حين تجتمع السينما بالموضة، يكون المشهد ساحراً. وهذا بالضبط ما تقدّمه دار شانيل من خلال إصدارها الجديد CHANEL HAUTE COUTURE، وهو كتاب فاخر حرّرته المخرجة العالمية صوفيا كوبولا بالتعاون مع العلامة ودار النشر Éditions 7L .
الكتاب ليس مجرد صفحات مصوّرة، بل رحلة بصرية غنية تعيد رسم تاريخ الهوت كوتور لدى شانيل منذ بدايات القرن العشرين وحتى يومنا هذا. بين الصور الأيقونية، والرسوم التحضيرية النادرة التي لم تُكشف من قبل، ولقطات عروض الأزياء، والوثائق الأرشيفية، نجد أنفسنا أمام أرشيف عاطفي وفني يختصر مسيرة الدار التي شكّلت ملامح الأناقة الباريسية.
ما يضفي على هذا الإصدار طابعاً أكثر شاعرية هو الرابط الشخصي الذي يجمع صوفيا كوبولا بالدار. فبعمر الخامسة عشرة، بدأت تدريباً صيفياً في استوديو الإبداع لدى شانيل في باريس، تجربة تركت في نفسها أثراً عميقاً لتتحول إلى علاقة طويلة المدى تخللتها مشاريع عديدة. واليوم، تعود لتسرد قصة شانيل بأسلوبها الخاص، عبر كولاج بصري يجمع الماضي بالحاضر في سردية شاعرية تحمل توقيعها السينمائي المميز.
على امتداد 450 صفحة، يأخذنا الكتاب من غابرييل شانيل إلى كارل لاغرفيلد وصولاً إلى فيرجيني فيار، جامعاً نخبة من أصدقاء الدار وأشهر العارضات من كل حقبة، بعدسة أهم المصورين العالميين. إنه بمثابة ألبوم حيّ يحاكي ذاكرة الموضة بثراء ودفء.
الكتاب صُمم بأنامل أناماريا موريس لـ Joseph Logan Design، وصدر بالشراكة بين شانيل ودار Éditions 7L ودار النشر Important Flowers التابعة لصوفيا كوبولا في بيت MACK. ومن المقرر إطلاقه عالمياً في 8 سبتمبر 2025، ليكون بمثابة كنز لمحبي الموضة والفن على حد سواء.
شخصياً، ما يلفتني في هذا الإصدار هو الطريقة التي تتحوّل بها الموضة إلى قصة، والأزياء إلى لغة، والذاكرة إلى حوار بين الأجيال. هو كتاب لا يكتفي بتوثيق تاريخ شانيل، بل يعيد روايته بعين مبدعة تعرف كيف ترى الجمال في التفاصيل الصغيرة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.