عودة الشاعرية إلى منصة نيويورك مع مجموعة العرائس لخريف 2026 من Monique Lhuillier، كانت بمثابة قصيدة بصرية تحتفي بالأنوثة الحديثة وبجمال التفاصيل التي تجعل من كل فستان زفاف حلم يتجسّد على القماش. فبعد سنوات من الغياب عن عروض المنصات، اختارت المصممة أن تقدّم عرضها في أجواء حميمة أقرب إلى الصالون الباريسي، حيث تتحرك العرائس بين الغرف في مشهد درامي ساحر، يسمح للحاضرين باكتشاف كل خيط وتطريزة ولمسة من السحر الذي يميز عالمها.
إعادة تعريف الرومانسية
من اللحظة الأولى، بدا العرض وكأنه دعوة إلى إعادة تعريف الرومانسية، ليس كحالة حالمة فحسب، بل كقوة أنثوية ناعمة تنبض بالثقة. فمونيك لولييه لطالما عرفت كيف توازن بين الدلال والقوة، بين الحلم والواقع، وبين الفخامة والسباطة. مجموعة هذا الموسم جاءت كخزانة عروس متكاملة، أو كما وصفتها المصممة: "جهاز زفاف معاصر للمرأة التي تكتب طقوسها الخاصة".
الفكرة المحورية كانت التحرر من التقاليد دون الانفصال عنها، عبر مزج عناصر كلاسيكية بلمسات غير متوقعة. رأينا الطرحة الطويلة التي تلامس الأرض تُنسّق مع فساتين دانتيل قصيرة تكشف الساقين، والفستان المصنوع من الساتان المصقول تُرافقه كاب شفاف من التول كأنّه غيمة تطوّق الجسد. هذا التناقض بين الحسيّ والإيثيري أضفى على المجموعة طابعاً شعرياً يجعل كل قطعة تتحرّك وكأنها تتنفس.
الأقمشة كانت حكاية بحد ذاتها: شيفون ناعم، وأورغنزا خفيفة، وفاييل حريري مصاغ بحرفية عالية، والأهم من كل ذلك، عودة الدانتيل المخرّم ليتصدر المشهد. أما الألوان فقد ظلت ضمن لوحة أنثوية رقيقة من العاجي، والعاجي الوردي، والدرجات الخفيفة من الزهري المائل إلى الحلم. ومع كل حركة للعروس، كانت التفاصيل تبوح بقصة حب بين الضوء والنسيج: دانتيل مطرز بخيوط من الكريستال، وخطوط خياطة دقيقة تبرز جمال القوام دون أن تفرضه.
ما يميز Monique Lhuillier في هذه العودة، هو قدرتها على تقديم فخامة خفية، ترف صامت لا يحتاج إلى المبالغة. فكل فستان بدا وكأنه مصمم ليُشعر العروس بأنها ملكة يومها، لا لأنها ترتدي الكثير، بل لأنها ترتدي ما يعكسها هي بالضبط.
بهذه المجموعة، تؤكد Monique Lhuillier أن الجمال لا يتقادم، بل يتجدد كلما امتلكت المرأة الشجاعة لتعيد تعريفه بطريقتها. فالفانتازيا، كما أرادتها، ليست وهماً للهرب، بل دعوة للحلم... وللحب... وللمضي قدمًا بخطوات من نعومة وأناقة لا تنتهي.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.