مقابلة مع ليندا أنجريا حول تكريمها، مشاركتها بأسبوع دبي للموضة، ودورها في تعزيز الأناقة المحتشمة | Gheir

مقابلة مع ليندا أنجريا حول تكريمها، مشاركتها بأسبوع دبي للموضة، ودورها في تعزيز الأناقة المحتشمة

موضة  Nov 06, 2025     
×

مقابلة مع ليندا أنجريا حول تكريمها، مشاركتها بأسبوع دبي للموضة، ودورها في تعزيز الأناقة المحتشمة

في مشهد عالمي تتسارع فيه أصوات المواهب وتتنوع فيه حكايات الإبداع، تبرز رحلة ملهمة لامرأة صنعت لنفسها مكاناً لامعاً على خارطة الموضة العالمية. من قرية صغيرة في رياو بإندونيسيا إلى منصّات التكريم الدولية، استطاعت ليندا أنجريا مؤسسة Buttonscarves أن تحجز اسمها بين عمالقة الصناعة بانضمامها رسمياً إلى قائمة BoF 500 لعام 2025، التي تضم الشخصيات الأكثر تأثيراً في عالم الموضة.
هذا الاعتراف لم يكن مجرد وسام، بل محطة تؤكد التحوّل الجذري الذي تشهده الموضة المحتشمة عالماً، وكيف باتت جزءاً أصيلاً من لغة الأناقة الحديثة. وبينما كان هذا العام شاهداً على إنجاز عالمي جديد، توّجته العلامة أيضاً بمحطّة محلية بارزة بمشاركتها اللافتة في أسبوع الموضة بدبي، حيث قدّمت مجموعة حملت توقيعها الأنيق وأضاءت على جماليات المرأة العصرية، بثقة وجذور ثقافية واضحة.
في هذا الحوار الخاص، نتحدث مع المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة Modinity عن هذه اللحظة المفصلية، عن معنى الجمال المحتشم في عالم اليوم، وعن رؤية طموحة تُعيد تعريف حضور المرأة وقصصها في صناعة تتغير ملامحها يوماً بعد يوم.

مبروك انضمامك إلى قائمة BoF 500 لعام 2025. ماذا يمثّل لك هذا التكريم على الصعيدين الشخصي والمهني؟

أشكركم من القلب. على المستوى الشخصي، هذا التكريم عميق جداً بالنسبة لي. نشأت في قرية صغيرة في رياو بإندونيسيا، وعندما بدأت ما أصبح لاحقاً علامة Buttonscarves، كان حلمي بسيطًا: أن أصنع شيئاً يحمل معنى، ينطلق من الجمال المحتشم ويؤمن بتمكين المرأة. اليوم، أن أجد نفسي بين "الأشخاص الذين يشكّلون مستقبل صناعة الموضة حول العالم" كما تصفهم BoF، فهو شعور يبعث على الامتنان والفخر.
أما مهنياً، فهذا الاعتراف يؤكد أن الموضة المحتشمة لم تعد هامشية، بل أصبحت تياراً عالمياً مؤثراً. هذا الإنجاز ليس لي وحدي، بل لكل الأصوات الصاعدة من جنوب شرق آسيا التي تشق طريقها بثقة في مشهد الموضة العالمي. إنّه دليل على أن قصصنا وإبداعنا وقيادتنا أصبحت جزءاً أصيلًا من المحادثة العالمية. هذا التكريم يمنحني دافعاً أكبر للاستمرار في التقدّم، مع البقاء وفية لقيمي وما أؤمن به.

القائمة تضم أسماء كبرى مثل هايلي بيبر وفيرونيكا ليوني. ما الشعور بأن تكوني ضمن هذا التنوع من الأسماء المؤثرة؟

أن أكون في مساحة واحدة مع أشخاص كنت أقرأ عنهم فقط، كان لحظة لا تُنسى. جعلني ذلك أسترجع الرحلة من بدايات متواضعة إلى الوقوف بين قادة عالميين يعيدون رسم ملامح الموضة. أشعر بفخر كبير لأن الموضة المحتشمة اليوم تُذكَر إلى جانب التيارات السائدة، وهذا يعني أن صوتنا وجمال لغتنا البصرية أصبح له مكانته واحترامه عالمياً.

بنيتِ Buttonscarves من الصفر حتى أصبحت علامة عالمية. ما اللحظات الفارقة في هذه الرحلة؟

بدأت الرحلة بقناعة بسيطة: أن الأناقة المحتشمة يمكن أن تكون عصرية، راقية، وعالمية. لم أطمح لصنع منتج فقط، بل أردت بناء منظومة تمكّن المرأة وتمنحها الثقة بأن تكون على طبيعتها دون أن تتنازل عن قيمها.
من المحطات المفصلية:
التحوّل من علامة تهتم بالأوشحة إلى علامة أسلوب حياة متكامل. بدأنا عام 2016 ومع الوقت توسّعنا إلى الأزياء والإكسسوارات، وصولاً إلى تأسيس Modinity Group التي تضم اليوم 9 علامات.
الانفتاح على الأسواق العالمية بحضور قوي، من الحملة في تايمز سكوير إلى عروض دولية وتوسّعنا في ماليزيا وسنغافورة.
التحوّل من علامة يقودها المؤسس إلى منظومة متكاملة تحمل هوية ورؤية قابلة للنمو المستدام.
لكن اللحظة الأكثر تأثيراً كانت حين رأيت نساء من العالم كله يرتدين تصاميمنا ويشعرن أنها تمثلهن. حينها أدركت أننا نبني حركة، لا مجرد علامة.

كونك الرئيسة التنفيذية لمجموعة Modinity، ما الفلسفة التي تقودك؟

رحلتنا انطلقت من طموح جريء: تأسيس مجموعة أزياء محلية تعبّر عن صوت الجنوب العالمي وإبداعه.
مرتكزي القيادي يرتكز على ثلاث قيم:
الارتقاء: تقديم موضة محتشمة تحمل جودة وطموحًا عالميًا.
التمكين: تمكين النساء ليس فقط عبر ما يرتدين، بل عبر ما يؤمنّ به وقدرتهن على تحقيقه.
التطوّر: نموّ واعٍ ومستدام يحترم الحرفية والهوية الثقافية.
أشجّع فريقي على الجرأة والإبداع، لكن مع معايير عالية تناسب طموحات عالمية. اليوم، نواصل التوسع بفخر وبروح جماعية تجمع الخبرة والرؤية.

كيف ترين دور Buttonscarves في مستقبل الموضة المحتشمة؟

الموضة المحتشمة اليوم رمز ثقة وثقافة وقوة. ومنذ البداية، بنيت العلامة على فكرة أن الحشمة ليست حداً بل قوة جمالية. نرى أنفسنا كجسر بين الثقافات، نروي قصصاً مستوحاة من جنوب شرق آسيا بلغة عالمية تحتفي بالتنوّع. هدفنا أن نبقى مرجعاً للمرأة العصرية المحتشمة، نبتكر، نُلهم، ونحتفي بهويتها.

علامتكم تتميّز بهوية جمالية واضحة. كيف توازنين بين التراث والروح العالمية؟

نشأت في بيئة غنية بالتقاليد والنسيج والرموز الثقافية، لكنني أيضًا نشأت بفضول نحو العالم. التوازن يتحقق عبر قراءة التراث بعين حديثة: نستلهم الأنماط، لكن نقدّمها في قصّات معاصرة وألوان عالمية. بالنسبة لنا، الأصالة لا تتعارض مع العالمية، بل تُثريها.

مشاركتكم في أسبوع الموضة بدبي كانت لافتة. ما الرسالة التي أردتم إيصالها؟

لم يكن عرضنا في أسبوع الموضة بدبي مجرد عرض، بل إعلان هوية وطموح. قدمنا رؤية للمرأة العصرية في جنوب شرق آسيا — واثقة، قوية، أنيقة. الذهبي والأسود والفضي عبّروا عن القوة والرقي والرؤية المستقبلية. أردنا أن نقول إن الموضة المحتشمة قادرة على أن تكون عالمية، فنية، ومؤثرة.

التعاون مع حليمة عدن خطوة مهمّة. ما قصتها بالنسبة لكم؟

حليمة أيقونة. قصتها تشبه جزءاً من قصتنا: الشجاعة في كسر الصورة النمطية والتمسّك بالهوية. تعاوننا معها كان احتفاءً بالمرأة التي تمشي بثقة، وتُعبّر عن نفسها بإيمان وفخر. كانت الحملة رسالة: نحن هنا، ونكتب قصتنا بطريقتنا.

أين ترين Buttonscarves خلال السنوات الخمس المقبلة؟

نستعد لتعزيز وجودنا العالمي، خصوصاً في الشرق الأوسط، السوق القريبة من روحنا وقيمنا. نخطط لحضور أكثر عمقاً: تعاونات، تجارب مبتكرة، وحضور متجذر في المجتمع. رؤيتنا أبعد من الموضة؛ نريد أن نبني حركة تُبرز قوة إبداع جنوب شرق آسيا على الساحة الدولية.

برأيك، ما القيم التي ستقود مستقبل ريادة الأعمال في الموضة؟

القيم، قبل أي شيء. المستقبل للعلامات التي تعرف لماذا وُجدت وما رسالتها. الأصالة، الإنسانية، والنية الحقيقية هي ما يصنع الفارق. الموضة اليوم انعكاس للهوية والوعي، وليست مجرد منتج. القيادة بالنسبة لي تعني التوازن بين الطموح والتواضع، بين الحلم والعمل، وبين الإبداع والمعنى.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الموضة