يوم أمس، قدّمت دار Ashi Studio السعودية عرضها المنتظر ضمن أسبوع باريس للأزياء الراقية، كاشفة عن مجموعة خريف وشتاء 2025-2026 التي تجاوزت مفاهيم السرد التقليدية، لتغوص في جوهر العملية الإبداعية ذاتها. كان العرض بمثابة تأملٍ عميق في معنى الحِرفة، وفي قدرة الفنّ على أن يُولد من العفوية، ومن تفاصيل قد لا يتوقّعها أحد.
بعيداً عن البنية الدرامية التي اعتاد المصمم السعودي محمد آشي أن يبني مجموعاته حولها، اختار هذا الموسم أن يثق بحدسه، وأن يترك الإلهام ينبثق من مصادر غير مألوفة. رحلته بدأت في أسواق باريس القديمة، حيث بحث بين الأقمشة المستعملة، والقطع المنسية، والمجسمات الصغيرة التي تحمل في طيّاتها آثار الرمن، وكأنّه كان يجمع شظايا من الماضي ليعيد تركيبها برؤية معاصرة.
النتيجة كانت مجموعة غنيّة بصرياً ومفاهيمياً، استوحت من أماكن متباينة مثل غرفة "غران سينجري" المزخرفة في قصر شانتِيلي، ووُضعت في حوار بصري مع أجواء بوهيمية داكنة. كلّ هذه التأثيرات تآلفت في لوحات مترفة من الريش، والتطريزات الفائقة الدقة، وأجزاء مقطّعة من عرق اللؤلؤ تم تشكيلها بعناية ليُعاد بثّ الحياة فيها على هيئة زخارف خيالية.
لكنّ ما ميّز المجموعة بحق، كان تركيزها العميق على فن بناء القطعة – على البنية لا الزينة فقط. الكورسيه النحتي ظهر كعنصر محوري، سواء بشكل ظاهر أو من خلال تقنيات moulage التي منحت التصاميم توازناً خفياً وأناقة منحوتة. فظهرت فساتين السهرة بقصّات الساعة الرملية التي سيطرت على العرض، مع لمسات تبرز القوام دون أن تقيّده.
التفاصيل البنيوية ظهرت أيضاً في سترات مهيكلة بقصّات هندسية، وفي فستان-معطف مطرّز بإتقان، وأيضاً في بدلة بنطلون غير متناظرة، تزيّنها حافة لولبية من الشراشيب المتحرّكة، وكأنها ترسم إيقاعاً خاصاً أثناء المشي.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.