الفتاة الفوضوية": صيحة جمالية تعبّر عن التمرّد... لكن ضمن حدود | Gheir

الفتاة الفوضوية": صيحة جمالية تعبّر عن التمرّد... لكن ضمن حدود

جمال  Jun 26, 2025     
×

الفتاة الفوضوية": صيحة جمالية تعبّر عن التمرّد... لكن ضمن حدود

بالشعر المنفوش، الكحل الملطّخ، والتيشيرت المجعّد، تفرض "الفتاة الفوضوية" Messy Girl نفسها كأيقونة جديدة على منصات التواصل الاجتماعي وفي شوارع الموضة، ولكن بخلاف ما يبدو، هذه الصيحة ليست تحررية تماماً.
فعلى النقيض من "الفتاة النظيفة" Clean Girl التي هيمنت على المشهد في السنوات الأخيرة بإطلالاتها اللامعة، بشرتها الخالية من العيوب، شعرها المصفف بدقة، وإطلالاتها المتناسق، تمثل "الفتاة الفوضوية"، صورة جمالية عشوائية، لتبدو وكأنها خارجة لتوّها من حفلة صاخبة.

هي إطلالة تتبناها نجمات مثل المغنية البريطانية Charli XCX، التي أطلقت أيضاً صيحة "brat" المرتبطة بها، والمغنية الأميركية بيلي إليتش. كما انتشرت بشكل واسع على تيك توك حيث حصد هاشتاغ #messygirl آلاف المشاهدات، وساهمت في انتشارها أغنية "I’m Too Messy" للمغنية البريطانية Lola Young . أما اختبار "هل أنت فتاة نظيفة أم فوضوية؟" فمازال يجتاح تيك توك ويثير فضول المتابعين لتحديد انتماءاتهم الجمالية.

لكن جذور هذا الاتجاه ليست وليدة اليوم. فمن جوارب كورتني لوف الممزقة في التسعينيات، إلى الكحل السائل على وجه آيمي واينهاوس، وصولاً إلى إطلالات كيت موس في المهرجانات الموسيقية الصاخبة عندما كانت في العشرينيات من عمرها، كانت "الفوضى الجميلة" حاضرة منذ زمن، بحسب الكاتبة والباحثة في مجال الموضة والترف صوفي أبريات، التي قالت لوكالة الصحافة الفرنسية: "هذا الاتجاه يقف بين جماليات الـsoft grunge في 2010، وستايل الـindie sleaze الذي جمع بين الروك والبوهيمية في الألفينات، لكن الفرق اليوم أن كل شيء يمرّ من خلال خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي ويتحوّل إلى هاشتاغ".

فوضى محسوبة بعناية

تتجاوز هذه الصيحة كونها مجرد أسلوب جمالي، لتصبح أسلوب حياة يدعو إلى التقبّل واللا مثالية. فهي تحتفي بالعيوب، باللامبالاة، بالفوضة، وبالهشاشة العاطفية، وتقدّم نفسها كنقد لحالة الإنتاجية المفرطة ومقاييس الجمال غير الواقعية التي تروج لها صيحة "الفتاة النظيفة"، بحسب أبريات. وتضيف: "إنها مقاومة للتحكّم، عبر تبني جماليات الفوضى... وكأنها شكل من أشكال الاحتراق النفسي المصمم بعناية".
نعم، فحتى هذه الفوضى ليست عفوية بالكامل. فخلف هذا الإهمال الظاهري تختبئ صورة مخططة بدقة. والدليل؟ تزايد فيديوهات تعليمية على تيك توك وإنستغرام تشرح كيفية تنفيذ مكياج "messy girl" أو تنسيق إطلالتها.

جمالية لا تشمل الجميع

لكن هذه الفوضى المحسوبة، والتي يفترض أن تكون متحرّرة، ليست متاحة للجميع، إذ لا يبدو أنها تمثل انفتاحاً نسوياً حقيقياً، بل تقتصر النماذج السائدة فيها على نجمات نحيفات، بيضاوات، ومتحررات جنسياً بصورة نمطية، مثل كيت موس، ما يجعلها صيحة لا تراعي التنوع ولا تعكس قيم الشمولية، وبالتالي يصعب اعتبارها نسوية.

من تمرد إلى استهلاك

والأهم من ذلك، أن "الفتاة الفوضوية"، رغم محاولتها التمرد على المعاير الجمالية والاجتماعية، لم تسلم من الوقوع في فخ الاستهلاك. تقول أبريات: "حتى العيوب باتت تُسلّع وتُروّج وتُحرّر في قالب تحرير الموضة... ودور الأزياء تدرك ذلك جيداً". وقد كان ستايل الـindie sleaze حاضراً بقوة في أسبوع الموضة الأخير في باريس، حيث ظهرت تصاميم من الجلد، سراويل ضيقة، وتيشيرتات برسائل مباشرة مثل "J’adore Dior" التي تعيد إحياء تصميم شهير من توقيع جون غاليانو.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الجمال