في عالم هوليوود كل شيء يتغير بسرعة فائقة، الجمال يختفي، وبريق ألمع النجمات يخفت، مشاهير كانوا ملء السمع والبصر لا تعرفها الأجيال الجديدة لكن الممثلة الشهيرة باميلا أندرسون البالغة من العمر 58 عامًا قررت كسر هذه الصور النمطية التي ارتبطت بها وأعادت تقديم نفسها مرة أخرى لتبرهن أن بريقها ما زال يجد مكانه بين النجمات.
ربما أنت من أجيال لم تعرف من هي الممثلة الأمريكية - الكندية باميلا أندرسون أشهر نجمات التسعينيات ودورها كمنقدة في الشاطئ في مسلسل Baywatch، كانت مثالًا للفتاة الشقراء الجميلة بخصلات شعر كثيفة، ومكياج عيون براق وحمرة قوية وأزياء جريئة تم الترويج لها وتقديمها في عالم الفن كامرأة "جميلة" وجذابة فقط لا تصلح سوى لأدوار محدودة دون اكتشاف قدراتها التمثيلية.
التمرد لم يبدأ خلال الفترة الأخيرة فقط في حياة باميلا أندرسون بل قررت منذ سنوات استخدام شهرتها في خدمة عدة قضايا أبرزها حقوق الحيوان ومساندتها لمنظمة "بيتا" ومشاركتها في لوحات دعائية جريئة ومثيرة للنقاشات جذبت المزيد من الاهتمام إلى حقوق الحيوانات.
التخلي عن المكياج
لم تكتف باميلا أندرسون بمسيرة فنية كانت خلالها النجمة اللامعة والممثلة الجميلة التي تعتمد فقط على مقومات الشكل الخارجية بل أعادت اكتشاف نفسها مجددًا في الخمسين من عمرها لكن هذه المرة أصدق وأكثر قربًا من الجمهور ودون تزييف.
لتقديم نفسها من جديد والتعبير عن هذه المرحلة من حياتها استخدمت باميلا أندرسون الموضة والجمال كوسيلتين للتعبير عن نفسها بعيدًا عن القالب النمطي الذي أُجبرت عليه طوال السنوات، والخطوة الأولى والأجرأ هي التخلي عن المكياج فمن عروض باريس للأزياء إلى السجادة الحمراء، اختارت باميلا الظهور بوجه خالٍ تماماً من المكياج.
السر وراء هذا التغيير يعود إلى عام 2019، فقدت باميلا صديقتها الحميمة وخبيرة التجميل المقرّبة منها، أليكسيس فوغل، التي توفّيت بعد معركة مع سرطان الثدي. منذ لقائهما الأول في عام 1993 أثناء جلسة تصوير، كانت أليكسيس وراء رسم ملامح الإطلالة التي اقترنت باسم باميلا لعقود.
قرار عاطفي لكنه أصلي ونابع من داخلها لذلك انعكس جيدًا على صورتها وألهم العديد من النساء إلى تقبل جمالهن الطبيعي والاحتفاء بالتقدّم في السن.
سلاح الموضة
لطالما اشتهر أسلوب باميلا أندرسون بالجرأة وإثارة الجدل لكن في منعطف درامي تحولت باميلا أندرسون خلال الفترة الماضية إلى أيقونة أناقة تجسّد جمال المرأة الكلاسيكية المعاصرة، وحلّت ضيفة مميزة على أسابيع الموضة، وتألقت بإطلالات راقية تُصنف دائمًا ضمن الأفضل على السجادة الحمراء.
تبلغ ذروة أناقتها خلال الجولة الترويجية لأحدث أعمالها فيلم The Naked Gunبرفقة الممثل الأيرلندي ليام نيسون وتكشف عن أناقة راقية من توقيع أحدث إبداعات علامات الموضة لكن بلمسة هادئة وأنثوية أبرزها فستانها الأرجواني من علامة Rodarte خلال عرض فيلمها في لندن يتميز بقصات الدرابيه بدون أكمام أو أكتاف، وينسدل طويلًا.
وفي إطلالة قد لا تجرؤ عليها الكثير من السيدات في عمرها اختارت فستانًا قصيرًا من Louis Vuitton يعود إلى مجموعة ربيع 2012 بقصات ليزر زخرفية، وخوانب من الأورغانزا بينما تتألق بإطلالة معاصرة باللون الأخضر الداكن من علامة Danielle Frankel بكورسيه منحوت الخصر وتنورة طويلة مزينة بتقنيات الحياكة البارزة.
نجحت باميلا أندرسون في إعادة تقديم نفسها من جديد لكن ليس بأسلوب دعائي بل على طريقتها الخاصة وكأنها تحررت من أعباء إرضاء المجتمع والصور النمطية والقوالب، وقررت أن تصبح نفسها فقط تعبر عن شخصيتها وأسلوبها بأناقة وهدوء حتى نجحت كليًا في رسم صورة مختلفة عما كانت عليه فقط باستخدام الأزياء.
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.