الجمال في السعودية لم يكن يومًا مجرد انعكاس للموضة العالمية، بل كان نتاج توازن فريد بين الأصالة والتقاليد من جهة، والانفتاح على الحداثة من جهة أخرى. ومنذ السبعينيات وحتى اليوم، شهدت إطلالات المرأة السعودية رحلة تطوّر لافتة في المكياج وتسريحات الشعر، تعكس تحولات اجتماعية وثقافية ووطنية.
السبعينيات: البساطة والكحل العربي
في هذه الفترة، كان المكياج يميل إلى البساطة. اعتمدت السعوديات على الكحل العربي لإبراز العيون، إلى جانب أحمر شفاه كلاسيكي بألوان طبيعية أو وردية. الشعر كان غالبًا طويلًا، إما منسدلًا أو مجعّدًا بطريقة طبيعية. هذه الإطلالة عكست الأصالة والارتباط بالتراث.
الثمانينيات: لمسات أكثر جرأة
مع انفتاح المملكة على المؤثرات الخارجية، بدأت المرأة السعودية تدخل ألوانًا أكثر جرأة في مكياجها. ظلال العيون الزرقاء والخضراء ظهرت بقوة، مع الحواجب العريضة والمحددة. تسريحات الشعر اتجهت نحو الحجم الكبير والكثافة، متأثرة بالصيحات العالمية، مع بقاء اللمسة العربية بارزة.
التسعينيات: العودة إلى النعومة
تميزت هذه المرحلة بالتركيز على البشرة الطبيعية. مكياج خفيف بلمسات من البني والبرونزي، مع شفاه بلون النيود أو الوردي الهادئ. تسريحات الشعر انخفضت كثافتها مقارنة بالثمانينيات، وبرز الشعر المفرود أو المرفوع بتسريحات بسيطة تعكس الأناقة الهادئة.
الألفية الجديدة: التوازن بين الشرق والغرب
مع بداية الألفية، تأثرت الموضة السعودية بانتشار وسائل الإعلام ومنصات الجمال. المكياج أصبح أكثر تحديدًا، مع عيون سموكي بدرجات داكنة وأحمر شفاه جريء. تسريحات الشعر شهدت تنوعًا واسعًا بين الأملس العصري والمموج الرومانسي. كانت هذه الفترة بداية المزج الواضح بين اللمسة العالمية والذوق السعودي.
العقد الأخير: الجرأة والهوية الوطنية
اليوم، تعيش المرأة السعودية ذروة التنوع والحرية في خياراتها الجمالية. من صيحات المكياج الجريئة كالأيلاينر الغرافيكي والألوان الميتاليكية، إلى العودة إلى الجمال الطبيعي بـ"المكياج بلا مكياج". الشعر أيضًا يعكس هذه التعددية: من الجدائل المستوحاة من التراث إلى التسريحات المبتكرة ذات الطابع العصري.
الأناقة كرمز وطني
رحلة المكياج وتسريحات الشعر في السعودية ليست مجرد تبدّل في الصيحات، بل هي مرآة لتطور المجتمع والمرأة السعودية. من الكحل العربي البسيط في السبعينيات إلى الإطلالات العالمية الراقية اليوم، ظلّت الأناقة السعودية تحمل هوية خاصة تجمع بين التراث والتجديد، لتصبح رمزًا من رموز الاحتفاء بالوطن في يومه الوطني.
تخرّجت من الجامعة اللبنانية، حائزة على شهادتين في الأدب الإنجليزي والصحافة، عالم الجمال يستهويني الى حدٍ كبير. منذ 6 سنوات، أتولْى تحرير صفحة الجمال في موقعي nawa3em.com وgheir.com. أهتمّ في تفاصيل كلّ ما يجري في هذا العالم الواسع من إصدارات حديثة في المكياج والعطور ومستحضرات العناية بالبشرة وأيضاً النظر عن قرب لخيارات نجمات العالم. كما أهتمّ أيضاً في إجراء مقابلات للتعرّف الى التكنولوجيا المبتكرة وأحدث الصيحات وتنفيذ برامج وجلسات تصوير.