بالنسبة لي، هناك سحر خاص لا يُضاهى في ميلايدو عند غياب الشمس، حين يتحوّل العالم حولي إلى لوحة ساحرة من ألوان البحر والسماء المرصعة بالنجوم. كمن تحب اكتشاف الوجه الآخر للطبيعة، وجدت في هذه الجزيرة الفاخرة تجربة مختلفة تماماً عن أي رحلة سابقة؛ حيث يصبح الليل فرصة للاسترخاء والدهشة، وللسباحات المخملية التي تعانق الشواطئ الرملية النقية، لحظات تتسرب فيها روح الفخامة البسيطة والرفاهية الأصيلة إلى كل تفاصيل الإقامة. هنا، كل تجربة ليلية — من الغوص وسط الشعب المرجانية إلى العشاء على ضوء القمر — تتحوّل إلى ذكرى شخصية لا تُنسى، تجعلني أقدّر الليل وكأنه فصل جديد في رحلة ساحرة بين البحر والنجوم.
منتجع ميلايدو جزر المالديف الفاخر، الذي يقوم على فلسفة الفخامة البسيطة والرفاهية الأصيلة، يعتبر وجهة استثنائية لاحتضان تنامي الاهتمام العالمي بما يُعرف باسم "سياحة الليل"، والرغبة في التواصل مع الطبيعة بعد حلول الظلام. فبعض التجارب لا تزداد جمالًا إلا في ساعات الليل، ولا سيما على هذه الجزيرة الخاصة التي تضم 50 فيلا، والواقعة وسط محمية "با آتول" المصنّفة ضمن شبكة المحيط الحيوي لليونسكو.
مع غياب الشمس، تتحوّل الشعاب المرجانية التي تعجّ بالألوان والكائنات نهاراً إلى عالم ليلي غامض ومبهر. ويوفّر الغوص الليلي والغطس باستخدام إضاءة زرقاء خاصة وأقنعة مفلترة فرصة نادرة لاكتشاف هذا العالم السريالي، حيث تتلألأ الشعب المرجانية وأقحوان المحيط والأسماك وقرش الحوت، إلى جانب العديد من الكائنات البحرية المضيئة.
أما من يفضّل البقاء فوق سطح الماء، فيمكنه الاستمتاع بروائع البحر ليلاً على متن قارب "دوني" المالديـفي التقليدي، والإبحار في المياه البلّورية الصافية، حيث تتلألأ الأمواج المضيئة بيولوجياً تحت القمر، وتتكشّف روعة السماء المرصّعة بالنجوم في واحدة من أنقى البيئات الفلكية في العالم.
وتُعدّ الضفة الرملية الخاصة بميلايدو وجهة قائمة بذاتها، حيث تتحقق تجربة "الطعام في وجهة مميّزة" بأبهى صورها. يبدأ البرنامج برحلة بحرية لمشاهدة الدلافين عند الغروب، يقدّم خلالها النادل مشروبات فاخرة ومقبلات، ثم يستقبل الضيوف على الضفة الرملية لتبدأ أمسية من عشاء فاخر مصمّم حسب رغباتهم، على ضوء القمر والنجوم والشموع. ويمكن ترتيب عرض سينمائي خاص تحت السماء المفتوحة، ووسط نسائم البحر العليلة.
ومن أبرز التجارب الاستثنائية، تجربة "النوم تحت النجوم"، حيث تتحوّل الضفة الرملية إلى مسرح لتخييم مترف ينقل رفاهية الفيلا إلى قلب الطبيعة. ويستمتع الزوجان بليلة من العزلة التامة والانسجام مع البيئة المحيطة، بينما ينتظرهما سرير ملكي مغطى بستائر أنيقة، تصدح من حوله موسيقى الأمواج على الشاطئ.
وبالعودة إلى الجزيرة، يوفّر منتجع "سيرينيتي سبا" مجموعة من الطقوس العلاجية الليلية، ومنها مراسم "التجديد تحت ضوء القمر" على الشاطئ. وتحت وهج القمر الكامل، يستعيد الضيوف توازنهم الداخلي عبر تمارين "تحيات القمر"، وتمارين التنفّس "مودرا القمر"، والتأمّل على أنغام أوعية الغناء، ليحصلوا على طاقة متجدّدة وإحساس عميق بالسلام الداخلي.
تسير الحياة في ميلايدو بإيقاع بطيء وهادئ، حيث يُعاد تعريف الفخامة البسيطة وتتجسّد الضيافة المالديـفية الأصيلة في أبهى صورها، بلمسة دافئة متجذرة في الطبيعة. وفي هذه الجزيرة، تتكامل الفخامة المترفة مع عجائب البحر، وتتحوّل كل إقامة إلى رحلة شخصية للاكتشاف – خصوصاً في ساعات الليل، زمن الدهشة والمغامرة والمتعة الخالصة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.