تدمج المصممة الأيرلندية سيمون روشا Simone Rocha في مجموعتها لربيع وصيف 2026 بين السخط والتمرد ونعومة الصبايا الصغار قدمتها بعنوان Disgruntled Debutante خلال أسبوع موضة لندن تستكشف من خلالها مرحلة المراهقة بين الطفولة والشباب ولحظاتها الانتقالية فهي ترغب في التألق كالسيدات الكبار لكنها في الوقت ذاته تتمسك بأغراضها القديمة.
يمكن وصف المجموعة بأنها حالة شعورية لفتاة ساخطة متمردة استلهمتها سيمون روشا من مقال لمورين فريلي عام 1992 تدور حول فتاة صغيرة ارتدت ملابس والدتها لكنها لم تكن سعيدة حيث تترجم بلغة الأزياء هذا الشعور المضطرب بين الطفولة والمراهقة.
تنطلق المجموعة في تناقض بين التنورة الوردية الفضفاضة المبطنة بالكرينولين بنقوش الأزهار في إشارة إلى البراءة والعفوية الرومانسية مع توب حمالات صدر من الباييت اللامع والدانتيل في تجسيد للجرأة الأنثوية، وفستان فضي من الباييت اللامع لحفل راقص يليه على النقيض أيضًا فستان أصفر باستيل مع زهرة مجسمة من الأقمشة الملونة.
يستمر هذا التناقض ليعبر عن المرحلة الانتقالية بين عالمين الطفولة والأنوثة ويبرز في الفستان الأسود بميلة تكشف عن حمالة صدر شيفون مزخرفة بنقوش الأزهار وميلة أخرى فستان يتخذ طابعًا رياضًا مع عبارات مطبوعة وزء تنورة من الدانتيل والكشكش، فساتين فضفاضة بلمسة دراماتيكية مع الكرينولين وشورتات قصيرة تترجم فكرة الطفولة وخيالها لتذهب إلى فساتين مستقيمة كلاسيكية وتنانير وتايور.
تخلت سيمون روشا قليلًا في مجموعتها عن الفيونكات والتطريزات اللؤلؤية والكريستالية واكتفت بدمجها بنعومة كما في التاج الصغير الذي يحاكي أميرات ديزني، وتطريزات بسيطة باللؤلؤ وفيونكات ناعمة واتة اهتمامها إلى الوسائد التي تعد من عناصر "الدعم النفسي" يستخدمها الكثير للشعور بالأمان والراحة خلال النوم لكنها حولتها إلى قطعة إكسسوار بارزة في المجموعة احتضنتها العارضات وبدت كقطعة أساسية من الإطلالة، وترجمتها أيضًا على شكل حقائب بالتطريز الإنجليزي.
لفتت أنظارنا مجموعة من الفساتين المبتكرة أبرزها الفستان رمادي فاتح بزخارف الأزهار يعلوه فستانًا أبيض شفاف مزين باللؤلؤ، وفساتين طويلة ذات أكتاف عريضة من الباييت الأسود أو الساتان.
ظلت سيمون روشا وفية للوحة ألوان رومانسية أنثوية بالظلال الوردية الفاتحة، والأخضر اللايم، والأصفر الزبدي الباستيل بجانب الأحمر والأسود والأبيض.
مرة أخرى تطل علينا سيمون روشا بمجموعة مثيرة للتساؤلات تجسّد لحظات من المشاعر المضطربة في رحلة نمو الفتيات وانتقاله من الطفولة والمراهقة إلى مرحلة الأنوثة وسردها بأزياء تحمل بصمة أنثوية رومانسية.
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.