نعم، حلمك بأن ترتدي طفلتك فستاناً راقياً من الهوت كوتور يشبه فستانك قد بات حقيقة. فقد قدّم المبدع اللبناني إيلي صعب كوتور للأطفال والفتيات الصغيرات اللواتي بدَوْن في غاية الروعة وهنّ متألقات مثل الأميرات في فساتين ملوكية ساحرة حين سرن جنباً الى جنب مع العارضات. التنانير المنتفخة اللامعة على الفساتين لطالما كانت من اختصاصات صعب وتفاصيل ساحرة مستوحاة من لمسات قصص أميرات ديزني أيضاً منذ بداية مشواره في هذا الغمار. ومجموعة خريف 2016 ضمن فعاليات اسبوع الموضة في باريس احتوت عليها أيضاً وقد جاءت بتدرّجات اللون الزهري من التول وقماش الكرينولين، وهذه المرة زيّنت بتطريزات ورود نافرة ثلاثية الأبعاد، كما لمحنا ومضة من بصمات فالانتينو من خلال قلوب من الترتر أو نقوش الورود بالكريستال والتطريزات المختلفة.
إيقاع المدينة
اصطحبنا المصمّم كما ذكر في ملاحظات العرض الى مدينة نيويورك، حيث ناطحاتُ سحاب تعانق الشوارع وضجيجها. حداثة متسارعة الخطوات تنصهرُ فيها حضارات مختلفة تتوق الى الحرية، ووعد بأمل جديد. تناقضٌ بين حضور الطبيعة الهادئ وإيقاع المدينة الحيوي انعكس في مجموعة إيلي صعب الراقية لخريف وشتاء 2016-2017. أناقة من حقبة بأنوار متلألئة وذوق أوروبي رفيع يُمازج الروح النيويوركية العصرية. إطلالات بقصّات هندسية تعيدنا بالذاكرة الى القصّات التي طبعت أسلوب صعب بداية العقد الماضي، مشغولة بحرفية استثنائية ويمّيزها الدرابيه والفرو، وتتوّجها التطريزات الفخمة.
الإثارة والأنماط
لاحظنا لمسة تحرّر غير مسبوقة هذه المرة في تصاميم صعب الذي شق التنانير بفتحات عالية تصل الى الأوراك، وقدّم فساتين مفتوحة عند الصدر مع أقمشة شفافة، كما رأينا الكثير من التصاميم بظهر عارٍ مثير. هذه التشكيلة كانت أكثر توتراً وحرارة وأخشن قليلاً من المعتاد. يبدو أن صعب يرى مدينة الأضواء على أنها مفعمة بالهندسة المعمارية والطيور وهي الأنماط الأكثر تداولاً في ديكورات الملابس. كذلك، زيّنت الكثير من الفساتين بريش النعام بطريقة برّاقة ومفعمة بالترف والبذخ والإبهار وكشفت عن جانب أكثر إثارة في ابتكارات المصمّم اللبناني. ومع أنّ جزءاً كبيراً من العرض كان مكرّساً لفساتين السهرة، احتوت التشكيلة أيضاً على بذلات شيك مع ثنيات ذكرتنا بلمسات بذلة ديور Bar suit الشهيرة.
نَبض المدينة تجلّى في قلوب مطبّعة ومشغولة فوق الأقمشة الفاخرة، وحسّ الحرية يتجسّد في الطيور المهاجرة المحلّقة في كلّ قطع المجموعة وأكسسواراتها. أكتاف دائرية وتنانير واسعة بخفّة وأحجام متنوّعة، تتّخذ ألواناً متباينة من الورود والخوخ وظلال الياسمين والبيج والأزرق والنيلي والأسود، وترسم حدود المدينة في لوحة سوريالية يلفّها الغموض.