الإكزيما ليست مجرد جفاف عابر أو حكة مزعجة، بل هي حالة جلدية مزمنة قد ترافق المريض لسنوات طويلة. ورغم أنها غير معدية، إلا أنها قد تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، من خلال الحكة المستمرة، الالتهابات المتكررة، وحتى الانزعاج النفسي من مظهر البشرة.
بحسب الإحصاءات، يعاني أكثر من 31 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها من الإكزيما، وغالباً ما تبدأ الأعراض في الطفولة المبكرة. بعض الأطفال يتجاوزونها مع العمر، بينما تستمر لدى آخرين حتى مرحلة البلوغ.
ما هي الإكزيما؟
الإكزيما، أو التهاب الجلد التأتبي، هي أكثر الأنواع شيوعاً، وتظهر عادةً على شكل طفح جلدي مصحوب بحكة، جفاف وبقع متغيرة اللون. لكن هناك أنواع أخرى مثل:
- التهاب الجلد التماسي الناتج عن ملامسة مواد مهيجة كالعطور أو المناظفات.
- الإكزيما العصبية التي تتفاقم بسبب الحكة المستمرة.
- الإكزيما الدهنية التي تظهر عادة على فروة الرأس وتسبب قشوراً حمراء ومتهيجة.
- الإكزيما النُمَولية التي تنتج بقعاً دائرية مثيرة للحكة تشبه العملات المعدنية.
الأعراض الأكثر شيوعاً
الأعراض تختلف بين شخص وآخر، لكن أبرزها:
- الحكة المتكررة.
- جفاف الجلد وتقشّره.
- الطفح الجلدي والبقع الحمراء أو الداكنة.
- التورّم والالتهاب.
- في الحالات المزمنة: الأرق وصعوبة النوم، القلق وحتى القابلية لالتهابات الجلدة المتكررة.
لماذا تظهر الإكزيما؟
حتى اليوم، لا يوجد إجماع طبي حول السبب الدقيق، لكن يُعتقد أن هناك مجموعة من العوامل المتداخلة، منها:
- الوراثة: خلل في الجينات يضعف حاجز الجلد الطبيعي.
- فرط نشاط جهاز المناعة الذي يثير الالتهابات الجلدية.
- البيئة: التعرض للتلوث، الغبار، الطقس البارد أو الجاف.
- المهيجات اليومية مثل الأقمشة الخشنة، العطور والمنظفات القاسية.
- الحساسية الغذائية، خصوصاً تجاه الحليب، المكسرات والبيض.
- الضغط النفسي الذي يطلق مواد كيميائية تزيد من تهيّج الجلد.
كيف يتم التشخيص؟
قد يختلط الأمر على البعض بين الإكزيما وحب الشباب أو الطفح التحسسي. لذلك يلجأ الأطباء إلى فحص سريري شامل وأحياناً إلى اختبار الرقعة الجلدية (Patch Test)، حيث توضع مواد مختلفة على الجلد لمعرفة أيها يثير التفاعل.
خيارات العلاج المتاحة
لا يوجد علاج نهائي للإكزيما، لكن السيطرة عليها ممكنة عبر مجموعة من الوسائل:
-
العلاجات الطبية:
- كريمات ومراهم موضعية تحتوي على الكورتيكوستيرويدات أو مكونات مهدئة.
- مضادات حيوية عند حدوث عدوى جلدية.
- الحقن البيولوجية الحديثة مثل Dupixent للأطفال وAdbry للبالغين.
- تقنية الضمادات المبللة التي تُجرى تحت إشراف طبي.
-
البدائل الطبيعية:
- الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند لترطيبي البشرة.
- العسل الطبي (مانوكا) كمضاد للبكتيريا.
- الوخز بالإبر أو الضغط بالإبر لتخفيف الحكة.
- العلاج بالضوء في بعض الحالات.
روتين عناية لطيف لبشرة مصابة بالإكزيما
- الاستحمام بماء دافئ يومياً مع إضافة الشوفان الغروي لتهدئة البشرة.
- استخدام منظف لطيف وخالٍ من العطور والكحول.
- الترطيب مرتين يومياً بكريم أو مرهم مناسب.
- تجنب الحكّ المباشر واستبداله بالتربيت على الجلد.
- ارتداء ملابس قطنية مريحة والابتعاد عن الأقمشة الخشنة.
- استخدام جهاز ترطيب الجو في المنزل لتخفيف الجفاف.
كلمة أخيرة
الإكزيما رحلة طويلة لكنها قابلة للإدارة. المفتاح هو التشخيص المبكر، الالتزام بروتين عناية لطيف، والمتابعة المستمرة مع طبيب مختص. بهذه الطريقة، يمكنكِ تقليل النوبات الالتهابية وتحقيق توازن يمنح بشرتك راحة أكبر وحياة يومية أكثر سلاسة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.