في السنوات الأخيرة، أصبحت العطور "النظيفة" أو "الطبيعية" حديث عشاق الجمال والرفاه، مع وعود بالتركيبات الخالية من المواد الاصطناعية، والملائمة للبشرة الحساسة، والصديقة للبيئة. لكن السؤال الذي يطرحه كثيرون هو: هل تدوم هذه العطور كما تفعل العطور التقليدية؟ وهل النقاء يعني بالضرورة الفعالية؟
ما المقصود بـ"العطر الطبيعي" أو "النظيف"؟
العطر الطبيعي يُصنع من مستخلصات نباتية أو زيوت عطرية مشتقة من الورود، الأخشاب، الحمضيات، الأعشاب، وغيرها، مع تجنب المكونات الاصطناعية مثل المثبتات الكيميائية أو الفثالات.
أما العطر "النظيف" فهو مصطلح أوسع، يُستخدم للدلالة على تركيبات خالية من المواد المثيرة للجدل، وغالباً ما يكون نباتيًّا (Vegan) ولم يُختبر على الحيوانات.
التحدي الأكبر: الثبات
لأن الزيوت الطبيعية تتبخّر بسرعة أكبر من المركّبات الاصطناعية، فإن الكثير من العطور النظيفة تعاني من ضعف في الثبات، وقد تدوم فقط لساعات محدودة مقارنة بالعطور التقليدية التي تحتوي على "المثبتات" التي تمنحها دواماً أطول.
لكن هذا لا يعني أن كل العطور الطبيعية قصيرة العمر. فبعض الدور العالمية باتت تستخدم تقنيات حديثة لاستخلاص زيوت أكثر تركيزًا، أو تمزج بين مكونات طبيعية "ثقيلة" مثل خشب الصندل والباتشولي والمسك النباتي لضمان دوام أفضل.
الجودة لا تعني بالضرورة الثبات
من المهم إدراك أن ثبات العطر لا يُقاس بجودته. فهناك من يفضّلون العطور الخفيفة التي لا تطغى على الحضور، ويجدون في العطور النظيفة خيارًا متناغمًا مع أسلوب حياتهم الصحي والواعي بيئيًا.
علامات فاخرة تراهن على "النقاء"
بعض دور العطور الفاخرة بدأت تدخل سوق "العطور النظيفة" دون التنازل عن الأداء:
Henry Rose – تأسست على يد ميشيل فايفر، وتتميّز بتركيبات طبيعية شفافة ومدروسة بعناية، مع نفحات أنيقة تدوم بشكل مفاجئ.
Maison Louis Marie – عطور نباتية بالكامل، تتميز بأناقتها وأثرها المريح.
Abel Odor – تمزج بين الفخامة والوعي البيئي، وتُعد من أكثر الأسماء ثباتًا في فئة العطور الطبيعية.
Le Labo (Hinoki أو Baie 19) – رغم أنها لا تُسوّق نفسها كـ"نظيفة"، إلا أن تركيباتها النباتية تُستخدم في كثير من الروائح التي تراعي الجلد الحساس.
نصيحة لمحبي العطور الطبيعية
إذا كنتِ من عشّاق العطور الطبيعية، ولا تمانعين إعادة التطبيق خلال اليوم، اختاري تركيز Eau de Parfum بدلًا من Eau de Toilette، وطبّقي العطر على نقاط النبض وعلى الملابس للمزيد من الثبات.
تخرّجت من الجامعة اللبنانية، حائزة على شهادتين في الأدب الإنجليزي والصحافة، عالم الجمال يستهويني الى حدٍ كبير. منذ 6 سنوات، أتولْى تحرير صفحة الجمال في موقعي nawa3em.com وgheir.com. أهتمّ في تفاصيل كلّ ما يجري في هذا العالم الواسع من إصدارات حديثة في المكياج والعطور ومستحضرات العناية بالبشرة وأيضاً النظر عن قرب لخيارات نجمات العالم. كما أهتمّ أيضاً في إجراء مقابلات للتعرّف الى التكنولوجيا المبتكرة وأحدث الصيحات وتنفيذ برامج وجلسات تصوير.