بعد واقعة إعلان الذكاء الاصطناعي .. هل بالفعل دخل عالم الموضة في مرحلة الخطر؟ | Gheir

بعد واقعة إعلان الذكاء الاصطناعي .. هل بالفعل دخل عالم الموضة في مرحلة الخطر؟

موضة  Jul 29, 2025     
×

بعد واقعة إعلان الذكاء الاصطناعي .. هل بالفعل دخل عالم الموضة في مرحلة الخطر؟

حالة من القلق والخوف وربما الكثير من الغضب تعيشها صناعة الموضة بعد استخدام علامة Guess لعارضة أزياء بالذكاء الاصطناعي في حملتها الدعائية المنشورة في أحدث عدد من مجلة فوغ، على الرغم من أن نماذج عارضات الأزياء يُستخدم على نطاق واسع في عدة علامات للموضة منذ سنوات إلا أن هذه الواقعة تحديدًا تطرح جدلًا واسعًا حول تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال عارضات الأزياء.

أثارت الحملة موجة كبيرة من الانتقادات والتساؤلات حول أخلاقية استخدام صور عارضات أزياء مولدة بالذكاء الاصطناعي في مجلات ومواقع الموضة ذات التأثير الكبير لعدة أسباب أبرزها ما يلي:

معايير جمال خيالية

استخدام الصور غير الحقيقية المُبتكرة بتقنيات الذكاء الاصطناعي يرسخ في الأذهان مع التكرار معايير جمالية غير حقيقية وخيالية مثل بشرة نقية ونضرة خالية من العيوب بصورة غير حقيقية، وأحجام جسم متناسقة بصورة غير طبيعية لا يمكن حتى لأشهر عارضات الأزياء الوصول إليها مما يؤدي إلى المزيد من التأثيرات السلبية خاصة على المراهقات والشابات اللاتي يرغبن في الحصول على "الجمال المثالي" ولا يمكن الوصول إليه مما يجعلهن يركضن وراء سراب بالتالي تزداد المشكلات النفسية.

خسارة الوظائف

من أبرز المشكلات التي ترافق استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأزياء هو فقدان الوظائف حيث يعد استخدام النماذج المولدة بالذكاء الاصطناعي أقل تكلفة كما توفر الوقت والجهد على سبيل المثال تحتاج جلسة التصوير الواحدة إلى عدد كبير من العاملين مثل المصور وعمال الإضاءة وتأجير الاستديو أو الوجهة وفريق متكامل من منسقي الأزياء وخبراء الشعر والمكياج والعارضات بجانب الفريق الإبداعي كل ذلك يمكن استبداله الآن بالذكاء الاصطناعي.

في واقعة علامة Guess تعاونت الدار مع شركة التكنولوجيا Seraphinne Vallora في ابتكار صور رمزية بشرية واقعية للاستخدام التجاري حيث ابتكرت 10 نماذج أولية، واختارت العلامة امرأة سمراء وأخرى شقراء، وتشمل العملية وفقًا لما ذكرته BBC في تقريرها خمسة موظفين، وقد تستغرق ما يصل إلى شهر من مرحلة التصميم حتى الانتهاء منها.

تقييد الإبداع البشري "الكسل الإبداعي"

سواءً كنا مع أو ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم الموضة هناك دائمًا خوف على العملية الإبداعية البشرية من تصميم الأزياء وتصنيعها وحملات الدعاية خاصة مع سهولة استخدام تقنيات AI ودون وجود قواعد صارمة لحماية العملية الإبداعية سيذهب معظم صناع الموضة إلى الاعتماد الكلي أو الجزئي على الذكاء الاصطناعي دون مراعاة الجانب البشري الإبداعي.

هذا الأمر تحديدًا أكثر تعقيدًا من غيره لأننا نعلم بالفعل أن العديد من المصممين والمبدعين في مجال الأزياء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لكن ليس بصورة مباشرة بل وسيلة مساعدة مثل ابتكار "لوحة أفكار" تضم عدة صور ملهمة وأنواع أقمشة ورسوم مبدئية ثم يذهب المصمم ليستخدم أدوات AI تقوم بابتكار مجموعة كاملة من الأزياء تساعده على التصميم.
على الرغم من أنه لم يستخدم الذكاء الاصطناعي مباشرة إلا أن هذه العملية عند تكرارها تؤدي إلى "كسل إبداعي" وتقتل الروح المبتكرة وقدرة المصمم على التخيل.

ماذا بعد؟

الذكاء الاصطناعي من أعظم التطورات التكنولوجية التي حدثت في عالمنا المعاصر لكنها في الوقت ذاته الأخطر على الإطلاق وعالم الموضة ليس ببعيد عن سلبيات وفوائد الذكاء الاصطناعي إذ يوفر فرصًا هائلة لتطوير العلامات الناشئة، ومساعدة العلامات والمتاجر المحلية في عرض منتجاتهم بصورة جذابة كانت تتكلف في السابق مبالغ مالية كبيرة.

بينما تستخدمه علامات الموضة الكبرى في الأبحاث، وتحليل الأسواق والتوجهات من خلال خلال تحليل مجموعات بيانات ضخمة من وسائل التواصل الاجتماعي، وسلوكيات التسوق، وعروض الأزياء مثل Heuritech وهي شركة متخصصة في تقنيات الموضة ومقرها باريس، تقدّم منصةً للتنبؤ بالاتجاهات مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتستفيد علامات تجارية مرموقة مثل لويس فويتون وكريستيان ديور منها.

الذكاء الاصطناعي يقلل من قيمة علامات الموضة

لا مفر من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الموضة لكن استبدال عارضات الأزياء بصور AI قد يكون هو العنصر الأخطر لتأثيرها المباشر على صورة الجسم وخلق معايير غير حقيقية للجمال كما تؤدي إلى تقليل قيمة العلامة وصورتها العامة فإذا كانت الأزياء لا تبدو رائعة ومثالية إلا على عارضات أزياء بالذكاء الاصطناعي فهذا يجعلنا نتساءل هل ستبدو جيدة أيضًا على عارضات الأزياء، ولماذا تحتاج العلامات إلى ترويج منتجاتها على عارضات من الخيال إذا كانت بالفعل تبدو جيدة في الواقع؟ كل ذلك سيقلل من قيمة العلامة خاصة عند مقارنة صور AI المثالية مع الحقيقة.

مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.

الموضة