في إعلان شكّل مفاجأة كبيرة لعالم الموضة والإعلام، أعلنت آنا وينتور، يوم أمس خلال اجتماع داخلي في مجلة "فوغ" العالمية، عن تنحّيها عن منصب رئيسة التحرير بعد 37 عاماً من القيادة الاستثنائية. ومع أن وينتور، البالغة من العمر 75 عاماً، ستغادر هذا المنصب الذي لطالما اقترن باسمها، إلا أنها ستواصل مهامها ككبيرة مسؤولي المحتوى في مجموعة "كوندي ناست" وكمديرة تحرير عالمية لمجلة "فوغ".
منذ تولّيها رئاسة تحرير المجلة عام 1988، أحدثت وينتور ثورة هادئة في المفهوم التقليدي للموضة. فقد مزجت بين الأناقة والثقافة الشعبية، وأدخلت الفن والتكنولوجيا إلى صفحات المجلة، مما جعل "فوغ" مرآة نابضة لعصرها لا مجرّد منصة للموضة.
كان غلافها الأول بمثابة إعلان بصري عن رؤيتها المستقبلية: صورة عفوية لعارضة الأزياء ميكاييلا بيركو ترتدي سترة من "كريستيان لاكروا" فوق جينز أزرق. صورة قلبت المفاهيم حينها، واعتبرها البعض تحدياً لحدور الموضة التقليدية. لكن وينتور كتبت لاحقاً أن تلك الصورة لم تكن سوى استجابة لغريزتها التي استشعرت رياح التغيير.
وعلى مدار السنوات، تحوّلت أغلفة "فوغ" تحت إشرافها إلى مساحة تجمع الموضة بالنجومية، من مادونا إلى ريهانا، ومن ليدي غاغا إلى كيم كارداشيان، إذ أصبحت الغلاف الأهم في العالم للوجوه النسائية الأكثر تأثيراً.
ولم يقتصر تأثير وينتور على المجلة، بل امتد إلى MET GALA، الحدث السنوي الأبرز في أجندة الموضة العالمية، حيث تشرف على تفاصيله كافة، من اختيار الثيم وضيوف الشرف، إلى إدارة ليلة استثنائية تمزج بين الإبداع والترف. وفي نسخة 2025 الأخيرة من الحفل، عبّرت عن تأثرها بالمعرض الذي سلط الضوء على إبداعات المصمممين السود، معتبرة أنه تجسيد للفرح والثقة والإبداع.
ثروة بالملايين
من ناحية ثانية، تُقدّر ثروة آنا وينتور بحوالي 50 مليون دولار، وفقًا لموقع Celebrity Net Worth وتشمل هذه الثروة راتبها السنوي الذي يتراوح بين 2 و4 مليون دولار، بالإضافة إلى مكافآت سنوية ومخصصات تقدر بنحو 200 الف دولار مخصص للملابس من شركة كوندي ناست. إضافة إلى ذلك، تستفيد وينتور من امتيازات وطيدة تشمل تسهيلات السفر الفاخرة، امتيازات السيارات، والإقامة في فنادق فاخرة أثناء تواجدها في الأسابيع العالمية للموضة، فضلاً عن ممتلكاتها العقارية في نيويورك وهامبتونز التي تضيف قيمة كبيرة إلى ميزانية ثروتها .
ورغم مغادرتها للمنصب، فإن وينتور لم تعلن التقاعد، بل ستتفرغ لأدوارها العالمية ضمن "كوندي ناست"، حيث ستقود المحتوى التحريري عبر جميع منصات المؤسسة. ويبقى السؤال الأكبر: من سيخلفها في رئاسة تحرير "فوغ"، ومن سيتجرأ على ارتداء الكعب العالي خلفاً لسيدة ارتبطت صورتها بالشعر القصير والنظارات الداكنة، رمزاً لهيبة وأناقة الصحافة المعاصرة في عالم الموضة؟
آنا وينتور لم تكتب فصلاً في تاريخ "فوغ" فحسب، بل أطلقت مدرسة في الرؤية التحريرية، يتردد صداها في كل زاوية من زوايا الموضة والإعلام.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.