منذ أيام كشفت شانيل عن أحدث مشروعاتها Nevold المشتق من عبارة "never old" وهو كيان جديد للدار الفرنسية العريقة يختص بإعادة تدوير المواد والخامات من فائض الإنتاج وغيرها في خطوة تعزز من دور شانيل في حماية البيئة والاستدامة لإيجاد حلول لإعادة استخدام الأقمشة الفاخرة، دون التضحية بالجودة في ظل نقص المواد الخام عالية الجودة والقابلة للتتبع في العالم.
Nevold سيصبح الذراع الثالثة لشانيل إلى جانب الأزياء وأقسام Métiers d’Art الحرفية، وهو ما يجعلنا نتساءل هل مثل هذه المشروعات نابعة من ضغط مجتمعي بضرورة الاستدامة خاصة في صناعة الأزياء التي تعد من أكبر ملوثات البيئة أم هي فعلًا خطوة تنبع من رؤية صادقة تتبني هذا النهج؟
تتمتع دور الأزياء الفاخرة التي تحظى بفرق بحثية مختصة بقدرة على اتخاذ القرارات المدروسة وفقًا لأبحاث علمية من بينها شانيل وبرادا وهيرميس وغيرها، والتي تبحث عن حلول مستدامة توسع من أنشطة العلامات وتحافظ على التزامها تجاه البيئة، وهو التوجه المتزايد خلال السنوات الماضية حيث تكرس كل علامة مشروع خاص لتجارب الاستدامة مثل الاستفادة من الفائض أو إعادة التدوير، ومع دخول شانيل إلى هذا المجال بمشروعها الجديد من المتوقع أن تنضم عدة علامات أخرى قريبًا بمشروعات ومبادرات فعلية ذات نتائج ملموسة في الاستدامة.
من إعادة تدوير الأزياء القديمة من Miu Miu إلى تحويل الفائض إلى إبداعات جديدة من Hermès نلقي نظرة على أبرز هذه المشروعات.
قوة النايلون مجموعات Prada Re-Nylon
يُعدّ النايلون جزءًا أساسيًا من دار برادا Prada ويعكس مشروع Prada Re-Nylon التزامًا بممارسات الاستدامة، وهي مجموعة مصنوعة بالكامل من نايلون مُجدّد ناتج عن إعادة تدوير وتنقية البلاستيك المُجمّع من المحيطات وشباك الصيد ومكبّات النفايات ونفايات ألياف النسيج عالميًا. ومن خلال عمليات تقنية يُمكن تحويل هذه المادة إلى نسيج نايلون جديد.
تنخرط برادا أيضًا في مشروع آخر وهو SEA BEYOND يتم تنفيذه بالشراكة مع اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو (اليونسكو-IOC) منذ عام ٢٠١٩، بهدف رفع مستوى الوعي بالاستدامة والحفاظ على المحيطات، والمساهمة في تطوير التثقيف بشأن المحيطات على نطاق عالمي من خلال سلسلة من المبادرات التدريبية للأجيال الشابة.
عودة إلى القديم في مجموعات Upcycled من Miu Miu
في خطوة جريئة أطلقت Miu Miu سلسلة مجموعات Upcycled منذ عام 2020 من القطع الكلاسيكية التي أعادت الدار تصميمها وتحويلها إلى قطع معاصرة قابلة للارتداء تحصل عليها من متاجر وأسواق تُركز على الملابس الكلاسيكية حول العالم، بهدف تعزيز ممارسات التصميم الدائري. بدأ المشروع بمجموعة مختارة من الفساتين الكلاسيكية، أُعيد تصميمها بلمسات Miu Miu الجمالية، ويُطوّر المشروع نهجًا ثقافيًا معاصرًا بإحياء الملابس المستعملة والقديمة.
يبتعد المشروع كل البعد عن السهولة وعلى الرغم من أن فكرته تبدو بسيطة إلا أنه يتطلب جهدًا كبيرًا في البحث عن القطع القديمة وتقييم جودتها بدقة وإمكانية تحويلها إلى قطع أخرى.
ابتكارات من الفائض في Petit h من Hermès
تدخل دار Hermès إلى عالم الاستدامة دون أن تتنازل عن قوتها الحرفية وإبداعها الفريد من نوعه، وتطلق مشروع Petit h الذي يعمل على إبداع تصاميم وقطع باستخدام الخامات الفائضة أو غير المستخدمة لدى الدار مثل جلود الحقائب الثمينة، والحرير وغيرها مما يؤدي إلى غرس قيم الإبداع والمحافظة على البيئة في دور التصميم والحفاظ على نهج مستدام داخل هيرميس بدمجها بألف طريقة وطريقة، يُبدع الحرفيون والفنانون والمصممون قطعًا فريدة بأشكال ووظائف تُبرز إبداعاتهم من سترات إلى حقائب وأغطية أعين للنوم وغيرها جميعها تحمل لمسات الدار الفاخرة.
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.