في أسبوع الموضة في ميلانو، قدّم جيمس لونغ عرضاً بمناسبة مرور عشر سنوات على قيادته الإبداعية لدار Iceberg، حمل معه رحلة شخصية إلى مراهقته وحقبة البريت بوب التي صاغت ذائقة جيل كامل في التسعينيات. العرض جاء مزيجاً بين الإرث البريطاني واللمسة الميلانية الراقية، حيث التقت طاقة Oasis و Champagne Supernova مع دقة الخياطة الإيطالية.
الافتتاح كان واضح المعالم: معاطف قصيرة وباركا فوق الركبة أعادت إلى الأذهان إطلالات الأخوين غالاغر، لكن أعيدت صياغتها بلمسة أكثر نظافة وأناقة شبه برجوازية. حركة العارضين وهم يسيرون بأذرع متقاطعة أو يحملون الأحذية الرياضية بأيديهم أضفت روحاً مسرحية عزززت المزاج المتمرّد واللامبالي، من دون أن يقع العرض في فخ الكاريكاتور أو التنكّر.
المجموعة قدّمت لحظات لافتة: جاكيتات بأكمام من الكروشيه الصوفي مع تنانر مستقيمة جمعت بين الرسمية والشبابية، سراويل واسعة مزيّنة بالأحزمة مع قمصان بولو ضيّقة وجاكيتات قصيرة بياقات مبالغ فيها، إضافة إلى تنانير صغيرة مزيّنة بالكشاكش برزت أسفل بليزرات حادة القصّ. أما الجلود فكانت أحد أقوى محاور العرض، ولا سيما طقم التنانير بالللون الأصفر الزبدي الذي جسّد قدرة لونغ على المزج بين العملية والفخامة.
الألوان جاءت محايدة: درجات البني والبيج والرمادي منحت العرض أرضية كلاسيكية، فيما لعبت ومضات الأحمر دوراً في شدّ الانتباه من دون إفراط. الملحقات بقيت في الخلفية، تاركة المجال للقصّات لتكون لغة السرد الأساسية.
القوة الحقيقية في هذا العرض كانت في إعادة صياغة رموز البريت بوب عبر عدسة ميلانية، لتصبح أكثر قرباً من الجمهور المعاصر. البعض قد يرى أن لوحة الألوان الهادئة لم ترتقي إلى ضخامة الذكرى العاشرة، لكن في الواقع، هذا التواضع هو ما منح المجموعة طابعها العصري ونضجها. جيمس لونغ أثبت أن العودة إلى الماضي لا تعني الجمود فيه، بل إعادة كتابته بروح الحاضر.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.