خلال رحلتي القصيرة إلى مدينة ميلانو الإيطالية بدعوة من شركة جوتن للألوان والأطلية و خلال زيارتي مع المجموعة لجناح Everything is Connected ضمن أسبوع ميلانو للتصميم، كان لديّ حديث خاص مع السيدة ليزبث لارسن المديرة العالمية للألوان و المديرة الابتكارية لدى جوتن، التي أخبرتني عن الألوان الجديدة التي أطلقتها العلامة و هي لون خشب النروج، والأزرق السماوي البارد، و أزرق أنهار النروج، كما أخبرتنا عن دعم جوتن للمصممين النروجيين الثلاثين الذين شاركوا في جناح Everything is Connected ضمن أعمال معاصرة ولا أروع.
أنت المديرة العالمية للابتكار لدى جوتن و كنتِ قبل اليوم في صناعة الأزياء، أخبريني كيف يمكن للأزياء و الديكور أن يرتبطا معاً؟
كل من يهتم بالأزياء يهتم أيضاً بالديكور و التصميم الداخلي، أعني أن الأمر يتعلق بالألوان، وكل من يعشق التغيير من موسم لآخر من ناحية الصيحات يحبّ أيضاً تغيير الألوان في عالمه الخاص، في النهاية نحن جزء من عالم الأزياء، حين أرى سيدة أنيقة و الطريقة التي ترتدي بها أزياءها أعرف أنها تمتلك ذات الأسلوب في منزلها أيضاً.
ليس هذا فحسب بل إننا في قطاع الديكور والتصميم الداخلي وتصميمم الأزياء لدينا ذات مصادر الإلهام، على سبيل المثال تشاهدين ألواننا الجديدة التي أطلقناها لهذا الموسم كلها مستوحاة من الطبيعة، و بطبيعة الحال فالطبيعة هي المصدر الأولى لتلهم مصمّمي الأزياء والديكور على حد سواء.
أين تجدين نفسك أكثر؛ من ناحية الديكور أم الأزياء؟
أقول الصراحة، أجد نفسي أكثر في عالم الديكور والتصميم الداخلي، لقد عملت في قطاع الأزياء لسنوات عديدة، ولا تزال هذه الصناعة تثير اهتمامي، إلا أنني أشعر بأنني أسترخي أكثر في منزلي، وأشعر بنفسي أكثر، و أشعر بأن عليّ أن أحيط نفسي بالأمور الجيدة التي تساعدني في حياتي، مثل ألوان الأطلية وألوان الديكورات، التي تجعلني أسترخي، و بتّ أبحث اليوم عن الأمور التي تجعلني أشعر بأنني أفضل, في حياتي اليومية.
أخبرينا اليوم عن مبادرة Every Thing is Connected التي نشهدها اليوم في إيطاليا؟
يتضمّن معرض Every Thing is Connected ثلاثين مصمّماً نروجياً، و هم أكثر المصممين موهبة في المنطقة، منذ 3 سنوات كان لنا لقاء في أحد المقاهي مع سيدة من جمعية الفنانين والحرفيين النروجيين و قلت لها إن علينا أن نقوم بشيء في ميلانو، و إن علينا أن نخرج من نطاق النروج، خاصة أن المصممين النروجيين، على عكس المصممين السويديين المشهورين في العالم، هم متواضعون وخجولون، و هم من أفضل المصمّمين والمنسّقين في العالم، على الرغم من أننا تمكّنا من عرض قصصهم في صحيفة نيويورك تايمز ضمن 8 صفحات الأسبوع الماضي، ومع ذلك هم خجولون، حين عدت إلى جوتن طرحت عليهم الفكرة منذ ذلك الحين.
أما عن اسم المعرض Every Thing is Connected فهو يعني أن كل شيء متصل، و بالفعل المصمّمون متصلون بعضهم ببعض، و متصلون بالمواد التي يصنعون بها قطعهم التي يلمسونها بأيديهم، حين بنوا مكان هذا المعرض ساعد بعضهم بعضاً، و يعرفون بعضهم بعضاً معرفة جيدة.
أخبرينا عن الألوان الجديدة التي أصدرتموها في أسبوع "صالوني ديل موبيل" في ميلانو؟
إنها 3 ألوان جديدة كلها مستوحاة من الطبيعة النروجية، أولها اللون البنّي الذي يُدعى الخشب النروجي، إن عدتِ إلى السبعينيات فهو لون كان رائجاً في تلك الفترة، لون بنّي يميل أكثر إلى الأحمر، اللون الثاني هو أكثر سكوناً وهدوءاً، خاصة حين نتكلم عن النروج، فهي بلاد باردة حقاً، أردنا لوناً أزرق و لكن تطلب الأمر جهداً كبيراً للوصول إلى هذه الدرجة من اللون خاصة لون أزرق فاتح فهو صعب التطبيق على الجدران، هذا اللون مستوحى من ألوان الشاطئ البارد في النروج، كنت محظوظة للغاية حيث سافرت العام الماضي إلى مسقط في عُمان و هناك ألهمتني ألوان الجدران بدرجات الباستيل الجميلة من بينها اللون الأزرق الباستيلي هذا، فلنقل أيضاً إن اللون مستوحى من عمارة عُمان ومنسوجاتها بألوان حيادية.
اللون الأخير هو اللون الأزرق النهري وهو مستوحى من الأنهار المتوافرة في النروج، مستوحى تماماً من الطبيعة.
كيف تؤثر الألوان على أسلوب حياتنا؟
قبل 5 سنوات كان السؤال الذي يشغل الناس هو: ما هي الألوان الرائجة لهذا الموسم؟ أريد شيئاً مذهلاً لم يره أحد من قبل... الخ، هذه الأيام باتت الأسئلة هي: ما هي الألوان التي تجعلني أنام بعمق؟ وما هي الألوان التي تريحني نفسياً؟ و هذه الألوان التي أصدرناها أخيراً تفيد بالاسترخاء والراحة النفسية، كما تحدثت هذا الصباح عن الهاتف الذي يفصلك عن العالم المتسارع، فهر فقط للاتصالات الهاتفية دون تواصل اجتماعي، وهي ليست ألوان طاقة متأجّجة مثل الأحمر، و كلها تليق بكل مفردات ديكور المنزل الحالية.
كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي اللايف ستايل مثل إنستغرام وبينتريست على صيحات ألوان الجدران؟
بالطبع أثرت ولكن لكوننا شركة أطلية لا يمكننا فقط اتباع الصيحات، بالتأكيد يمكننا ابتكار الصيحات ولكن من المهم أن نعرف ما يريد الناس وما يرغبون فيه و الألوان التي يحبّون أن يلتقطوا صوراً لها، و بالطبع نستوحي الكثير من تلك الصور خاصة التي تلتقطها المدوّنات للشواطئ أو الجبال أو الطبيعة.
هل يمكنكِ أن تعطينا نصائح للحصول على التناغم الأفضل بين ألوان الأطلية والديكورات؟
كما نعرف، إن الأسطح المطليّة لها المساحات الأكبر في المنزل، هذا ما يغيّر الغرف رأساً على عقب، ولكن هذا يمكن أن يغيّر غرفتك تماماً، نصيحتي الأهم هي: ماذا لديّ في منزلي؟ هل لديّ تلك الأريكة التي أعشق، والتي أمدّ عليها الأغطية المشغولة يدوياً أو التي اخترتها من متجر له ذكرى خاصّة؟ أو أين ستضعين الخزانة التي أهدتها لك أمّكِ، والتي تحبينها للغاية؟ إذاً ابدئي من تلك القطع الأساسية التي لا تستطيعين الاستغناء عنها، ثم اعثري على لون الطلاء الذي يشترك مع أساسياتك بلون يساعد على لفت النظر إلى قطعك التي تعشقين في منزلك، إن كانت لديك أريكة زرقاء و اخترت معها لوناً بدرجة شبيهة بلونها فسيجعلها تبرز للأعين.
أيضاً كما تلاحظين حين تجوبين الغاليريهات و صالات المعارض هناك لون رائح يُدعى أحمر المعارض، وهو لون أحمر يجعل من اللوحات أكثر بروزاً.
السؤال الأخير: هل أنتِ سيدة مينيمالية أم تقليدية أم معاصرة في ما يتعلق بالديكور؟
أنا سيدة مينيمالية، أختار أشيائي و قطع الأثاث بعناية فائقة، ربما لأنني أحتكّ بالكثير من التصاميم والألوان في حياتي، لذا أعود إلى المنزل لأسترخي، في غرفة معيشتي لديّ: أريكة، كرسيّ و طاولة، وجدران ملوّنة.
علاقة وثيقة بين الأزياء والديكور رابطها المشترك الألوان!