في العاشر من أغسطس، تحتفل كايلي جينر بعيد ميلادها الثامن والعشرين، بعد أن أصبحت خلال أقل من عقد من الزم، من أبرز أيقونات الجمال والموضة والشهرة في العالم. فمنذ أن بلغت الثامنة عشرة، نجحت كايلي في الانتقال من دور "الشقيقة الصغرى" في عائلة كارداشيان – جينر إلى نجمة تتصدر العناوين بمفردها، متجاوزة أخواتها شهرةً وتأثيراً، لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي.
كانت لحظة نضوجها العلني بمثابة بداية صعودٍ صاروخيّ لم يكن متوقعاً. فقد تحولت صورها على إنستغرام إلى حديث الملايين، وتجاوز عدد متابعيها شقيقاتها كيم وكورتني وكلوي، لتصبح الفتاة الأكثر تأثيراً في جيلها، وملهمة لملايين المراهقات حول العالم.
تحوّلات شخصية وجمالية جريئة
لكن التحول لم يقتصر فقط على حضورها الإعلامي، بل طال مظهرها أيضاً. فقد بدأت كايلي، التي عُرفت في طفولتها بملامح ناعمة وقوام طبيعي نحيف، بالخضوع لتغييرات جمالية تدريجية، بدأت بتكبير الشفاه، ثم عمليات تجميلية لاحقة لتمنح وجهها ملامح أكثر نضوجاً، أقرب إلى مظهر شقيقاتها الأكبر سناً. ومع الوقت، لم تُخفِ كايلي أنها أجرت عدة إجراءات تجميلية لتحصل على قوام ممتلئ الأرداف وصدر عارم، لتؤكد أن ذلك كان جزءاً من رحلتها لاكتشاف ذاتها وتعزيز ثقتها بنفسها.
حياة شخصية محطّ أنظار الإعلام
في موازاة تطورها المهني والجمالي، كانت حياتها العاطفية تحت المجهر أيضاً. دخلت كايلي في علاقة مع مغني الراب الأميركي "ترافيس سكوت"، وأنجبت منه طفلتهما الأولى "ستورمي" Stormi في عام 2018، وهي لم تتجاوز العشرين من عمرها، ثم طفلهما الثاني "آير" Aireعام 2022، دون أن يترافق ذلك مع زواج رسمي. هذا القرار، الذي أثار جدلاً واسعاً، عبّرت عنه كايلي في أكثر من مناسبة بأنه اختيار شخصي، يعكس أسلوب حياتها المستقل وغير التقليدي.
من نجمة واقع إلى سيدة مليارديرة عصامية
لكن المفاجأة الحقيقية كانت حين تحوّلت كايلي إلى أصغر مليارديرة عصامية في التاريخ، بحسب تصنيف "فوربس"، وذلك بفضل علامتها التجميلية Kylie Cosmetics، التي أطلقتها عام 2015 مع مجموعة أحمر شفاه صغيرة، ثم توسعت لتشمل منتجات للبرشة والعطور. لم تكن هذه مجرد علامة تجميل أخرى في سوق مزدحم، بل كانت انعكاساً مباشراً لأسلوب كايلي الشخصي، وتسويقها الذكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
نجحت في بناء مجتمع ضخم من المتابعين الأوفياء، وحوّلت حبها للمكياج إلى مشروع حقيقي يدرّ الملايين. لاحقاً، باعت جزءاً من أسهم الشركة لشركة "Coty" العالمية، ما ضاعف من قيمتها السوقية وثبّت مكانتها كسيدة أعمال ناجحة في مجال الجمال.
KHY : خطوة نحو عالم الموضة
في نوفمبر 2023، كشفت كايلي عن أحدث مشاريعها: علامة أزياء جديدة حملت اسم KHY . بعكس المتوقع، لم تأتِ المجموعة الأولى بأسعار خيالية أو تصاميم نخبوية، بل قدّمت أزياء عصرية، مريحة، بأسعار مقبولة نسبياً، مع لمسة جمالية واضحة مستوحاة من أسلوب كايلي اليومي. وأعلنت كايلي منذ البداية أن KHY ستكون منصة للتعاونات المستمرة مع مصممين عالميين، ما يشير إلى طموحها في ترك بصمة حقيقية في صناعة الموضة، لا تقل عن تلك التي تركتها في عالم التجميل.
ثروة تزداد اتساعاً وتأثيراً
اليوم، تتجاوز ثروة كايلي جينر نصف مليار دولار، وفق التقديرات الأخيرة. لكن الأهم من الأرقام هو التأثير الثقافي والاجتماعي الذي حققته. فقد أثبتت أنها أكثر من مجرد فتاة شهيرة على إنستغرام، بل امرأة عرفت كيف تستثمر صورتها، وتجرب، وتفشل أحياناً، وتنجح غالباً، لتبني لنفسها مكانة مستقلة ومختلفة عن عائلتها، حتى وإن كانت جزءاً من هذا الامتداد الإعلامي الضخم.
في الختام، تبدو كايلي جينر في عيد ميلادها الـ28 أكثر نضجاً وثقة، تجمع بين الأمومة والريادة، بين الصورة اللامعة على السوشال ميديا والعمل الحقيقي خلف الكواليس. هي ابنة عصرها بكل ما فيه من تحديات وسرعة وجرأة، ولا تزال قصتها مستمرة.
كلمات مفتاحيّة:
كايلي جينر،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.