منذ أن أطلت على العالم من خلال برنامج الواقع الشهير The City في أواخر العقد الأول من الألفية، حجزت أوليفيا باليرمو مكانتها كواحدة من أكثر النساء تأثيراً في عالم الموضة. لم تكن مجرد وجه جميل على الشاشة، بل امرأة ذكية تعرف كيف تحوّل أناقتها إلى هوية، وذوقها الشخصي إلى علامة فارقة ألهمت الملايين حول العالم.
مَن هي أوليفيا؟
وُلدت أوليفيا ونشأت في نيويورك، مدينة الأحلام التي تشبه أسلوبها إلى حد كبير: مزيج من الرقي والحيوية، من الفخامة والبساطة، من الكلاسيكية واللمسة العصرية. وقد أصبحت مع مرور الوقت نموذجاً للمرأة التي ترتدي الموضة دون أن تستهلكها، فتختار بعناية ما يناسبها، وتعتمد أسلوباً يجمع بين العلامات الراقية وقطع الأزياء اليومية بأسلوب يعبّر عنها قبل أي شيء.
تقول أوليفيا، التي تحتفل هذا العام بعيد ميلادها الأربعين، إنها ما زالت تجد المتعة في كل لحظة تمضيها أمام الكاميرا. وخلال جلسة تصوير أخيرة في نيويورك، دخلت بحماس إلى وسط شارع مزدحم من أربعة مسارات لتأخذ اللقطة المثالية، دون أن تبالي بأبواق السيارات من حولها. "أحب أن أكون أمام الكاميرا. هذا جزء من جذوري المهنية، وما زال يشعرني بالسعادة"، تقول مبتسمة.
ملهمة بأسلوب خاص جداً
على الرغم من أنها عاشت دائماً في دائرة الضوء، فإن أوليفيا لم تسمح يوماً بأن تُختزل في كلمة "مؤثرة". صحيح أنها كانت من أوائل النساء اللواتي قدّمن محتوى بصرياً يلهم النساء في كل أنحاء العالم، لكن بالنسبة لها، اللقب لا يفيها حقها، حيث تقول: "أعتقد أنني وضعت نموذجاً يُحتذى به. لكننني لا ألتزم بلقب واحد – أنا أعيش الموضة من كل الزوايا".
أسلوبها يتميز بالبساطة المدروسة. تستطيع أن ترتدي سترة جلدية من Topshop وتبدو وكأنها قطعة كوتور باريسية، وقد تنسّق فستاناً من Valentino مع حذاء رياضي دون أن تفقد شيئاً من أناقتها. تؤكد أوليفيا: "الجلد هو بمثابة الزي الرسمي بالنسبة لي، حتى في الصيف". من ناحية ثاية، فإن حبها للأبيض والأسود لا يمنعها من الميل للألوان المنعشة مثل الأخضر النعناعي، لون فستان طفولتها المفضّل.
ولأنها تؤمن أن الأناقة الحقيقية تأتي من معرفة الذات، لا تتبع كل صيحات الموضة لمجرد مجاراتها، وتشرح: "لا أحب موضة الأحذية القبيحة، ولا أرى أن سباندكس مناسب خارج صالة الرياضة".
سر الزواج الناجح بحسب أوليفيا
رغم شهرتها، تحتفظ أوليفيا بطابعها الشخصي بعيداً عن التكلّف. في حياتها الخاصة، تشارك تفاصيل رومانسية مع زوجها العارض الألماني يوهانس هيوبل، الذي التقت به عام 2007 وتزوجت منه قبل 11 عاماً. وتوضح أوليفيا: "هو كل شيء. يعدّ لي الفطور، ويهتم بي دائماً. السر في زواج ناجح؟ أن تكون عطوفاً، متفهماً، وأن تعرف متى تمنح الآخر الوقته والاهتمام.
وفيما تقترب من عقد جديد في حياتها، يبدو أن أوليفيا تنظر إلى العمر من منظور أكثر نضجاً وثقة. "العمر مجرد رقم. لا فائدة من إخفائه. أشعر أنني في مكان جيد، صحتي جيدة، وفريقي رائع، وأنا أركّز على الاستمرارية والصحة. هذا هو الجمال الحقيقي".
بأسلوبها الخاص، تواصل أوليفيا باليرمو كتابة فصول من كتاب الأناقة الذي لا يعرف زمناً. فهي لا تعيش الموضة فقط، بل تجسّدها: بجرأتها، بتواضعها، وبشغفها الذي لا يخبو، حتى بعد أربعين عاماً من الحياة وألف لحظة من الأناقة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.