"ذاكرة خيط": معرض تطريز فلسطيني يوثق تاريخاً يقاوم النسيان | Gheir

"ذاكرة خيط": معرض تطريز فلسطيني يوثق تاريخاً يقاوم النسيان

موضة  Jul 19, 2025     
×

"ذاكرة خيط": معرض تطريز فلسطيني يوثق تاريخاً يقاوم النسيان

المعرض
دار كوتور
دار كوتور
دار كوتور
دار كوتور

في وقت يعيش فيه الشعب الفلسطيني تحت نيران الاحتلال، ويتعرض لترحيل قسري وتجويع ممنهج، وتدميرٍ متعمد للتراث الثقافي، يبرز معرض "ذاكرة خيط: تطريز من فلسطين" في متحف V&A Dundee في اسكتلندا كمساحة خاصة للشهادة والتوثيق، حيث يضم أكثر من مئة وخمسين عاماً من التاريخ الفلسطيني، عبر مئات الأثواب والمنسوجات والصور الشخصية والمقتنيات النادرة، الممتدة من أواخر القرن التاسع عشر إلى نكبة 1948، مروراً بالانتفاضتين، ووصولاً إلى الحصار الكارثي المفروض حالياً على غزة.

هذا المعرض ليس فقط احتفاءً بفن تطريز الفلسطيني المعروف بـ"الطَرَز"، بل هو فعل مقاومة ثقافية ضد الإبادة الرمزية التي تطاول الذاكرة والمكان والإنسان. بالتعاون مع المتحف الفلسطيني في بيرزيت ومركز حي جميل في جدة، يفتح المعرض أبوابه مجاناً أمام الجمهور، في توقيت لا يمكن أن يكون أكثر أهمية.

ففي فلسطين، التطريز ليس زينة عابرة، بل لغة تُنقل من جيل إلى جيل من النساء، تُحاكي بها القرى المحذوفة من الخرائط، وتُرمّز عبرها الحكايات الشخصية والمكان والانتماء. كل منطقة تميزت بنقوشها وألوانها ورموزها، حتى أن ثوباً واحداً يمكن أن يحكي قصة الزواج أو الأمومة أو الفقد.

إحدى القطع اللافتة في المعرض هي فستان زفاف من عشرينيات القرن الماضي من قرية بيت نبالا – وهي واحدة من 500 قرية فلسطينية تم مسحها من الوجود خلال النكبة. الفستان بسيط، لكنه مشغول بتطريز أحمر على الجانبين، وقد تم تعديله ليتناسب مع أجساد نساء مختلفات من عائلة واحدة. وهو اليوم، بمثابة أرشيف حيّ لقصة قرية لم يبقَ منها سوى صورة واحدة.

كما يُعرض فستان آخر تم تطريزه سراً تحت ضوء الشموع خلال الانتفاضة الأولى، بخيوط اصطناعية بألوان علم فلسطين التي كانت محظورة حينها. هذا الفستان كان ارتداؤه في العلن فعلاً نضالياً.

إحدى أبرز لحظات المعرض تتمثل في فستان طفلة نُسف من متحف رفح إثر قصف إسرائيلي عام 2023، ليتناثر على سطح منزل مجاور ويبقى هناك مكشوفاً لعوامل الطبيعة عاماً كاملاً قبل أن يُنقذ ويُعرض اليوم كدليل حيّ على الإبادة الجماعية.

وفي عمل فني مؤلم، تملأ الجدران 626 بلاطة بورسلين، كل منها تحمل رمز شجرة السرو – رمز الصمود – وتمثل قرية فلسطينية دُمرت منذ عام 1948، في تذكير بصري عميق لما ضاع وما لا يزال يقاوم الزوال.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الموضة