"نيفولد" من شانيل: عندما يتحوّل الترف إلى مسؤولية بيئية | Gheir

"نيفولد" من شانيل: عندما يتحوّل الترف إلى مسؤولية بيئية

موضة  Jun 13, 2025     
×

"نيفولد" من شانيل: عندما يتحوّل الترف إلى مسؤولية بيئية

في خطوة هادئة ولكنها لافتة، أطلقت دار شانيل مشروعها الجديد Nevold، وهو مختبر صناعي مستقل بالكامل مخصص لتطوير مواد دائرية مثل التويد والجلد، عبر إعادة تدوير فائض الإنتاج وتحويله إلى خامات جديدة. الاسم هو اختصار لعبارة "never old"، ويعبّر عن رؤية تتنجاوز حدود الموضة التقليدية، لتؤسس لما يشبه ثورة صامتة في قلب الصناعة الفاخرة.

نيفولد ليس مجرد حملة تسويقية أو فصلاً في تقرير استدامة، بل هو الذراع الثالثة لشانيل إلى جانب الأزياء وأقسام Métiers d’Art الحرفية. تقوده المهندسة والمديرة التنفيذية صوفي بروكار، المعروفة بخبرتها في إدارة دور الأزياء، لتبني على النجاحات السابقة لمبادرة L’Atelier des Matières، التي تقوم على تفكيكك القطع غير المباعة وإعادة تدوير خيوطها، وسلاسلها، وحتى جلودها الفاخرة، لإدخالها من جديد في دوّامة الإنتاج.

وقد ظهرت نتائج هذه المبادرة بالفعل على منصات عروض الأزياء: فالأحذية Slingbacks الجديدة تستمدّ متانتها من جلد معاد تدويره، والتويد المعاد غزله يحافظ على الملمس الذي تعرفه عميلات الدار وتحبّه، من دون أي تنازلات في الجودة أو الإبداع.

لكن أهمية هذا المشروع تتجاوز الحدود الجمالية، فهو يأتي في وقت تزداد فيه الحاجة إلى حلول دائرية وبديلة بسبب التحديات البيئية الحادّة، مثل ندرة القطن والكشمير، استنزاف الموارد الطبيعية، وارتفاع الانبعاثات الكربونية المرتبطة بسلاسل الإمداد الطويلة. تشير الدراسات إلى أن صناعة الموضة مسؤولة عن نسبة كبيرة من الانبعاثات العالمية، مما يجعل الابتكار في المواد والتدوير ضرورة لا ترفاً.

وتماشياً مع خطة Chanel Mission 1.5° الطموحة، يهدف المشروع إلى خفض انبعاثات "النطاق الثالث" بنسبة 30.3٪ بحلول عام 2030، والوصول إلى صفر انبعاثات عبر كامل سلسلة القيمة بحلول 2040. ولتحقيق ذلك، سيتعاون "نيفولد" مع شركاء أكاديميين وصناعيين من طراز Filatures du Parc، وجامعتي كامبريدج وبوليتكنيكو دي ميلانو، في تبادل المعرفة لتسريع وتيرة التطوير والابتكار في المواد المستدامة.

في زمن تتبدّل فيه معايير الترف، وتعلو فيه أصوات المسؤولية البيئية، تأتي مبادرة "نيفولد" كإجابة حقيقية على سؤال: كيف نحافظ على الجمال دون أن نضر بالكوكب؟ فربما يكون المستقبل الفاخر هو ذاك الذي يعيد إحياء الماضي، بخيوطٍ لا تهترئ وأحلام لا تشيخ.

كلمات مفتاحيّة: شانيل ،

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الموضة