فاطمة علي الحوسني: المجوهرات عندي ليست للزينة فحسب بل لحفظ الذكريات ورواية القصص | Gheir

فاطمة علي الحوسني: المجوهرات عندي ليست للزينة فحسب بل لحفظ الذكريات ورواية القصص

مجوهرات  Jul 24, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

فاطمة علي الحوسني: المجوهرات عندي ليست للزينة فحسب بل لحفظ الذكريات ورواية القصص

من شغف الطفولة بجمع الأصداف على شواطئ البحر إلى تأسيس علامة مجوهرات تحمل في جوهرها معاني الحب والارتباط والذاكرة، سارت فاطمة علي الحوسني في رحلة إبداعية صاغت من خلالها عالماً يحمل اسم ابنتها Leilani "ليلاني". في هذا الحوار، تكشف لنا مؤسسة العلامة الإماراتية عن البدايات، وعن الصلة التي تربط بين الطب والأسلوب الفني، وعن فلسفتها العاطفية في التصميم.

تتذكرين أول مرة صنعتِ فيها شيئاً بيديكِ؟

نعم، أذكر تماماً كيف كنت أجمع الأصداف من البحر وأنا طفلة، وأحوّلها إلى قلائد وسلاسل وحتى تعليقات لحقيبتي المدرسية. لم أكن أعلم آنذاك أنني أعبّر عن حب دفين لتحويل الأشياء البسيطة إلى قطع تحمل طابعاً شخصياً وتعبيراً عن الذات. تلك المتعة في الخلق لم تفارقني قط، بل تطوّرت ونضجت، إلى أن تحوّلت إلى مشروع حياتي: ليلاني.

أنتِ خريجة طب أسنان. كيف أثّر هذا التخصّص في مقاربتك لتصميم المجوهرات؟

الطب علّمني الدقّة بشكل لا يضاهى. هناك تفاصيل صغيرة جدّاً في عالم الأسنان، تحتاج إلى عين تلتقط كل جزء من التناسق، والنسبة الذهبية، والانحناءات الدقيقة. أذكر أننا في السنة الأولى كنّا نُطلب لرسم الأسنان بلا كلل، ونحتها من الصابون! هذا التمرين درّب يدي وعيوني على مستويات عالية من الحس الجمالي، وهو تماماً ما أطبّقه في كل قطعة من ليلاني.

اسم"ليلاني" Leilani جميل ورنّان. ما الذي يعنيه لكِ؟

الاسم يحمل في طيّاته معنى عميقا جداً بالنسبة لي. ليلاني. استوحى من اسم ابنتي "ليلى"، التي هي عالمي، ومصدر إلهامي الأكبر. فيما بعد، اكتشفت أن "ليلاني" تعني في اللغة الهاوايية "زهرة سماوية" أو "طفل ملكي"، وهذا الوصف بدا لي مثالياً، ناعماً وقويّاً، رقيقاً ومليئاً بالهيبة، تماماً كما أرى ابنتي.

هناك حكاية في كل قطعة من مجوهراتكِ. كيف تعبّرين عن هذه القصص عبر التصاميم؟

أنا أؤمن بأن الرموز تتحدّث دون كلمات. عقد على شكل قلب قد يرمز للحب، خاتم بعقدة يمكن أن يعني الترابط بين شخصين. أحد أكثر القطع قرباً لقلبي هو خاتم "Sweetheart" المخصّص ليُلبس كخاتم صداقة بين صديقتين، على الخنصر، كنوع من "الوعد الوردي". هذا المستوى من الرمزية هو ما يمنح المجوهرات طابعاً إنسانياً وشخصياً.

الطبيعة حاضرة بقوة في تصاميمك. ما العناصر التي تلهمك أكثر من غيرها؟

كل شيء في الطبيعة يثير فيّ دهشة طفولية لم تخفّ أبداً. البحر، الزهور، السماء في تغير ألوانها، الشمس في بريقها، والنجوم ليلاً. هذه التفاصيل الصغيرة ألهمتني دائماً، وأحاول أن أعيد ترجمتها في مجوهرات تعكس الجمال المرهف للحياة.

تصاميمك تجمع بين الرقة والقوّة. كيف تخلقين هذا التوازن؟

أؤمن أن المرأة تجمع بين النعومة والصلابة. هذا التباين ينعكس في تصاميمي: خطوط منحنية ناعمة تقابلها أشكال جريئة، أو ألوان حالمة تصنعها خامات ثمينة كالذهب. القوة لا تنفي الرقة، والعكس، بل يكملان بعضهما.

ما الذي يجذبك في الرموز مثل القلوب والأقواس والعناصر السماوية؟

الرموز بالنسبة لي لغة. القوس يمكن أن يرمز لهدية أو ذكرى ثمينة، النجوم تمثّل الحلم والهداية، الشمس تذكّرني بالحياة، القمر بالغموض. أحبّ كيف تحمل هذه الأشكال معاني متعدّدة، وكيف يفسّرها كل من يرتديها بطريقته الخاصة.

هل تهدفين إلى أن تُلبس قطع ليلاني يومياً؟

بكل تأكيد. أؤمن أن المجوهرات يجب أن تكون جزءاً من حياتنا اليومية، لا مجرد إكسسوار نحتفظ به للمناسبات. أريد أن تكون القطع مثل رسالة سرّية أو تعويذة شخصية ترتدينها دائماً وتشعرين بها كل يوم.

ما هي الأحجار والخامات التي تفضلين العمل بها؟

الذهب دائماً في القلب، فيه دفء وخلود. أما الأحجار، فالتوباز الأزرق والتوركواز يشدّاني كثيراً، لأنهما يذكّرانني بالبحر والسماء والحرية. كذلك أحب الياقوت الوردي، فيه رقة وقوة في آنٍ معاً. اختياري للأحجار لا يتوقف عند اللون أو البريق، بل يتعلّق بالإحساس والمعنى.

هل هناك قطعة شخصية تحتفظين بها وتحمل لكِ معنى خاصاً؟

نعم، أكثر من واحدة. أرتدي قلادة بأسماء أطفالي، لا أنزعها أبداً. كما أن لديّ خاتماً يجمع بين حجرَي ميلادي وميلاد زوجي، وقطعة أخرى مزيّنة بأسماء والديّ، عربون امتنان لكل ما قدّماه لي. وهناك سوار من الألماس منقوش عليه اقتباس أحبه جداً. هذه القطع ليست فقط مجوهرات، بل ذكريات أرتديها، وهي جوهر ما تمثّله ليلاني.

ما الإحساس الذي تتمنين أن تشعر به كل امرأة ترتدي مجوهراتكِ؟

أريدها أن تشعر بأنها مرئية، أن تعكس القطعة روحها ومشاعرها وشخصيتها. أن تشعر بالاتصال مع ذاتها وأحلامها. ليلاني ليست فقط مجوهرات، بل رسالة صامتة تقول: "هذه أنا".

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

المجوهرات