جودي داغستاني وتمارا خوري في حوار خاص حول بودكاست Balanced Not Boring وإعادة تعريف مفهوم العافية | Gheir

جودي داغستاني وتمارا خوري في حوار خاص حول بودكاست Balanced Not Boring وإعادة تعريف مفهوم العافية

رشاقة  Oct 28, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

جودي داغستاني وتمارا خوري في حوار خاص حول بودكاست Balanced Not Boring وإعادة تعريف مفهوم العافية

في زمنٍ أصبح فيه مفهوم "العافية" مرادفاً للكمال المزيّف — من العصائر الخضراء إلى تمارين البيلاتس الفاخرة — يطلّ بودكاست Balanced Not Boring كنسمة صادقة وسط هذا الصخب، ليعيد تعريف العافية بمعناها الحقيقي: البساطة، الشمولية، والواقعية. من دبي، أطلقت رائدتا الأعمال جودي داغستاني، مؤسسة Laurus Organics للعناية العضوية بالبشرة، وتمارا خوري، مؤسسة Teal Bakehouse للمخبوزات الصحية، هذا البودكاست الذي يجمع بين الصدق والوعي والمرح، مستوحيتين فكرته من تجربتهما الشخصية كأمهات شابات في الثلاثينيات يسعين إلى توازن حقيقي بين العمل، العائلة، والصحة. من خلال حلقاتهما، تناقش جودي وتمارا مواضيع تمسّ كل امرأة في مراحلها المختلفة — من الصحة النفسية والعلاقات إلى الهرمونات وصورة الجسد وضغوط الحياة المهنية. وبأسلوب صريح وغير متكلّف، تستضيفان خبراء ومبدعات يقدّمن نظرة أعمق وأكثر إنسانية إلى مفاهيم الجمال والعافية.
مع جودي وتمارا كان لنا المقالبتان التاليتان:

مقابلة مع جودي داغستاني — مؤسسة Laurus Organics

ما الذي ألهمك للانتقال من عالم العناية بالبشرة إلى عالم البودكاست؟ وكيف تتقاطع فلسفة Laurus Organics مع رسالة بودكاست Balanced Not Boring؟

لطالما نظرت إلى مفهوم العافية من منظور شامل. مع Laurus Organics كان الهدف جعل مستحضرات العناية بالبشرة العضوية المعتمدة في متناول الجميع بطريقة مستدامة، أما من خلال بودكاست Balanced Not Boring فالأمر أوسع — نتعلم من الخبراء ونتبادل القصص الحقيقية. كلا المشروعين يخدمان الرسالة نفسها: مساعدة الناس على الشعور بأفضل حالاتهم جسدياً ونفسياً بطريقة واقعية وشاملة. بالنسبة لي ولتمارا، هذا ليس عملاً تجارياً فحسب، بل حركة مجتمعية لإعادة الصدق والأصالة إلى عالم العافية.

غالباً ما يُختزل مفهوم العافية في المظهر الخارجي. كيف توازنين بين الجمال الخارجي والصحة الداخلية في حياتك اليومية؟

أنا مؤمنة بأن الصحة الداخلية والجمال الخارجي مرتبطان بعمق، فكل منهما يعكس الآخر. شعارنا في Laurus Organics ما يوضع على البشرة يدخل إلى الجسم، يعبّر تماماً عن هذه الفكرة، فالبشرة هي أكبر عضو حيّ في الجسم. التوازن هو المفتاح بالنسبة لي: أحرص على الحركة، وأتبع نظاماً صحياً بنسبة 80٪ تقريباً، لكنني أترك مجالاً للمرونة والفرح. العافية ليست فقط في التغذية أو العناية بالبشرة، بل أيضاً في الطاقة التي نحملها. عندما نشعر بالراحة والإيجابية، ينعكس ذلك إشراقاً طبيعياً على مظهرنا.

عبارتك الشهيرة "ما يوضع على البشرة يدخل إلى الجسم" أصبحت مصدر إلهام للكثيرين. كيف أثّر هذا المبدأ على رحلتك كأم في الثلاثينيات؟

حين كنت أستعد لتأسيس عائلة، كانت صحتي هي أولويتي القصوى، خصوصاً أثناء الحملين. كنت دقيقة في كل شيء: لا أستخدم البلاستيك، أبتعد عن الكافيين، وأستعمل فقط منتجات العناية العضوية (من علامتنا طبعاً). في تلك المرحلة كنت أؤمن بالمثالية المطلقة، لكن مع الوقت أدركت أن نهج "الكل أو لا شيء" مرهق وغير مستدام. اليوم أؤمن بالتوازن: القليل من العطر في أمسية خاصة لا يضر، لكن استخدامه يومياً قد يكون مفرطاً. الأمر يتعلق بالاعتدال والمنظور، ولهذا نحرص تمارا وأنا على ترسيخ مفهوم التوازن الواقعي في كل ما نقدمه.

من خلال تجربتك كسيدة أعمال، ما أبرز التحديات التي واجهتها في بناء مشروع يركز على العافية؟

يُقال إن أي مشروع جديد يحتاج إلى ثلاث سنوات ليقف بثبات، ورحلتي بدأت وسط جائحة كورونا، بعد فترة قصيرة من ولادتي لطفلي الأول. الموازنة بين تأسيس عمل من الصفر ومتطلبات الأمومة الجديدة كانت تحدياً كبيراً. كمحبة للكمال سابقاً، كان عليّ أن أقبل بأن ليس كل يوم سيكون مثالياً — وهذا طبيعي.
في مجال الجمال النظيف تحديداً، كان التحدي الأكبر إقناع الناس بالتخلي عن العلامات التجارية التقليدية التي اعتادوا عليها. لكن مع توسّعنا في قنوات البيع، ومشاركتنا في الفعاليات، وإطلاق متجرنا الإلكتروني، بدأ الناس يثقون بنا. تلك الثقة، وما تبعها من توصيات شفهية، كانت نقطة التحوّل الحقيقية في ترسيخ Laurus Organics كاسم موثوق في عالم العافية.

ما أكثر موضوعا كان صعباً عليك التحدث عنه في البودكاست؟ ولماذا؟

المواضيع الصعبة هي تلك الشخصية والعميقة جداً. لا أشعر أن عليّ كشف كل تفاصيل حياتي، لكنني في الوقت نفسه أحرص على أن أكون واقعية وقريبة من الناس. إيجاد هذا التوازن هو في جوهر رسالتنا — مساحة وسطى بين الصراحة والخصوصية. هدفنا في كل حلقة أن نمزج بين المعلومات العلمية والعاطفة، ليشعر المستمع بالمعرفة والتواصل في الوقت نفسه.

كيف يسعى بودكاست Balanced Not Boring لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول مفهوم العناية الذاتية والعافية المثالية؟

ببساطة، لا وجود لما يُسمّى "العافية المثالية". بالنسبة لي، العافية هي فنّ أن تكون بخير — أن تبذل أفضل ما تستطيع في الوقت المناسب. هدفنا في Balanced Not Boring هو تفكيك الأساطير وتقديم الحقيقة، وجعل مفهوم العافية واقعياً من جديد. غالباً ما أصبحت العافية حصرية: دروس يوغا باهظة، ملابس فاخرة، مظهر خالٍ من العيوب، وعصير أخضر في اليد! لكن هذا ليس واقع أغلب الناس. أنا أم لطفلين وأدير شركتين، وأعتبر نفسي محظوظة إذا تمكنت من حضور صف رياضة. في أغلب الأيام، عنايتي بنفسي بسيطة وأقوم بها في المنزل — وهذا كافٍ. العافية ليست منافسة، بل مساحة شخصية مرنة ومتاحة للجميع.

اسم البودكاست يعكس فكرة التوازن دون الملل. ما هو الحدّ الفاصل بينهما من وجهة نظرك؟

يظن البعض أن الحياة المتوازنة والمقصودة تعني الملل — لا سهر، لا بطاطا مقلية، ولا برامج تلفزيون خفيفة! لكن هذا بعيد جداً عن الحقيقة. أنا أستمتع بكل هذه الأمور باعتدال. حتى لو لم تكن “صحية” تقليدياً، فهي تسعدني، والسعادة جزء أساسي من طول العمر. هذه هي المعادلة المثالية: توازن يمنحنا الفرح ويُبقي الحياة مستدامة دون تقييد مبالغ فيه.

ما النصيحة التي تقدمينها للنساء اللواتي يشعرن أن تحقيق التوازن الحقيقي هدف بعيد وسط ضغوط الحياة اليومية؟

التوازن لا يعني أن يكون كل يوم مثالياً. بعض الأيام تسير وفق الخطة تماماً، وأحياناً بالكاد ننجز الأساسيات — وهذا طبيعي. المهم هو النظرة الأشمل: كيف يمكنني موازنة الأمر غداً بلطف؟ ربما بإضافة وجبة مغذية، أو تخصيص عشر دقائق للحركة. التوازن الحقيقي هو في المرونة والمحاسبة الذاتية، وليس في الكمال. يختلف شكله من امرأة لأخرى، والمفتاح هو منح نفسك الإذن بأن تكوني بشرية.

مقابلة مع تمارا خوري — مؤسسة Teal Bakehouse

من خلال تجربتك مع مشاكل الجهاز الهضمي، كيف اكتشفتِ أهمية الأكل الواعي والمغذي؟

تجربتي مع مشاكل الهضم كانت نقطة التحوّل. أدركت أنني لا أستطيع هضم بعض الأطعمة مثل الغلوتين ومنتجات الألبان والبصل والثوم. علّمتني هذه التجربة أن الطعام "الصحي" لا يناسب الجميع بالضرورة.
الأكل الواعي بالنسبة لي هو أن أصغي لجسدي، لألاحظ كيف يستجيب لأنواع مختلفة من الطعام، وأختار ما يمنحني الطاقة والراحة. لا يتعلق الأمر بالحمية أو فقدان الوزن، بل بفهم ما يُغذي الجسد فعلاً. تعلمت أن هذا النوع من الأكل يقلّل الالتهابات والاحتباس المائي، ويجعلني أشعر بخفة وسعادة وطاقة. استغرق الأمر أكثر من عامين من التجربة والصبر لأعرف ما يناسبني، لكنه كان جهداً يستحق تماماً.

كيف ساهم تأسيس Teal Bakehouse في تشكيل رؤيتك للعافية الشمولية التي تنقلينها عبر البودكاست؟

علّمني Teal Bakehouse أن العافية تبدأ بالوعي والنوايا الصادقة، لا بالقواعد أو الصيحات. اكتشفت مدى تأثير المكونات الطبيعية والجيدة على طعم الطعام وعلى تفاعل الجسد معه. عندما تتذوقين الطعام بوعي، تفهمين نفسك على مستوى أعمق. هذا الفهم غيّر طريقة نظرتي للعافية ككل: ليست الكمال، بل التوازن، والاستمتاع، ومعرفة ما يدعم جسدك وعقلك حقاً. ومن هذا المنطلق وُلدت فكرة البودكاست، لرغبتي في بناء مجتمع من الأشخاص الواقعيين الذين يسعون مثلي إلى التوازن، بعيداً عن المثالية الزائفة.

يتحدث كثيرون عن العلاقة بين الأمعاء والدماغ. كيف توظفين هذا المفهوم في حياتك الشخصية والعملية؟

أنا مؤمنة بأن الأمعاء هي "الدماغ الأول". كل شعور بعدم الراحة أو الانتفاخ أو الألم يؤثر فوراً في المزاج وطريقة التفكير. لذلك أحرص على دعم هذا التواصل من خلال الأكل الواعي والحركة اليومية. عندما أتناول طعاماً مغذياً وأمارس الرياضة، ألاحظ الفرق فوراً: تفكير أوضح، مزاج أكثر استقراراً، وصبر أكبر. كما أن العمل مع طبيب مختص في الطب الوظيفي ساعدني في تعزيز هذا التوازن، خصوصاً في فترات الضغط كالأمومة والعمل. هذا الانسجام جعلني أكثر إنتاجية وسعادة.

كيف تنجحين في الموازنة بين كونك سيدة أعمال وأماً وشخصاً يسعى إلى أسلوب حياة صحي؟

تعلمت أن أقدّر كل دقيقة في اليوم. أصبحت أكثر كفاءة في إدارة الوقت، لأنني أعرف ما الذي يجعلني أكثر هدوءاً وسعادة: دعم صحتي من خلال الأطعمة المناسبة، المكمّلات الضرورية، والحركة اليومية.
عندما أتخلّى عن أحد هذه العناصر، أشعر بالفرق فوراً. الموازنة بين الأدوار ليست سهلة، لكنها تدفعني دائماً لتحسين مهاراتي التنظيمية. إنجاز الضروري أهم من تأجيله — فالحياة لا تنتظر.

ما الذي يجعل بودكاست Balanced Not Boring مختلفاً عن غيره من برامج العافية؟

بوصفي وتمارا امرأتين عربيتين من الخليج تلقّينا تعليماً غربياً، أردنا أن نصنع مساحة تعبّر عن نساء مثلنا — اللواتي يجمعن بين القيم الشرقية والانفتاح الغربي. نريد أن نعيد تعريف الحياة المتكاملة بطريقتنا الخاصة، حياة فيها صحة ومتعة وتوازن، وسط وتيرة الحياة السريعة في دبي. هدفنا بناء مجتمع من نساء متشابهات فكرياً، يتبادلن الخبرات والنصائح ويجدن السكينة في وسط الصخب.

هل هناك ضيوف تحلمان باستضافتهم مستقبلاً؟

كثيرون! من بينهم:
الدكتور تي. كولين كامبل، مؤلف كتاب The China Study، أحد أهم الأبحاث حول التغذية.
الدكتور دين أورنيش، الرائد في الطب القائم على أسلوب الحياة، المعروف بقدرته على عكس الأمراض المزمنة عبر التغيير الشامل في نمط الحياة.
وللمتعة، الممثل ماثيو ماكونهي، الذي نحب نظرته الفلسفية للحياة وطريقته في مواجهة التحديات.

ما التغيير الذي تأملان أن يُحدثه البودكاست في طريقة نظر النساء إلى أنفسهن وعافيتهن؟

نطمح إلى تجاوز الحلول السريعة والمقاييس الموحدة نحو عافية حقيقية مستدامة. رسالتنا هي مساعدة النساء على إعطاء الأولوية لصحتهم الجسدية والنفسية والعاطفية، من خلال خطوات عملية تضمن توازناً طويل الأمد.
العافية ليست محطة وصول، بل رحلة مستمرة. نريد أن نُلهم النساء ليعشن بصدق ومن دون ثقل التوقعات الاجتماعية، وأن يجدن التوازن بطريقتهن الخاصة.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الرشاقة