في عالم ترتبط فيه الذاكرة بالجمال والرائحة، تبرز Lootah Perfumes كإحدى العلامات الإماراتية التي نجحت في تحويل الحرفة التقليدية إلى لغة عالمية معاصرة. وبين ملامح الإرث وروح الابتكار، يواصل رئيس مجلس الإدارة سلطان عبدالله قيادة الدار بخطى واثقة تجمع بين الأصالة والحداثة. في هذا اللقاء، يفتح لنا أبواب عالمه الإبداعي، لنتعرّف على البدايات، مصادر الإلهام، فلسفة التصميم والعطور، وكيف ترى العلامة مستقبل صناعة العطور في الخليج وعلى الساحة الدولية.
بصفتك قائداً من الجيل الثالث، كيف توازن بين إرث Lootah Perfumes العريق وبين التوجّه نحو الابتكار ومخاطبة الذوق العصري؟
إرثنا هو الأساس الذي ننطلق منه في Lootah Perfumes . نشأت وأنا أراقب جدتي ووالدتي وهما تصنعان العطور بروح مليئة بالكرم والاعتزاز الثقافي، وأشعر اليوم بمسؤولية كبيرة للحفاظ على تلك القيم. ومع ذلك، أؤمن أنّ الإرث يجب أن يتطوّر ليبقى حيّاً. الابتكار هو ما يساعدنا على تقديم هويتنا الإماراتية بلغة عصرية يفهمها العالم. كل عطر أو مجموعة جديدة تحمل جذور الماضي، لكنها تُقدَّم من خلال حرفية حديثة، تعاونات دولية، ورؤية فنية تواكب الزمن.
كيف تطوّرت Lootah Perfumes على صعيد التصميم، روائح العطور، والجمهور المستهدف، مع الحفاظ على هويتها الأصيلة؟
بدأت رحلتنا في الخمسينيات، حين كانت العائلة تصنع البخور يدويًا، لنصبح اليوم دار عطور متكاملة تضم العطور، الزيوت، روائح المنزل، رذاذ الشعر وغيرها. صقلنا لغتنا التصميمية عبر تطوير القوارير، التغليف، وتجربة المتجر لتجسيد رفاهية راقية مستوحاة من الأناقة الإماراتية. أما الروائح، فبينما نحافظ على دفء النفحات الشرقية، عملنا مع أبرز العطّارين العالميين لإضافة تأثيرات أوروبية معاصرة تناسب جمهوراً دولياً. ما يبقينا أصيلين هو التزامنا بالجودة، المواد الفاخرة، والحرفية التي تحكي قصصاً من ثقافتنا.
العطور مزيج بين العلم والفن. كيف تصفون العملية الدقيقة التي تشكّل هوية Lootah في عالم الحرفية؟
كل عطر يبدأ من شعور أو ذكرى أو قصة نرغب بتحويلها إلى رائحة. يعمل فريقنا مع عطّارين خبراء، ونختبر المواد الخام من مختلف دول العالم، لنصل إلى توليفة متناغمة. لكن بالنسبة لنا، الحرفية ليست تقنية فقط، بل نية. من اختيار أجود قطع العود إلى تشكيل البخور يدوياً، كل خطوة تعكس صبراً واحتراماً للتقاليد.
إلى أي مدى تؤثر الثقافة الإماراتية والخليجية في الروائح والقصص التي تقفون خلفها؟
ثقافتنا الإماراتية هي قلب كل عطر نصنعه: كرم الضيافة، جمال الطبيعة، تفاصيل الحياة اليومية، والعادات التي تمتد عبر الخليج. علاقتنا بالعطر عاطفية وعميقة؛ البخور يرحّب بالضيوف، العود يرافق المناسبات، والعطر جزء من الهوية. لذلك تأتي مكوّنات مثل العنبر والعود والمسك لتعكس روح ثقافتنا بأسلوب معاصر يناسب الجميع.
ما الإلهام وراء هذا العطر الجديد وما التجربة التي تريدونه أن ينقلها للمتسوّق؟
استوحينا Velvet Dawn من هدوء الساعات الأولى للصباح، حين يبدأ الليل بالانحسار. أردناه عطراً يجمع الرقة بالقوة. بريق البرغموت والهيل يعبّر عن انتعاش الفجر، بينما يضيف السوسن والسرو لمسة أناقة تذكّر بالعطور الباريسية. ثم تمنح نغمات الفيتيفير والعبق الدخاني والتونكا عمقاً دافئاً. أطمح أن يكون Velvet Dawn عطراً يمنح من يرتديه ثقة وهدوءاً وأناقة بلا مجهود.
هذا العطر يوصف بأنه قوي وجريء. ماذا يمثّل لكم، وكيف يعكس رؤية Lootah الحديثة للعود؟
Lava Oud هو تفسيرنا العصري للقوة. استلهمناه من وهج الجمر المتقد، ذاك الوميض الهادئ الذي يخزن قوة هائلة. مزيج الفلفل الوردي، الجلد، الباتشولي والدخان يعكس حرارة خامة، بينما يقدّم العود والصندل توازناً وأناقة. هذا العطر لمن يحب الحضور ويقدّر التفرد. إنه يجسّد تطوّر العود من التراث إلى صياغة حديثة وجريئة.
كيف تدمجون الاستدامة في المواد الخام أو التغليف دون المساس بالفخامة؟
الاستدامة امتداد طبيعي لقيمنا. نختار مواد خام يتم الحصول عليها بشكل مسؤول، ونعمل مع موردين يلتزمون بالمعايير الأخلاقية، خصوصاً عند التعامل مع الأخشاب والراتنجات النادرة. كما نحرص على تطوير حلول تغليف صديقة للبيئة قدر الإمكان، من دون أن نفقد طابع الفخامة الذي يميزنا.
هل هناك عطر يحمل لك معنى شخصياً؟
عطر Mabe يحتل مكانة خاصة في قلبي. استوحيناه من لؤلؤة الماب النادرة، ويحمل أناقة هادئة وعمقاً لطالما أحببته. ما يلفتني فيه هو توازنه: انتعاش البرغموت، نعومة الياسمين، ودفء الباتشولي. يعكس ما أراه في العطر الإماراتي الحديث: رقيّ بسيط وجمال مدروس. كلما ارتديته، يذكرني بقيمة التفاصيل وبقوة الحرفية الهادئة.
كيف ترون انطلاقة Lootah Perfumes على الساحة الدولية مع الحفاظ على الهوية الإماراتية؟
رؤيتنا واضحة: إيصال العطر الإماراتي إلى العالم. ونحن نتوسع في الخليج وأوروبا وغيرها، نحرص على أن تعكس كل تجربة—من المنتج إلى المتجر إلى الشراكات—هويتنا الثقافية. هناك طلب عالمي متزايد على العطور المتخصصة ذات القصة، وهويتنا هي أهم ما يميزنا.
كيف تتوقعون مستقبل صناعة العطور الفاخرة في الخليج، وما الدور الذي ستلعبه Lootah؟
الخليج اليوم مركز عالمي للعطور الفاخرة، ليس كمنطقة استهلاك فقط، بل كمنطقة تبتكر وتحدد التوجهات. أرى المستقبل يتجه نحو روائح جريئة، تجارب متطورة، واندماج قوي بين التراث والحداثة. وستواصل Lootah دورها عبر الحفاظ على الحرفية الإماراتية، الاستثمار في الابتكار، وابتكار روائح تُلامس المشاعر وتصل إلى جمهور عالمي.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.