في مثل هذا اليوم من عام 1975، أبصرت دار Giorgio Armani النور في مدينة ميلانو، لتبدأ مسيرة استثنائية ستُخلّد في تاريخ الموضة كعلامة فارقة في مفاهيم الأناقة والرقي. واليوم، بعد مرور خمسة عقود على التأسيس، تستعد الدار للاحتفال بهذه المناسبة التاريخية عبر سلسلة فعاليات تجسد روح العلامة وتعكس رؤيتها الممتدة بين الماضي والمستقبل.
Armani/Archivio: الماضي في حوار مع المستقبل
في خطوة تؤكد التزام أرماني بالحفاظ على إرثه، تطلق الدار في 30 أغسطس، بالتزامن مع فعاليات مهرجان البندقية السينمائي، مشروعاً رقمياً تفاعلياً بعنوان Armani/Archivio . هذه المنصة الغنية بالمحتوى والمبنية على عمل أرشيفي دقيق، تهدف إلى توثيق مجموعات جورجيو أرماني عبر السنيني، وتقديمها لجمهور واسع بطريقة معاصرة وتفاعلية. إنها ليست مجرد أرشفة، بل جسر حي يربط بين الرؤية التي انطلقت في السبعينيات، وتلك التي تنظر بثقة نحو المستقبل.
ومع أن المشروع سينطلق رقمياً، إلا أن الدار أعلنت أنها ستفتتح مقراً فعلياً له خارج مدينة ميلانو في المستقبل القريب، ليكون بمثابة موطن دائم لذاكرة أرماني البصرية والابداعية.
عرض أزياء في رحاب الفن
تتواصل احتفالات أرماني خلال أسبوع الموضة في ميلانو، حيث سيفتتح المصمم الإيطالي الشهير في 24 سبتمبر معرضاً مميزاً في صالة Pinacoteca di Brera، إحدى أبرز المؤسسات الفنية في إيطاليا. وللمرة الأولى، تستضيف هذه القاعات العريقة معرضاً مخصصا لعالم الموضة، حيث ستُعرض 150 إطلالة أرشيفية من أرشيف الدار، لتروي فصول تطور الأسلوب الأرماني عبر خمسة عقود، في حوار بصري مع روائع الفن المعروضة في المتحف. هذا اللقاء النادر بين الموضة والفن يعكس الحس الجمالي الذي لطالما ميز فلسفة جورجيو أرماني، الذي يرى في التصميم امتداداً للثقافة، وليس مجرد استجابة للاتجاهات العارضة.
ختام استثنائي لأسبوع الموضة
وفي مساء يوم الأحد 28 سبتمبر، يُسدل جورجيو أرماني الستار على أسبوع الموضة بعرضٍ ضخم يُقام في ساحة Courtyard of Honour التاريخية في قصر بريرا. العرض سيكشف عن مجموعة ربيع وصيف 2026 للنساء، إلى جانب لمحات مختارة من أزياء الرجال التي قُدّمت في يونيو الماضي، في خطوة تعكس تناغم الرؤية بين الجنسين وامتداد لغة أرماني الموحدة بين القوة والنعومة.
لماذا لا يزال أرماني مرجعاً حتى اليوم؟
ليس من السهل على أي دار أزياء أن تحافظ على خصوصيتها وأسلوبها المتفرد لعقود، في ظل تغير ذوق وتفضيلات الجمهور وتسارع الإيقاع العالمي. لكن أرماني، بعناده الجميل وابتعاده عن الصخب والضجيج، نجح في ترسيخ هوية واضحة: أناقة صامتة، ورفاهية لا تتطلب تفسيرات. هو المصمم الذي جعل اللون الرمادي رمزاً للجاذبية، والبدلة النسائية مرادفاً للتمكين، والبساطة مرآة للثقة.
الاحتفال بخمسين عاماً من أرماني ليس مجرد استذكار لإنجازات الماضي، بل هو تذكير بأن الموضة يمكن أن تكون كلاسيكية دون أن تكون مملة، وأنها تستطيع أن تعمّر حين تُبنى على رؤية صادقة وأصيلة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.