في عالم الموضة، هناك بعض التفاصيل التي لا تفقد سحرها مهما مرّت المواسم وتبدّلت الاتجاهات. ويبدو أن عام 2025 قد أعاد تسليط الضوء على واحدة من أكثر هذه التفاصيل رقة وأنوثة: التصاميم المزينة بحواف أو حاشيات الدانتيل، والتي عادت بقوّة لتتربّع على عرش الصيحات الأكثر رواجاً لهذا العام.
فمن منصات العروض العالمية إلى خزائن الأنيقات، أصبح من الصعب تجاهل سحر الدانتيل وهو ينسدل على أطراف الفساتين، أو يزيّن حواف التنانير، أو يطوّق أكمام القمصان والجاكيتات بأسلوب يزاوج بين الرومانسية الحالمة والأناقة المعاصرة.
تفاصيل ناعمة، تأثير كبير
تكمن قوة الداتتيل في قدرته على إحداث تأثير بصري وعاطفي في الإطلالة. فعندما يُستخدم كزخرفة على الحواف، يمنح الملابس طابعاً أنثوياً ناعماً، يضفي لمسة من الحنين والدفىء، وكأن القطعة تروي حكاية أنثوية من زمن آخر. إنه العنصر الذي يمكنه تحويل فستان بسيط إلى قطعة تفيض بالشاعرية، أو إضافة جرعة من النعومة الرومانسية إلى تصميم جريء.
وفي عام 2025، لم يقتصر استخدام الدانتيل على الإطلالات المسائية أو فساتين السهرة كما اعتدنا سابقاً، بل تسلل إلى التصاميم اليومية والتنسيقات العملية بأسلوب محدث، جعل منه عنصراً أساسياً في موضة المرأة العصرية.
من إردم إلى فيريتي: كيف قدّمته الدور العالمية؟
برزت هذه الصيحة بوضوح في عروض عدة دور أزياء شهيرة، كل واحدة منها قدّمت رؤيتها الخاصة للدانتيل، مضيفة إلى التصميمات طابعاً فريداً يعكس هوية الدار وروحها.
إردم: أنوثة ناعمة بطابع شاعري
في عرض دار Erdem، ظهرت الحواف الدانتيل في أجمل تجلياتها، حيث امتزجت مع أقمشة الساتان الفاخر والتول المخرّم في فساتين تحاكي جمال الحديقة الإنجليزية. استلهم المصمم إردم موراليوغلو من الأنوثة الحالمة والقصص الفيكتورية، فجاءت الفساتين مفعمة بالرقة، مزينة بدانتيل أبيض وأسود يمتد على الأطراف ليُكمل لوحة أنثوية ساحرة، ويؤكّد أن التفاصيل الدقيقة تصنع الفرق.
كلوي: الدانتيل بنفَس بوهيمي أنيق
أما Chloé فقدّمت مقاربة أكثر تحرراً للدانتيل، من خلال تصاميم ذات طابع بوهيمي أنيق، جمعت بين القطن الطبيعي والحرير، مع لمسات من الدانتيل تُذكّر بالأزياء الهادئة لسبعينيات القرن الماضي. بدا وكأن كل قطعة تجسّد روح المرأة الحرة، التي تواذن بين النعومة والقوة، وتُعبّر عن هويتها دون تكلّف.
بورا أكسو: لمسة فيكتورية معاصرة
المصمم التركي Bora Aksu، المعروف بشغفه بالعصور الماضية، استعاد العصر الفيكتوري بأسلوبه الخاص، حيث قدّم فساتين متعددة الطبقات مزينة بحواف دانتيل دقيقة، تنسدل برقة حول الأكمام والياقات. التناقض بين البنية القوية للتصميم والخامات الخفيفة كالدانتيل الشفاف، أضفى على المجموعة سحراً درامياً لا يُقاوم، يعيد إلى الأذهان صور الأميرات والأديبات في الروايات الكلاسيكية.
ألبرتا فيريتي: الدانتيل كتعبير عن الأناقة الإيطالية
أما Alberta Ferretti فقد استخدمت الدانتيل كأداة لتمجيد الأناقة الإيطالية المتوسطية، حيث زيّنت فساتين خفيفة ومنسدلة بأطراف دانتيل تحاكي أمواج البحر. تدرّجت الألوان من الأبيض الكريمي إلى درجات الرمل الذهبي، بينما ظهرت تفاصيل الدانتيل على الأكمام والياقات والحواف السفلى، لتعكس رؤية أنثوية حالمة ومفعمة بالحياة.
لماذا تعود هذه الصيحة الآن؟
يمكن القول إن عودة الحواف المزينة بالدانتيل تعبّر عن حنين جماعي للجماليات الكلاسيكية في زمن تسوده السرعة والابتكار الرقمي. فالمرأة اليوم تبحث عن التوازن بين الأناقة التقليدية والطابع العملي العصري، وعن قطع تعبّر عن ذاتها وتُشعرها بأنها فريدة — والدانتيل يحقق ذلك ببراعة.
كما أن هذه الصيحة تتماشى مع توجّه الموضة الحالي نحو الأنوثة غير المتكلّفة والاهتمام بالتفاصيل اليدوية والحِرفية، وهو ما يجعل الدانتيل خياراً مثالياً لكل امرأة ترغب في أن ترتدي شيئاً يروي قصة، ويُعبّر عن إحساس أكثر من مجرد مظهر خارجي.
سواء اخترتِ فستاناً بوهيمياً مزيناً بالدانتيل، أو قميصاً عصرياً بأطراف ناعمة، أو حتى تنورة تحمل هذه الزخرفة الحالمة، فأنتِ تسيرين في خطى الموضة لعام 2025 بثقة وأناقة. فالدانتيل ليس مجرّد تفصيل زخرفي، بل هو رسالة أنثوية خالدة تعبّر عن الرقة، والجمال، والقوة الناعمة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.