في عالم يتجدّد فيه الخطّ الجمالي للموسم كل عام، يعود اتجاه الـBubble Hem، أو ما يُعرف بالحافة المنتفخة، ليفرض حضوره مرة أخرى في مجموعات ربيع وصيف 2026. هذا الاتجاه الذي لطالما ارتبط بالمرح، والحيوية، والقصّات المتباعدة عن الجسد، يعود اليوم برؤية أكثر نضجًا وأناقة، محمّلاً بتوقيع مجموعة من أهم مصمّمي العصر.
جذور الاتجاه: من خمسينيات بالنسياغا إلى جرأة الثمانينيات
لا يُعدّ الـBubble Hem صيحة جديدة بقدر ما هو عودة محكمة لواحد من أكثر عناصر التصميم تأثيرًا في تاريخ الموضة. ظهر لأول مرة في أواخر خمسينيات القرن الماضي مع المصمّم الإسباني كريستوبال بالنسياغا، الذي قدّم قصّات دائرية ومنتفخة تبتعد عن الجسد، لتشكّل بديلاً حرًا لسيلويت "النيو لوك" الضيق الذي اشتهرت به دار ديور.
وفي الثمانينيات، عاد الاتجاه بقوة مع أسماء بارزة مثل إيف سان لوران، أونغارو، وكريستيان لاكروا، حيث تم تقديمه في فساتين التفتا والقطع المسائية التي احتفت بالدراما، والحجم، ورغبة ذلك العقد في كل ما هو جريء ومبالغ فيه.
ربيع وصيف 2026: ولادة جديدة للسيلويت المنتفخ
في SS26، يعود الاتجاه محمّلًا بروح أكثر خفة وعصرية، حيث أعاد المصممون تقديم الحافة المنتفخة ضمن رؤى تتراوح بين الحيوي والراقي، وبين اليومي والاحتفالي.
وقد ظهر هذا الاتجاه بوضوح في عروض دور مثل Chloé، MSGM، وBalenciaga، التي منحت السيلويت طابعًا متجددًا يجمع بين الحجم والنعومة، وبين الحركة والراحة.
لماذا عاد الآن؟
في ظل سيطرة القصّات الملاصقة للجسم خلال المواسم الماضية، يأتي الـBubble Hem كبديل أنيق يخلق:
شكلاً جديدًا مبتعدًا عن الخطوط الضيقة، وحضور مميز دون حاجة إلى زينة مبالغ بها. وإطلالة مرحة ومتحرّرة تناسب فصلي الربيع والصيف.
من المنصّة إلى الإطلالة اليومية
ما يميّز هذه العودة هو قابلية الاتجاه للارتداء اليومي، إذ لم يعد مقتصرًا على الفساتين الاحتفالية. فقد ظهر في:
التنانير المنتفخة القصيرة، الفساتين الخفيفة، سراويل الهاريم ذات الخصر العالي، التنانير المتوسطة بطبقات خفيفة.
القطع التي تمزج بين الحجم المنتفخ والخامات الانسيابية، وتتّسم هذه التصاميم بمرونة تسمح بتنسيقها مع قمصان رسمية ضيقة، أو كنزات قطنية بسيطة، أو حتى توبات صيفية خفيفة، بما يجعلها خيارًا متاحًا للمرأة الباحثة عن سيلويت مختلف دون التفريط بالأناقة.
اتجاه يستحق المتابعة
يبدو أن عودة الـBubble Hem ليست مجرد نزوة موسمية، بل توجّه تصميمي يُعيد صياغة علاقة المرأة بالسيلويت—من انسيابية تلائم الجسد، إلى حجم يمنحها مساحة من الحرية، والمرح، والتجديد.
وفي ظل بحث الموضة عن طرق متجددة للتعبير، يقدّم هذا الاتجاه لغة بصرية جديدة، تصنع حضورًا مختلفًا على المنصّات، وتضيف لمسة من الحيوية إلى خزانة الموسم القادم.
نورا ناجي، صحفية وروائية مصرية، من مواليد طنطا سنة 1987. تخرجت في كلية الفنون الجميلة، أعمل في الصحافة الإلكترونية منذ عام 2011، قارئة متعمْقة في علم الفلك والأبراج وتفسيرات الأحلام من المراجع المتعددة، مديرة تحرير موقع نواعم منذ عام 2015، مهتمة بكل ما يتعلق بحياة المرأة، وتقديم محتوى مفيد وممتع يلبي اهتماماتها وأشرف على منصات التواصل الاجتماعي.