بتصميم مستقبلي يحلّ مشكلات الحاضر: السنغال تقاوم ازدحام العاصمة باثنيْ مليار دولار

مثل أي عاصمة في العالم، تعاني داكار، عاصمة السنغال، من زيادة سكانية كبيرة، إذ وصل تعداد السكان فيها إلى 3 مليون فرد، متسببة في زحام خانق للعاصمة التي تشتهر بواحد من أهم أمكنة سباقات السيارات في العالم، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة السكن وارتفاع نسبة البطالة بنسب كبيرة، ما يزيد من معاناة سكان العاصمة.

فما هو الحل لتلك المسألة؟ المستقبل، طبعاً!

ونقصد بالمستقبل، هو اتجاه حكومة السنغال إلى تصميم مستقبلي مذهل لمدينة جديدة تستوعب متطلّبات سكانها وزائريها بتكنولجيا وحلول مستقبلية.

"ديامنياديو" هو الاسم الذي أُطلق على المشروع المستقبلي الضخم، الذي جرت الموافقة عليه بميزانية تصل إلى 2 مليار دولار، لبناء مدينة جديدة، على حدود داكار، والتي يُنتظر أن ينتهي العمل بها في العام 2035. وإن كان الوزير المسؤول عن المشروع، "شيخ كانتى"، قد أعلن في العام الماضي عن انتهاء 80% من المشروع، ما يرجّح استكماله قبل الموعد المحدد بفترة كبيرة.

ومن المخطط أن تصل مساحة "ديامنياديو" إلى 87 كيلومتر مربع، تتضمّن منطقة صناعية، وزارات حكومية وهيئات ثقافية وترفيهية، وحرماً جامعياً يستوعب 30 ألف طالب، وفندق خمس نجوم، ومركزاً تجارياً شاسعاً للتسوق والترفيه. كما ستقدّم المدينة المستقبلية مجموعة من التجمّعات السكنية التي تتراوح بين الإسكان الفاخر، والمتوسط، والاقتصادي، ما يسع لـ350 ألف ساكن.

وبخلاف تخليص العاصمة من اختناقاتها السكانية، يهدف المشروع إلى دعم النمو الاقتصادي للدولة التي لا يوازي نموها الاقتصادي الحالي، معدل 6% سنوياً، حيث وصلت معدلات الدين الخارجي إلى 61% من متوسط الدخل العام.

وإن كانت هناك بعض التخوّفات والشكوك من تأثير تكلفة المشروع على اقتصاد الدولة، يُعد تصميم المدينة هذا تحفة معمارية وتخطيطية، والتي تضع مفاهيم جديدة للتصميم المعماري العصري ذي الرؤية المستقبلية في كافة مبانيها وتخطيطها الحضري، والمستوحى من تاريخ وثقافة السنغال وطبيعتها الخلابة.

فتصاميم المباني قائمة على الخطوط الانسيابية، وأبنية الفولاذ والزجاج، في رؤية مستقبلية لشكل الحياة في المدينة، والتي تحاكي الطبيعة من حولها، خاصة البحيرة القريبة منها التي أسهمت في استلهام الكثير من الخطوط المتميزة للمدينة.

تجوّلي في مدينة ديامنياديو الجديدة، في لمحة مستقبلية سريعة، حتى يتسنّى لك زيارتها في المستقبل الذي يقترب من كونه حاضراً.

Ayat Mahmoud

محرر

آيات محمود، مواليد 1980، وحاصلة على ليسانس الآداب في علم النفس من جامعة عين شمس - أعمل محررة مجتوى التصميم والتكنولوجيا في موقع Gheir الالكتروني؛ ولدي خبرة في تقديم محتوى متعلق بأحدث صيحات وفعاليات فنون التصميم والديكور، وأحدث صيحات الأثاث وألوان الديكورات والأكسسوارات، ومتابعة الفعاليات الفنية المحلية والعالمية المهتمة بمجالات التصميم والديكور، بالإضافة لمتابعة أحدث ما يقدمه عالم تكنولوجيا الانترنت والاتصالات، وأحدث إبداعات عالم السيارات والمركبات.