في أسبوع الموضة، اعتادت ميوتشيا برادا أن تربك جمهورها، لكن عرض Miu Miu الأخير بدا وكأنه بيان صريح عن "مركزية المريول" كقطعة أزياء. العرض، الذي استلهم أجواء العمل المنزلي واليدوي، حمل مزيجاً من الجدية والمرح في آن واحد، ليطرح تساؤلات أكثر مما قدّم إجابات.
المكان نفسه كان جزءاً من القصة: طاولات فورمايكا بدلاً من مقاعد الصف الأول، وستائر PVC شفافة بدلاً من الفخامة التقليدية، وممثلة مثل ساندرا هولر تفتتح العرض في إطلالة بدت وكأنها حلم على خط الإنتاج. الرسالة المعلَنة كانت تكريماً لعمل النساء اليومي، لكن التنفيذ تحرّك بين النقد الاجتماعي والتعليق الساخر أو تحويل كل شيء إلى سلعة.
الموديلات جسدت عاملات مطاعم، لحّامات، وعاملات منازل، وكنّ يرتدين المراييل فوق تنانير صوفية وتوبات مزدوجة الحياكة. لكن مع تقدّم العرض، تحوّلت المريول من قطعة عملية إلى عنصر فاخر: جلود مصقولة، تطريز بالكريستال، ودانتيل رقيق جعلها أقرب إلى قطعة كوكتيل منها إلى زيّ عمل. هنا تحديداً ظهر التناقض: هل كان الاحتفاء بعمل السناء حقيقياً، أم مجرد استعراض لفكرة جمالية مغلّفة بالترف؟
فنياً، لا جدال في براعة التنفيذ. القطن الصناعي قُصّ وصُمّم بدقة جراحية، والكرانيش الصغيرة وُضعت كأنها تفاصيل معمارية. لكن ثِقل الفكرة بدا أحياناً أثقل من أن يحمله العرض، فبدلاً من أن يكون تعليقاً متمرّداً على رمزية المريول، ظهر وكأنه لعبة ذكية في استهلاك الرموز. مريول دانتيل أسود فوق بيكيني مثلاً بدا بعيداً كل البعد عن "تكريم" العمل اليومي، وأكثر قرباً من سخرية أنيقة.
في النهاية، ستُباع هذه القطع بلا شك. وهنا تكمن المفارقة: المريول الذي صُمم كتجسيد للعمل الشاق سيجد مكانه في خزانة نساء لديهن وقت كافي للتفكير بالهوية والأصالة بين عشاء وآخر خلال أسابيع الموضة. ما بين الفكرة والتنفيذ، بدا عرض Miu Miu كدرس في التباعد المترف: حتى التمرّد عند برادا يخرج محبوكاً بعناية وممهوراً بالشعار.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.