في عزّ المواسم الباردة، حين تتوارى الألوان خلف ضباب الشتاء وتخفت الملامح خلف طبقات الصقيع، اختارت منال عجاج أن تهمس بصوتٍ دافئ: "الأنوثة تُزهِر رغم كل شيء". فمجموعتها لخريف/شتاء 2025–2026 جاءت كرسالة شعرية تفيض بالقوة والنعومة في آن، تحت عنوان "She Blooms Anyway" إنها تُزهِر رغم كل شيء، لتؤكد أن الأنوثة ليست مجرد هيئة، بل موقف داخلي، وشغف لا يخضع للفصول.
قدّمت المصممة العالمية 27 تصميماً مترفاً توزّعت بين فساتين السهرة والأعراس، حملت توقيعها المعروف بالجمع بين الفخامة والروح. وكأنها تقف في مواجهة الشتاء لا بالتحدي، بل بالازدهار. الأقمشة انسابت بنعومة الضوء، وجاءت التدرجات اللونية لتكسر رمادية الموسم، فحلّ الليلكي والنيلي والزهري الباهت بأناقة غير معتادة، بينما تناثرت الزخارف اليدوية كنجوم على سطح حريري، في تجسيد فني للهوت كوتور بكل معانيه.
كل فستان في هذه المجموعة بدا كأنه قصيدة تُكتب بالإبرة والخيط، حيث تنطق التفاصيل بصوت خافت لكنه واثق. التصاميم لم تلجأ إلى المبالغة، بل احتفت بالأنوثة التي تعرف حدودها وأبعادها. امرأة منال عجاج لا تصرخ لتُرى، بل تحضر بهدوء لا يمكن تجاهله، أنيقة في حضورها، صادقة في تعبيرها.
لكن ما يميّز هذه المجموعة ليس جمالها البصري فقط، بل الرسالة التي تحملها: الأنوثة الحقيقية لا تنكسر، بل تزهر في وجه الريح. إنها دعوة لكل امرأة بأن تكون فصلها الخاص، وأن تصنع من هشاشتها قوة، ومن نعومتها حضوراً.
بهذه المجموعة، تكرّس منال عجاج رؤيتها كمصممة لا تلاحق الموضة بل تصنعها، تقدم الأزياء كهوية تتجاوز المظهر إلى الجوهر، وتحوّل القماش إلى سردية أنثوية مكتوبة بكل خفة ورشاقة. إنها لا تصمّم فساتين وحسب، بل تمنح المرأة صوتاً بصرياً ينطق بالجمال والرسالة معاً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.