شاليمار من جيرلان: 100 عام من الحب | Gheir

شاليمار من جيرلان: 100 عام من الحب

جمال  Nov 26, 2025     
×

شاليمار من جيرلان: 100 عام من الحب

جوهر الأسطورة

قليلة هي العطور التي تتخطّى حدود الزمن وتقلبات الموضة دون فقدان سحر هالتها. عطر "شاليمار"، الذي أبصر النور في العام 1925، هو واحد من هذه العطور.
شاليمار إحدى أيقونات جيرلان Guerlain، وركيزة أساسية من إرثها ورمزًا متأصّلًا في قاموسها العطري. هو أول عطر عنبري في التاريخ، تحفة ابتكرها جاك جيرلان في العام 1925، وتحتفل الدار اليوم بالذكرى المئوية لإطلاقه. لمناسبة هذه الذكرى الاستثنائية، تكشف الدار عن "شاليمار ليسانس" (Shalimar L’Essence)، إصدار مكثّف ومعاصر يُجسّد رموز "شاليمار" المميّزة. إنه تكريم للحداثة الغير محدودة بزمن، وقوة الجرأة، والجاذبية الآسرة التي لطالما ميّزت هذا العطر الأشهر في تاريخ عطور "جيرلان" النسائية.

مئة عام من الأسطورة

بدأ كل شيء بقصة حب خالدة... حكاية الشغف الأسطوري الذي جمع الإمبراطور شاه جهان بالأميرة ممتاز محل في الهند خلال القرن السابع عشر. أنشأ الإمبراطور حدائق شاليمار الملكية الفاخرة في لاهور – والتي تعني بالسنسكريتية "معبد الحب"– إهداءً لحبيبته. هناك، ازدهر حبهما حتى وفاتها المأساوية، فشيّد الإمبراطور المفجوع وتخليدًا لذكراها أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة: تاج محل.
مفتونًا بالشرق وثقافته وأساطيره، اكتشف مبدع العطور جاك جيرلان هذه القصة. فأشعلت شرارة الإلهام لعطر كُتب له أن يغدو بدوره أسطورة. تحفة من تحف فن العطور الحديث، عطر لا يزال يحتفظ بسحره وجاذبيته على مرّ الزمن... تمامًا كالحكاية التي كانت مصدر إلهامه.

مئة عام من الجرأة

لعبة قدرٍ مقترنة بلمسة من العبقرية الحقيقية، كانت وراء ابتكار عطر شاليمار..... وحي مفاجئ أشعل الهام جاك جيرلان عندما زاره صديقه الكيميائي جاستين دوبون ليقدّم له صيغة الإيثيل-فانيلين (ethylvanillin) الجديدة، صيغة صناعية برائحة الفانيليا القوية،. عندها قام بإضافة بضع قطرات من هذه الصيغة الطرية الجديدة على قارورة عطر "جيكي" (Jicky) الذي أطلقته الدار في العام 1889 والذي يُعتبر أول عطر "حديث" في التاريخ. دون أن يدرك ذلك، أرسى جاك جيرلان ركائز أول عطر من العنبر في تاريخ صناعة العطور. وبعد بضعة أشهر، اكتملت تركيبته التي قدّمت تباينًا رائعًا بين نضارة البرغموت والنغمات العنبرية، وأضفت عليها الفانيليا بعدًا شهيًا جاذبًا بقوة.

كان "شاليمار" عطرًا ثوريًا قلب موازين صناعة العطور في تلك الحقبة، وأرسى أسس اتجاه جديد دائم للعطور العنبرية. كما ترك بصمة بارزة في قاموس عطور جيرلان: إذ تجسّد تركيبته جوهر "جيرليناد" الشهيرة.
من خلال مزج البرغموت والورد والياسمين والسوسن والفانيليا وحبوب التونكا، يُعد "شاليمار" التعبير الأمثل عن هذا التوافق العطري الفريد، الذي لا يزال يميز العديد من ابتكارات الدار حتى يومنا هذا.

حرص جاك جيرلان أن تكون قارورة هذا الابداع العطري الطليعي مصمّمة خصيصًا له، عمل على ابتكارها ابن شقيقه ريمون. جاءت القارورة في تناسق تام مع روح العطر؛ تصميم من الطراز المغولي، مزيّن بنقوش أرابيسك تذكّرنا بأحواض حدائق شاليمار. كانت هذه القارورة الأولى في التاريخ التي تم تصميمها على قاعدة، وكذلك الأولى التي زوّدت بسدادة ملونة من الكريستال الأزرق الياقوتي، صُبغت بتقنية سرية خاصة بدار باكارا (Baccarat) العريقة.

إنجاز تقني وجوهرة جريئة، تم كشف النقاب عن عطر "شاليمار" (Shalimar) لأول مرة أمام الجمهور في المعرض الدولي للفنون الزخرفية (International Exhibition of Decorative Arts) المُنعقد في باريس العام 1925. شكل هذا المعرض تتويجًا لحركة فنية راقية أُطلق عليها فيما بعد اسم «آرت ديكو». هناك نال عطر "شاليمار" جائزته الأولى. من خطوط قارورته إلى جموح رائحته الشرقية المُلهبة، عبّر "شاليمار" عن افتتان تلك الحقبة بالشرق، واستطاع أن يلتقط روح العصر ببراعة متقنة.

قارورة عطر "شاليمار" تفيض بجمال خالد لا يبهت، وقد بقيت وفيّة لهويتها الأصيلة عبر الأزمان. في العام 2010، أعادت المصمّمة جايد جاغر (Jade Jagger) تفسير رموزها من خلال عدسة البساطة الراقية، مع الحفاظ على طابع الـ "آرت ديكو" المميّز الخاص بها الذي لا يزال يتفرّد في مشهد العطور المعاصرة. وفي العام 2025 – تمامًا كما في 1925 – يواصل "شاليمار" تفرّده وتأكيد هويته الفريدة: يمكن التعرّف إليه من النظرة الأولى، ويكفي نبض قلب واحد للوقوع في غرامه.

مئة عام من الحسية المرهفة

حصد "شاليمار" أوّل معجبيه... في الولايات المتحدة. فخلال رحلة عبور للمحيط الأطلسي على متن باخرة Le Paris، أصبحت زوجة ريمون جيرلان سفيرة غير رسمية للعطر، إذ كان الركّاب الأميركيون، المأخوذون بروعته، يسألونها عن اسم العطر الذي تضعه. وقد شكّل هذا الحماس نذيرًا مبكرًا بنجاح عطر يتمتّع بأنوثة آسرة، سيستولي لاحقًا على قلوب العالم بأسره. بوصفه رمزًا يُحتذى به للحسية، تسلّل "شاليمار" تدريجيًا إلى قلوب النساء، وأصبح العطر المميّز لعدد من الشهيرات اللواتي ساهمن في تخليد نجاحه عبر الأجيال.

أكثر من مجرد عطر، "شاليمار" هو حالة ذهنية تنتقل من جيل إلى آخر. رمزٌ للأنوثة الجريئة الواثقة. إعلان حرية. بيان عطري ساحر تم الاستحواذ عليه وتقديمه داخل قارورة.

في العام 2025، يعود أثر عطر "شاليمار" الفريد والفاخر ليعكس مجددًا روح العصر. مزيجٌ من القوّة والنعومة يرافق المرأة اليوم، فيكون صدى لقناعاتها، وشغفها، وثوراتها – الكبيرة منها والصغيرة. عطر يتجدّد باستمرار مؤكداً كونه حقيقة بديهية، "شاليمار" يُجسّد هالة سحرية وشخصية لا تُنسى، لامست قلوب النساء على مدى قرن، ولا تزال تفعل حتى يومنا هذا.

في زمن يتصدّر فيه الطابع الكلاسيكي صيحات الموضة من جديد، يعود "شاليمار" إلى الواجهة بقوّة، حتى في أوساط الجيل الشاب. ارتداء عطر "شاليمار" بات أسلوبًا للتعبير عن الحسية، الذوق، والحرية. لم تعد هناك حاجة إلى الإكسسوارات أو الإطلالات المتكلفة.

"شاليمار" الجمال الأخاذ، "شاليمار" التحوّل الرائع، "شاليمار" الجوهر المطلق.

التعبير الجديد عن عطر أسطوري

"ارتداء شاليمار هو أن نترك حواسنا تحملنا أينما تشاء" —جاك جيرلان
احتفالًا بمئوية تحفتها الأيقونية، ابتكرت دار جيرلان Guerlain عطر "شاليمار ليسانس" (Shalimar L’Essence): تركيز مكثف يجسّد رموز "شاليمار" المميّزة. جوهر العطر في أنقى صوره.

قصيدة للفانيلا

ليس مجرد عطر، إنه إعلان حب خالد. حب أهدته دلفين جيلك، المديرة الإبداعية ومبتكرة العطور لدى جيرلان، إلى الأيقونة العطرية الأهم في إرث الدار. وتحديدًا، إلى نغمتها الأكثر رمزية: الفانيليا. رقيقة وحسية، دافئة وجذّابة، يتألّق هذا المكون الثمين كرمز من رموز لوحة ألوان جيرلان. انه الركيزة الأساسية في تركيبة العطر، وسرّ جاذبيته الكونية. كما ويشكل عنصرًا محوريًا في "جيرليناد" التي تميّز العديد من ابتكارات الدار.
تعزّز الفانيليا اتفاق العنبر الأسطوري من جيرلان بشكل رائع في عطر "شاليمار ليسانس" (Shalimar L’Essence) – هذا الـ "أو دو بارفان" المكثّف القوي يحتفي بالفانيليا بأبهى تجلياتها. أضافت دلفين جيلك صبغة الفانيليا الثمينة من مدغشقر، المستمدّة من الخبرة العريقة للدار، إلى الإيثيل-فانيلين (ethylvanillin) الموجود في التركيبة الأصلية التي ابتكرها جاك جيرلان، مانحةً العطر كثافة جديدة من دون أن تمسّ طابعه المميز. على البشرة، يظهر أثر "شاليمار" الأيقوني بوضوح، ويمكن تمييزه على الفور. تضيء نفحات من البرغموت الناعم القلب الزهوري، ويلتقي جوهر الورد بأناقة السوسن الناعم. شيئًا فشيئًا، تنكشف نفحات العنبر بعمق غير مسبوق. تُستخدم الفانيليا بسخاء، فتغمر العطر بجوانب ناعمة وخشبية، يتخللها لمسات دقيقة من جلود عطرية. ومع المسك – الذي لم يكن متاحًا قبل قرن – تعانق التركيبة حقبة معاصرة بدفء وسخاء. سحر "شاليمار" الذي لا يُقاوَم.

صبغة الفانيليا من مدغشقر

مصنوعة من قرون فانيليا عضوية عالية الجودة، تُجسّد صبغة الفانيليا هذه خبرة نادرة تعود إلى قرون، لطالما حافظت دار جيرلان على استمراريتها لما يقارب قرنين من الزمن. تُستقدَم هذه الفانيليا من مدغشقر، لتصل طازجة إلى مشاغل الدار في أورفان (Orphin)، حيث تُقطّع يدويًا إلى قطع صغيرة باستخدام قاطع خاص، ثم تُترك لتتخمّر لمدّة محددة في كحول مستخرج وفق معايير الزراعة المسؤولة. خلال عملية النقع، يتكشّف غنى عطري فريد لا تُضاهى. تُستخدم هذه الصبغة بسخاء في تركيبة عطر "شاليمار ليسانس" (Shalimar L’Essence)، فتُبرز كافة تدرّجات أثره العنبرِي الخشبي، الآسر واللذيذ في آن.

رمزٌ للرغبة

إن الحداثة الحقيقية هي تلك التي تتجاوز حدود الزمن. ولهذه المناسبة، أعادت جيرلان تصميم الشعار الأيقوني لقارورة عطر "شاليمار ليسانس" (Shalimar L’Essence)، في إشارة مقصودة إلى أسلوب "آرت ديكو" الذي ألهم شكل القارورة الأصلية قبل قرن، ولم يفقد بريقه يومًا – تمامًا كعطر "شاليمار". حروف اسم Shalimar صيغت بخط غرافيكي جريء، بلون ذهبي يستحضر وهج العطر نفسه، لتتّخذ القارورة هيئة شعار نابض، يجمع بين إرث خالد ورؤية معاصرة. تُجسّد قارورة "شاليمار ليسانس" (Shalimar L’Essence) صلة وصل بين ماضٍ أيقوني ومستقبل واعد.

مئة عام من الشغف في قلب حملة إعلانية جديدة

لكلٍ منا امرأة عزيزة ترتدي عطر "شاليمار"
تحفة من تحف فن العطور الحديث، يُعتبر "شاليمار" (Shalimar) أيضًا أيقونة ورمزًا لذاكرتنا الجماعية. عطر يتميز بسحر خالد، ينتقل من جيل إلى جيل. أسطورة حيوية تتجسد سحراً لدى ملامستها بشرة من يرتديها.
تم ابتكار شاليمار العام 1925، ويعود الفضل في مسيرته الاستثنائية إلى كل النساء اللواتي اخترنَه وأحببنَه وارتدينَه. النساء اللواتي أضفن على حياتهن هذا العطر الساحر وعانقن شخصيته الفريد. وبفضل وفاء هؤلاء النساء، قامت جيرلان بمنحهن مكانة خاصة ضمن الحملة الاعلانية الجديدة التي تم اطلاقها بالتزامن مع الاحتفالات بالذكرى المئوية للعطر وتقديم عطر "شاليمار ليسانس" (Shalimar L’Essence) الجديد. إعلان حب حقيقي لهذا العطر العصري الذي يتجاوز الحدود الثقافية والزمنية، ولكل من ترتديه.
كأنها معرض نابض بتعابير الأنوثة المتجددة، تحتفي هذه الحملة الاعلانية بنساء من مختلف الأعمار، إلى جانب ناتاليا فوديانونوفا – أيقونة شاليمار الدائمة. يتخلّلها وقع اسم "شاليمار" الآسر، لتؤكّد على سحره الكوني والعابر للزمن. ثلاث مقاطع غامضة باتت مألوفة للنساء في مختلف أنحاء العالم، تنبض بجاذبية لا تُقاوم.
بعد قرنٍ على ابتكاره، ما زال "شاليمار" أسطورة حيّة تنبض بالسحر. فبين هذا العطر المتقن، رمز الإغواء، وجميع النساء اللواتي يرتدينه، كتبت "جيرلان"( Guerlain) معادلة قصة حبّ قُدّر لها أن تدوم لأجيال قادمة.

تخرّجت من الجامعة اللبنانية، حائزة على شهادتين في الأدب الإنجليزي والصحافة، عالم الجمال يستهويني الى حدٍ كبير. منذ 6 سنوات، أتولْى تحرير صفحة الجمال في موقعي nawa3em.com وgheir.com. أهتمّ في تفاصيل كلّ ما يجري في هذا العالم الواسع من إصدارات حديثة في المكياج والعطور ومستحضرات العناية بالبشرة وأيضاً النظر عن قرب لخيارات نجمات العالم. كما أهتمّ أيضاً في إجراء مقابلات للتعرّف الى التكنولوجيا المبتكرة وأحدث الصيحات وتنفيذ برامج وجلسات تصوير.

الجمال