كم مرة وضعتِ واقي الشمس فقط قبل الذهاب إلى الشاطئ؟ وكم مرة فكّرتِ في أن لون بشرتك الغني قد يغنيكِ عن هذه الخطوة؟ الحقيقة أن بيننا كثيرات ما زلنَ يعتقدن أن البشرة السمراء محصّنة ضد الشمس. ولكن، آن الأوان لكشف الحقيقة: الشمس لا تميّز، وضررها لا ينتقي لوناً.
واقي الشمس بين الحقيقة والأساطير المغلوطة
فلنبدأ من أول أسطورة منتشرة: "البشرة الداكنة لا تتعرض لحروق الشمس." هذه خرافة. صحيح أن صبغة الميلانين في البشرة الداكنة توفّر طبقة من الحماية، لكنها لا تمنع بالكامل أشعة الشمس فوق البنفسجية من اختراق الجلد والتسبب في تلف الخلايا. الحروق، التصغبات، التجاعيد، وحتى الشيخوخة المبكرة... كلّها نتائج ممكنة، بغضّ النظر عن لون البشرة.
وإليكِ واحدة من الأكاذيب الأكثر تداولاً: "ذوات البشرة الداكنة لا يحتجن إلى واقي شمس." في الواقع، استخدام واقي الشمس لا يقل أهمية لذوات البشرة الغنية بالميلانين. فهو لا يحمي فقط من التلف الخفي الذي تسببه الشمس، بل يمنع التصبغات المزعجة التي تؤثر على توحيد لون البشرة، ويؤخر ظهور الخطوط الرفيعة.
هل تعتقدين أن "سرطان الجلد نادر لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة"؟ من الناحية الإحصائية، هو أقل شيوعاً، نعم. لكن المفارقة المحزنة أن معدلات الوفاة أعلى بالنسبة للسمر، لأن الاكتشاف غالباً ما يكون في مراحل متقدمة. السبب؟ كثيرون لا يتوقعون أن يصيبهم المرض، ولا يتنبهون لأعراضه المبكرة.
أما إذا ظننتِ أن "السرطان الجلدي يبدو بالشكل نفسه على جميع أنواع البشرة"، فدعينا نصحّح المعلومة. الأعارض تختلف، وقد تظهر بشكل أقل وضوحاً على البشرة الداكنة. بعض الأنواع، مثل الميلانوما، قد تظهر في أماكن غير معتادة، كباطن القدمين، راحة اليدين، الشفاه، أو تحت الأظافر، – تماماً كما حدث مع النجم العالمي بوب مارلي، الذي بدأت إصابته بميلانوما تحت ظفر قدمه.
وهناك أنواع أخرى مثل سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية، قد تظهر على هيئة بثور لا تلتئم، أو بقع داكنة تنمو تدريجياً، أو حتى تقرحات في مناطق غير معرّضة للشمس كالأعضاء التناسلية أو أماكن الندوب القديمة.
لكن، إليكِ الجانب المضيء: يمكن الوقاية من هذه الأخطار بخطوات بسيطة.
ابدئي دائماً باستخدام واقي شمسي واسع الطيف بمعامل حماية لا يقل عن -SPF 30، وأعيدي وضعه كل ساعتين عند التعرض للشمس. لا تنسي الواقي المقاوم للماء عند السباحة، وابتعدي عن الشمس في ذروتها بين الساعة 10 صباحاً و2 ظهراً. ارتدي الملابس الواقية، واختاري القبعة والنظارات الشمسية كرفيقتين دائمتين.
وإذا كانت تركيبة واقي الشمس البيضاء تزعجك وتترك طبقة رمادية على بشرتك، الجئي إلى التركيبات الكيميائية أو تلك المصنّعة في أوروبا أو آسيا، فهي غالباً أكثر شفافية ولا تترك اثراً أبيضاص واضحاً على البشررة، لكن تأكدي من مصدرها الموثوق.
وأخيراً، لا تهملي مراقبة بشرتك. فأي تغيير في شكل الشامات، أو ظهور بقع داكنة جديدة، أو خطوط سوداء تحت الأظافر تستدعي زيارة طبيب الجلد فوراً.
في النهاية، العناية بالبشرة ليست رفاهية، بل هي امتداد لحب الذات. فكوني ذكية، وواجهي الشمس بحكمة... ليس فقط لأجل إشراقة الجمال، بل من أجل صحتك وسلامتك أيضاً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.