في الفترة الأخيرة، بات اسم أوزيمبيك (Ozempic) حاضراً في كل الأحاديث تقريباً. سواء أكنتِ على طاولة عشاء أم في صالون تجميل، ستجدين من يتحدث عنه كالحل السحري لفقدان الوزن، بل وتستخدمه بعض النجمات والمؤثرات علناً. لكن خلف نتائجه اللافتة في كبح الشهية وخسارة الكيلوغرامات، تظهر أعراض جانبية مزعجة بدأت تثير القلق—أبرزها: تساقط الشعر.
ما هو "أوزيمبيك" أصلًا؟
"أوزيمبيك" هو الاسم التجاري لعقار يُدعى سيماجلوتايد (semaglutide)، وهو معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. لكن في السنوات الأخيرة، بدأ استخدامه بشكل "خارج التوصيات" لفقدان الوزن، وهو ما أدى إلى إقبال كبير عليه ونقص مستمر في توفره عالمياً.
فهل يسبب "أوزيمبيك" تساقط الشعر فعلاً؟
الإجابة المختصرة: ربما نعم، ولكن ليس بسبب الدواء نفسه مباشرة. وفقاً لأطباء الجلدية، فإن خسارة الوزن السريعة المرتبطة باستخدام "أوزيمبيك" هي السبب المرجح لتساقط الشعر، وهي حالة معروفة باسم "تساقط الشعر الكربي (Telogen Effluvium) .
يشرح الدكتور أنتوني روسي، أستاذ مساعد في الأمراض الجلدية بكلية طب وايل كورنيل، أن "الشعر يحتاج إلى توازن غذائي ونفسي لينمو. وعندما يمر الجسم بحالة ضغط أو سوء تغذية، يُحوّل الموارد الحيوية من الشعر إلى وظائف أكثر أهمية للبقاء".
بكلمات أخرى، شعركِ هو أول من يدفع الثمن عند تعرّض الجسم لأي صدمة غذائية أو جسدية
ماذا تقول الدراسات؟
بحسب التجارب السريرية لعقار "ويغوفي" (وهو النسخة الأعلى جرعة من سيماجلوتايد)، فإن حوالي 3% فقط من المستخدمين أبلغوا عن تساقط الشعر، مقارنة بـ1% لدى من استخدموا دواء وهميًا. أما "أوزيمبيك" نفسه، فلم يُسجل كتأثير جانبي رسمي لتساقط الشعر في الاستخدامات المعتمدة.
لكن هذا لا ينفي شكاوى حقيقية من مستخدمات على أرض الواقع—ومن بينهن المؤثرة الشهيرة كلوديا أوشري التي صرّحت علناً أنها بدأت تفقد شعرها بعد استخدام الدواء.
كيف تؤثر خسارة الوزن على صحة الشعر؟
عندما تقلّ كمية الطعام المتناولة بشكل كبير، يتعرض الجسم لنقص في عناصر غذائية حيوية لنمو الشعر، خاصة البروتين، الزنك، الحديد، وأحماض أوميغا 3. النتيجة؟ يتوقف الشعر عن النمو ويدخل في مرحلة السكون، ثم يبدأ في التساقط بعد نحو 3 أشهر من بداية النقص الغذائي.
هل يعود الشعر بعد التوقف عن "أوزيمبيك"؟
الخبر الجيد أن تساقط الشعر الناتج عن تساقط الشعر الكربي غالباً ما يكون مؤقتاً. بمجرد أن يستقر الوزن أو يُعاد التوازن الغذائي للجسم، يبدأ الشعر في النمو من جديد، ولكن ذلك قد يستغرق عدة أشهر.
كيف يمكن التعامل مع تساقط الشعر؟
إذا لاحظتِ تساقطًا زائدًا أثناء استخدام "أوزيمبيك"، إليكِ بعض الحلول الفعّالة التي ينصح بها الأطباء:
- مينوكسيديل الموضعي: المعتمد من FDA لتحفيز نمو الشعر.
- المكملات الغذائية: خاصة فيتامين D، B12، الزنك، الحديد، وأوميغا 3.
- متابعة غذائية دقيقة: خصوصاً من قبل أخصائي تغذية يضمن حصولك على ما يكفي من البروتين والعناصر الأساسية.
- مكمل Nutrafol : أحد أكثر المكملات فعالية لعلاج تساقط الشعر لدى النساء.
- شامبو مضاد للفطريات: يحتوي على الكيتوكونازول، الذي يساعد في تقليل تساقط الشعر الهرموني.
- حقن البلازما (PRP): لعلاج الحالات المستمرة.
أخيراً، وفي عالم يتسابق فيه الجميع نحو الرشاقة، من المهم ألا نغفل عن علامات الخلل التي يرسلها لنا الجسد. فقدان الوزن يجب أن يكون برفقة توازن، و"الجمال" لا يكتمل دون صحة متكاملة—بما في ذلك صحة شعركِ.
هل فكرتِ من قبل في التأثيرات الخفية لأدوية إنقاص الوزن؟ شاركينا رأيكِ.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.