التطريزات التي حملت أحرف الفريق العامل في الاستوديو، لتقدّم حكاية العلامة بأسلوب شخصي يذكّر بالحرفية التقليدية دون مبالغة. الحُلي الدقيقة، التطريز اليدوي، وترتيب التفاصيل الهندسية جعلت كل قطعة تبدو وكأنها نتاج عمل يدوي متقن، يستحق التدقيق عن قرب.
أما في اختيار السيليويت، فقد جمعت Tory Burch بين الماضي والحاضر. السراويل منخفضة الخصر استرجعت روح التسعينيات بعيداً عن صيحات الثمانينيات التي طغت على منصات أخرى، مع إحساس بالراحة والعفوية. التنانير تراوحت بين القصات الضيقة والتنانير الفضفاضة، بعض القطع صُممت لتجلس أعلى على ورك واحد، ما أضفى تناسقًا غير متماثل وحركة على القطع الكلاسيكية.
ألوان وخامات
الألوان والملمس لعبت دوراً مركزياً في تعريف روح المجموعة. لم يكن هناك ميل للحياد أو السباطة التقليدية، فقد مزجت الدار بين درجات حيوية وأنسجة مختلفة، بينما عملت التفاصيل الصغيرة—الياقات المطوية، ياقة القلادة، الفتحات القابلة للسحّاب—معاً لجعل كل قطعة مدروسة بعناية، مع الاحتفاظ بوظيفتها العملية اليومية.
من الناحية التقنية، كانت التشطيبات دقيقة: خياطة واضحة، توزيع مدروس للقطع المعدنية، وأوزان أقمشة متقنة تحافظ على شكل القطع دون أن تبدو جامدة. التباين بين التطريز اليدوي وفتح السحّاب الميكانيكي أبرز التوازن بين الحرفية والإبداع التقني. وفي كل ذلك، بقيت الملابس عملية ويمكن تعديلها وتخصيصها حسب رغبة مرتديها.
في النهاية، قدّمت Tory Burch ربيع وصيف 2026 مجموعة تمثل حواراً بين التقاليد والابتكار. بدلاً من الانسياق وراء الحياد الذي تبناه كثير من المصممين هذا الموسم، ركّزت على التفاصيل الصغيرة، الحرفية الدقيقة، والتشكيلات غير المألوفة على أساسيات معروفة—البلوزات، السترات، التنانير، والبنطلونات. كانت النتيجة مجموعة متجددة، قابلة للارتداء، ومليئة بالبهجة، تؤكد على قدرة الدار على الجمع بين الأناقة اليومية والابتكار الدقيق بطريقة متوازنة وراقية.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.