Erdem يوازن بين الأناقة والغرابة في مجموعة ربيع وصيف 2026 | Gheir

Erdem يوازن بين الأناقة والغرابة في مجموعة ربيع وصيف 2026

اسابيع الموضة  Sep 22, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

Erdem يوازن بين الأناقة والغرابة في مجموعة ربيع وصيف 2026

بعد مرور عقدين على تأسيس داره التي تحمل اسمه Erdem، يثبت إردِم مرالي أوغلو مرة جديدة أنّ الأناقة والغرابة يمكن أن يتعايشا في مساحة واحدة، من دون أن يطغى أحدهما على الآخر. ففي عرض ربيع وصيف 2026، قدّم المصمم مجموعة بدت أشبه بتأمل أنيق في فكرة التعددية، بوحي من شخصية غير مألوفة: هيلين سميث، الوسيطة الروحية السويسرية التي عاشت في أواخر القرن التاسع عشر وادعت أنها عاشت ثلاث حيوات سابقة. نصوصها الغرائبية ورسوماتها الآلية تسللت إلى أقمشة العرض كزخارف وتطزيرات هادئة، لتضيف طبقة من الغموض وسط عالم إردِم المعروف بدقته وصقله.

تصاميم بعيدة عن المبالغة

لكن هذه المجموعة لم تكن صرخة من المبالغة البصرية، بل توسيعاً محسوباً للغة الدار. الإطلالة الافتتاحية مثلاً، مع معطف من الساتان الأخضر الفاتح مبطن برسومات خيطية متجمعة، أعطت انطباعاً غامضاً أقرب إلى الهمس منه إلى الصخب، واضعةً إيقاع العرض على مسافة متوازنة بين الغرابة والاتزان. في المقابل، جائت البزات المنحوتة مع سراويل بيضاء مجعدة وخفيفية الحركة لتبدو كأنها تطفو على منصة العرض، بينما جسّد الكورسيه بأشكاله النحتية والأرداف المهيكلة عودةً إلى لغة الخياطة كحرفة وفن، في إشارة لافتة إلى هوس المصمم الدائم بعملية البناء.
الزهور، التي لطالما شكّلت توقيع إردِم، أعيد ابتكارها هذا الموسم عبر تلاعب بالأحجام: ورود ضخمة منسوجة ببروكار فاخر ترافقت مع تطريزات دقيقة بالميكرو، فخلقت حواراً بين العصور والهويات. أحد أكثر المشاهد شاعرية كان لرداء أخضر بلون الطحالب مشدود بحزام رفيع، ارتبطت به باليه فلات حمراء من الساتان، إطلالة بدت وكأنها تنتمي لغرفة نوم حميمة لكنها خرجت بسهولة إلى الشارع. أما القمصان الشفافة ذات الياقات المبالغ فيها والتنانير المطوية فقد استحضرت أجواء العصر الفيكتوري، من دون أن تقع في فخ الجمود، بفضل خفة الأقمشة وحركة التصميم.

تصاميم متأملة

اللافت أن أجواء العرض لم تلجأ إلى المسرحية المبالغ فيها، بل جاءت متأملة وهادئة، إذ اكتفى إردِم بديكور بسيط وموسيقى محايدة تركت المجال للملابس كي تحكي الحكاية. هذا الانضباط عمل لصالح المجموعة، إذ حافظ على البعد الروحاني من دون أن ينزلق إلى الكليشيه أو التنكر. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أنّ بعض الإطلالات بدت وكأنها مترددة في الانطلاق نحو جرأة أكبر. فالفستانين الأبيضَين المخصصين للأمسيات، بخطوطهما البسيطة وتطريزهما المحدود، مالا أكثر إلى منطقة الراحة التي يعرفها المصمم، بدل أن يغامرا في المدى الغرائبي الذي وعدت به الفكرة الأصلية.
هذه المفارقة وضعتنا أمام تساؤل: هل يمكن لللبراعة التقنية المفرطة أن تقيّد أحياناً الانفلات الإبداعي؟ بدا وكأن المصمم يمسك بزمام الأمور أكثر مما يترك الخيال يقوده، في حين أنّ مرجعه، أي هيلين سميث ورسوماتها السريالية، كان يحتمل انفتاحاً أوسع على الجنون الفني. ربما لهذا شعرنا بأن المجموعة تتراجع قليلاً عند عتبة اللحظة الأكثر تحرراً.
ومع ذلك، تبقى الحقيقة أنّ إردِم نجح في تقديم مجموعة ناضجة وواثقة، لم تتخلَّ عن هوية الدار الكلاسيكية لكنها فتحت باباً لمرحلة أكثر تجريبية، ولو بخطوات محسوبة. إنها خزانة صُممت لامرأة تبحث عن الأناقة المتقنة، لكنها في الوقت نفسه لا تخاف من لمسة غرابة خفيفة تُذكّرها بأن التغيير والتحوّل يمكن أن يحدثا بصوت خافت، بيدٍ مرتدية قفازاً، وبهمسة، لا بصرخة.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

اسابيع الموضة