ها هو الخريف يعود، ومعه واحدة من أكثر الصيحات دفئاً وجاذبية على تيك توك: مكياج Pumpkin Spice Latte أو ما يمكن أن نسمّيه باختصار "جمال القهوة بالبهارات". نعم، ذاك المشروب الذي نراه في كل يد بمجرد أن تنخفض الحرارة، أصبح اليوم مصدر إلهام حقيقي لإطلالة مكياج تنبض بالدفء، الحنين للمواسم، ولمسة حلوة مع نكهة بهارات خفيفة... حرفياً ومجازاً.
قد يبدو الأمر مجرد امتداد لصيحة الـLatte Makeup التي سيطرت على الصيف، لكن النسخة الخريفية منها ليست مجرد درجات برونزية دافئة. إنها تطوّر طبيعي، ناضج، وأكثر حميميّة. تخيّلي دفء قهوتك الصباحية، الكريمة المخفوقة فوقها، ورشة قرفة صغيرة... ثم حوّلي تلك اللوحة اللونية إلى مكياج. هذا هو الجوهر.
ما أحبّه في هذه الصيحة هو أنها لا تبالغ ولا تفرض نفسها، هي إطلالة تحتفي بالدفء الطبيعي للبشرة، تُظهر جمال الخدود حين تختمر بلطف بلون الخوخ المحترق أو التيراكوتا، مع لمعة ذهبية خفيفة تعكس ضوء شمس ما بعد الظهر في أكتوبر. هناك شاعرية في الأمر، ولمسة من الحنين، وكأننا نقول: "دعوا ألوان الصيف تستريح، ولندع الخريف يهمس بأناقته".
الأساس هنا يبدأ ببشرة مشبعة بإشراقة طبيعية. لا شيء فائق التغطية ولا إطلالة مطفأة. نقطة من هايلايتر سائل بلون ذهبي ممزوجة مع الفاونديشن تمنح البشرة ذلك الإشراق الذي لا يمكن تزييفه. ثم يأتي البرونزر، لكن بشرط أن يميل إلى التدرجات الحمراء أو الصدئية، كأنه احتضان من شمس خريفية لا تزال تمنحنا قبلة وداع للصيف. وإن لم يكن لديك برونزر بهذه النغمة؟ استخدميه كبلاشر — هذه الصيحة محبة للتجربة أساساً.
أما الخدود، فهي مركز الدفء. نغمات الخوخ الداكن، الطيني الدافئ، أو حتى البرتقالي المحروق، بشرط أن تُطبَّق بخفّة. الفكرة ليست صرخة لونية، بل احمرار مخملي يوحي بأنك خرجت للتو من نزهة بين أوراق الشجر الذهبية.
العينان هما القهوة، بكل عمقها وطبقاتها. نبدأ ببنيّ مات ناعم على الكسرة، ثم نغطي الجفن بدرجة برتقاليّة محروقة. وفي المنتصف؟ لمسة ذهبية أو نحاسية، تماماً كلمعة السكر البني حين يذوب على سطح رغوة ساخنة. القلم البني على الزاوية الخارجية يمنح العينين غموضاً خفيفاً، بينما الماسكارا البنيّة تُبقي النظرة ناعمة وأنيقة دون حدّة غير ضرورية.
ويبقى الختام للشفاه. ليست الصدارة لها هذه المرة، لكن حضورها مهم. نختار محدد شفاه بدرجة بنيّة ناعمة، ثم أحمر شفاه وردي صدئي أو نيود دافئ، مع ملمّع خفيف يمنح شفاهك بريقاً زبدانياً وكأنك ارتشفت للتو أول رشفة من كوبك الدافئ.
هذه الصيحة أكثر من مجرد ألوان. إنها إحساس بالراحة، بالانتقال السلس بين المواسم، وبجمال التفاصيل الصغيرة. إنها دعوة لنحتفل بذواتنا في أبسط لحظاتنا: صباح بارد، فنجان قهوة، ولمسة مكياج تجعل يومنا ألطف. وهنا يكمن سرها الحقيقي: ليست صيحة عالية الصوت... بل همسة دافئة في أذن الجمال.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.