كل ما تحتاجين معرفته عن اضطرابات التنفس وجودة النوم في مقابلة خاصة | Gheir

كل ما تحتاجين معرفته عن اضطرابات التنفس وجودة النوم في مقابلة خاصة

رشاقة  Nov 12, 2025     
×

كل ما تحتاجين معرفته عن اضطرابات التنفس وجودة النوم في مقابلة خاصة

مع بداية فصل الشتاء، تزداد شكاوى الكثيرين من اضطرابات النوم وصعوبة التنفس ليلاً، وهي مشكلات قد تبدو عابرة لكنها في الحقيقة قد تخفي وراءها اضطرابات أعمق مثل انقطاع التنفس أثناء النوم. ومع تغيّر درجات الحرارة وجودة الهواء في الأماكن المغلقة، تتأثر جودة الراحة والنوم بشكل ملحوظ، خصوصاً لدى النساء بعد سنّ اليأس أو من يعانون من الحساسية والربو. في هذا الحوار، تتحدث الدكتورة ماريل سيلفا، مديرة الخدمات الطبية واختصاصية الشيخوخة الصحية في مركز SHA بإسبانيا، عن العلاقة بين فصول السنة وصحة النوم، وعن العادات والعلاجات التي تضمن نوماً عميقاً ومتجدداً خلال الشتاء.

كيف يمكن لظروف الشتاء، مثل انخفاض درجات الحرارة وتغيّر جودة الهواء الداخلي، أن تفاقم حالات انقطاع التنفس أثناء النوم؟ وهل هناك فئات أكثر عرضة للإصابة خلال هذا الموسم؟

تؤكد الأبحاث الطبية أن الظروف البيئية في فصل الشتاء—كالبقاء لفترات أطول داخل المنازل، واستخدام أجهزة التدفئة، وجفاف الهواء، والتعرض المتزايد للغبار ومسبببات الحاساسية—ترتبط بازدياد شدة اضطراب انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. فالهواء الجاف والمواد المسببة للحساسية، خصوصاً عثّ الغبار المنزلي، قد يسببان التهاب الأغشية التنفسية واحتقان الأنف، ما يزيد مقاومة مجرى الهواء العلوي ويُحفّز نوبات الانقطاع أو نقص التنفس أثناء النوم، مؤدياً إلى تراجع الأوكسجين في الدم وقلة جودة النوم. كما أن التلوث الداخلي الناتج عن الجسيمات الدقيقة والمركّبات العضوية المتطايرة من أجهزة التدفئة أو التهوية يسهم في حدوث حالة التهابية عامة. وقد لاحظت دراسات عدة نمطاً موسمياً لهذا الاضطراب، حيث ترتفع وتيرة النوبات وشدتها في الشتاء، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو مؤشر كتلة الجسم. الأشخاص الأكثر عرضةً هم المصابين بالتهاب الأنف التحسّسي، أو الربو، أو زيادة الوزن، وكذلك النساء بعد سنّ اليأس اللواتي تؤدي التغيرات الهرمونية لديهن إلى انخفاض في توتر عضلات مجرى الهواء.

ما العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها في الشتاء والتي قد تشير إلى انقطاع التنفس أثناء النوم وليس مجرد تعب موسمي؟

الإحساس بالتعب في الشتاء أمر شائع، لكن عندما يصبح الإرهاق مزمناً أو غير متناسب مع النشاط اليومي، يجب التفكير في أسباب أعمق. في حالات انقطاع التنفس أثناء النوم، لا ينال الجسم راحته الكاملة لأن التنفس يتوقف مراراً خلال الليل، غالباً من دون وعي الشخص بذلك. من أبرز العلامات: الشخير الشديد، ملاحظة توقف التنفس من قبل الشريك، الاستيقاظ مع شعور بالاختناق أو صداع الصباح، والنعاس النهاري. وهناك أيضاً مؤشرات أكثر خفوتاً مثل صعوبة التركيز، العصبية، ارتفاع ضغط الدم، أو الحاجة إلى ساعات نوم أطول دون الشعور بالراحة. في الشتاء، قد تؤدي احتقانات الأنف وجفاف الهواء وتغيّر نمط الحياة إلى تفاقم هذه الأعراض، مما يجعلها تُفسَّر أحياناً على أنها تعب موسمي. لكن عندما يتوقف النوم عن كونه مريحاً أو يبدأ التعب بالتأثير في المزاج والقدرة الذهنية، يكون من الضروري مراجعة الطبيب. دراسة النوم يمكن أن تؤكد التشخيص وتفتح المجال لعلاجات فعالة تحسن جودة الحياة وصحة القلب والأوعية.

تُظهر الأبحاث أن أعراض انقطاع التنفس لدى النساء تكون غالباً خفية وغير ملحوظة، خصوصاً بعد سنّ اليأس. لماذا يحدث ذلك؟ وكيف يمكن للنساء التعرف على الأعراض بشكل أفضل؟

لطالما اعتُبر انقطاع التنفس أثناء النوم اضطراباً يصيب الرجال أكثر، مما جعل كثيراً من النساء لا يرون أنفسهن ضمن الفئة المعرضة له. لكن بعد انقطاع الطمث، ترتفع معدلات الإصابة بشكل واضح، إذ يؤدي انخفاض هرموني الإستروجين والبروجستيرون إلى ضعف توتر العضلات في مجرى الهواء واضطراب تنظيم النوم المركزي، ما يعزز احتمال حدوث النوبات. عادةً ما يُظهر الرجال أعراضاً واضحة مثل الشخير وتوقف التنفس، بينما تظهر لدى النساء بشكل أكثر خفاءً: أرق، استيقاظ متكرر، تعب دائم، ضعف في التركيز، تقلبات مزاجية، أو صداع صباحي. وغالباً ما تُعزي هذه الأعراض إلى الضغط النفسي أو التغيرات الهرمونية، مما يؤخر التشخيص لسنوات.
التعرف إلى هذه العلامات وعدم تقبّل التعب المزمن كأمر طبيعي أمر ضروري. فعندما تلاحظ المرأة أنها تنام جيداً ظاهرياً لكنها تستيقظ دون طاقة أو أن صفاءها الذهني ومزاجها يتدهوران دون سبب واضح، عليها التفكير بإجراء تقييم للنوم. التشخيص المبكر لا يحسّن الراحة فحسب، بل يحد أيضاً من خطر ارتفاع ضغط الدم واضطرابات الأيض وتراجع القدرات الإدراكية على المدى الطويل.

إذا شكت امرأة بوجود اضطراب في النوم، كيف يمكنها الحصول على التقييم الطبي المناسب، خاصة عندما تُفسَّر الأعراض بأنها ضغط نفسي أو تعب؟

الخطوة الأولى هي عدم التقليل من شأن الإرهاق المستمر أو نسبه فقط إلى التوتر أو التغيرات الهرمونية. فالنوم ركيزة فسيولوجية أساسية، وعندما يختلّ، يتأثر توازن الجسم بالكامل، من الهرمونات إلى الصفاء الذهني والصحة العاطفية. عند الشك، يُستحسن استشارة الطبيب العام أو اختصاصي طب النوم. فاليوم تتوفر فحوص غير جراحية مثل تخطيط النوم الليلي (Polysomnography) التي تكشف بدقة اضطرابات التنفس ومستويات الأوكسجين ومراحل النوم. في مركز SHA مثلاً، نجري تقييماً شاملاً يجمع بين دراسة النوم وتحليل الهرمونات والحالة العاطفية ونمط الحياة، لأن الأرق أو انقطاع التنفس لا يكونان عادةً ناتجين عن سبب واحد بل عن خلل شامل يمس الجهاز التنفسي والهرمونات والتوتر والالتهاب. طلب المساعدة الطبية خطوة وقائية مهمة، فهي تمنع المضاعفات وتعيد إلى الجسم نعمة النوم العميق الذي يرمم الطاقة ويعيد التوازن.

من منظور طبي، ما العادات اليومية الأكثر تأثيراً على جودة النوم في فصل الشتاء؟

النوم لا يبدأ لحظة إغماض العينين، بل قبلها بساعات طويلة، ويتأثر بإيقاع الحياة اليومي. في الشتاء، يقلّ التعرض للضوء الطبيعي وتقل الحركة وتضطرب المواعيد، مما يربك الساعة البيولوجية للجسم.
أهم عادة هي الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ، فهي التي تثبّت الإيقاع اليومي. كما يُنصح بالتعرض لضوء الصباح الطبيعي لتعزيز إنتاج الميلاتونين ليلاً. يُستحسن أيضاً الحفاظ على درجة حرارة ورطوبة معتدلتين في غرفة النوم، وتناول وجبات خفيفة مساءً، وتجنب الكحول والشاشات قبل النوم، مع اعتماد طقوس مهدّئة مثل القراءة أو التأمل أو تمارين التنفس العميق. النشاط البدني المعتدل المنتظم يعزز مراحل النوم العميق ويقلل الاستيقاظ الليلي. لا حاجة إلى تمارين شديدة، فمجرد الحركة اليومية تساعد الجسم على التمييز بين فترات النشاط والراحة. النوم الجيد في الشتاء لا يعني ساعات أطول، بل نوعية أفضل. فالنوم العميق يقوّي المناعة، ويثبت المزاج، ويحافظ على طاقة الذهن خلال موسم يحتاج فيه الجسم إلى التوازن الذاتي.

كيف يمكن للطب الحديث أن يتكامل مع ممارسات العافية الشمولية لتحسين النوم وتعزيز المناعة والطاقة في الأشهر الباردة؟

النوم أحد أقوى آليات التوازن الذاتي في الجسم. من منظور الطب الحديث، يمكننا قياس العوامل التي تعرقل هذا التوازن—سواء كانت انقطاعاً في التنفس، أو خللاً هرمونياً، أو التهابات مزمنة، أو نقصاً في الميلاتونين. لكن الفهم وحده لا يكفي؛ فالعلاج الحقيقي يبدأ عندما نعيد للنوم وظيفته الطبيعية من خلال مقاربة شمولية تجمع بين الطب والعافية. في مركز SHA ننظر إلى النوم كمرآة لتوازن الجسم العام. لذلك يجمع قسم النوم بين أدوات طبية متطورة وممارسات تكاملية تستهدف الأسباب الجسدية والعاطفية لاضطرابات النوم. نبدأ دائماً بالتشخيص الدقيق عبر مراقبة التنفس الليلي، ودراسة الجهاز العصبي الذاتي، وتحليل الهرمونات لتحديد ما إذا كان السبب اضطراباً تنفسياً أو خللاً في الساعة البيولوجية أو توتراً مزمناً. عند اكتشاف حالات خفيفة أو متوسطة من انقطاع التنفس أو الشخير، نعمل بالتعاون مع قسم صحة الفم لتصميم أجهزة فموية خاصة تعيد تموضع الفك واللسان بلطف لمنع انسداد مجرى الهواء أثناء النوم. هذه الأجهزة تُعدّ بديلاً فعالاً ومريحاً لمن لا يحتاج إلى جهاز CPAP، وتساعد على تحسين الأوكسجين وتقليل الاستيقاظ الليلي دون تدخل جراحي. يُستكمل العلاج بجلسات التحفيز الضوئي والعصبي، وتقنيات التنفس والاسترخاء، وإدارة التوتر، والتغذية الوظيفية مع مكملات مصممة وفق الحاجة الفردية.

كما نولي عناية كبيرة بتنظيم العاطفة والعادات اليومية، لأن الأرق أو النوم المتقطع غالباً ما يعكسان فرط نشاط بين الجسد والعقل. في الأشهر الباردة، تكتسب هذه المقاربة أهمية مضاعفة، إذ يشكل النوم الجيد أداة أساسية لتنظيم المناعة وإطالة العمر. ففي مراحل النوم العميق، يقوم الجسم بإصلاح الأنسجة، وضبط الالتهابات، وتحفيز المناعة. لهذا، لا يقتصر هدفنا على علاج الأرق فحسب، بل على استعادة وظيفة النوم كعملية نشطة لاستعادة الطاقة والتوازن والحيوية.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الرشاقة