ها الشتاء أشعر أنني أختار تلقائياً حقيبة جلد السويد Suede كلما هممت بالخروج. هناك شيء في ملمسها المخملي ورونقها الهادئ يجعلني أبتسم قبل أن أغلق الباب، كأنها قطعة تحمل دفء الموسم بين طبقاتها الناعمة. حقيبة السويد ليست مجرد تفصيل أنيق، بل رفيقة طريق تُكمل الإطلالة وتمنحها هذا البُعد من الجمال الذي نعشقه نحن عاشقات الموضة، خاصة حين نبحث عن لمسة فاخرة بدون مبالغة.
حقيبة تتصدر المشهد
ومع دخول الشتاء الحالي، تفرض حقائب السويد نفسها كأبرز صيحة أكسسوارات تتصدر المشهد. صحيح أن قماش السويد لمعَ سابقاً في الجاكيتات والأحذية والأحزمة، لكن هذا العام نراه يعتلي العرش بوضوح من خلال الحقائب. المؤثرات وعاشقات الأسلوب من الصفّ الأول، من جينيفر لورانس إلى جيجي حديد، ظهرن بحقائب السويد بمختلف الأحجام والقصّات، وكأنهن يعلنّ أن هذا هو الإكسسوار الذي يستحق الاستثمار. ومن العلامات الناشئة إلى الدور العالمية، تتفق الصيحات على أن حقيبة السويد أصبحت اليوم عنصراً أساسياً في خزانتنا الشتوية.
على منصات عروض خريف 2025، بدا المشهد واضحاً: السويد هو لغة الموسم. قدّمت Prada حقائب بولينغ مستديرة تضيف حداثة لافتة، فيما اتجهت Gucci نحو التوتات الضخمة والعملية، وعرضت أزياء أزليا تصاميم كتف صغيرة ونحتية تثبت أن السويد يمكن أن يكون فاخراً ودقيقاً في آن واحد. وفي الشارع، لا تزال أنايا تايلور-جوي، كايتي هولمز، وبيلا حديد — التي شوهدت بحقيبة بروكلين البنية من Coach، من أبرز الداعمات لهذه الصيحة، ليشكّلن معاً موجة متصاعدة ترسّخ حقيبة السويد كلغة أساسية في موضة الشتاء.
البني ينافس الأسود
لكن ما يميّز هذا الموسم حقاً هو تنوّع الألوان والتصاميم بشكل غير مسبوق. صحيح أن البني الغني لا يزال اللون الأكثر رواجاً، ويكاد يكون اللون الرسمي للسويد في الشتاء، إلا أنّ الأسود بات يأخذ منحى جديداً هذا العام، ليقدّم بريقاً ناعماً ينافس البني، مع إحساس كلاسيكي لا يشيخ. وتؤكد باولينا ليفنر، المديرة الإبداعية لعلامة Liffner، أن البني "لا يزال المبيع الأول لأنه لون يعود إليه الزبائن موسماً بعد موسم"، لكنها تشير أيضاً إلى زيادة الإقبال على الأسود "لأن خامة السويد تمنحه عمقاً ورفاهية مضاعفة".
الأحجام الكبيرة في الطليعة
أما من ناحية القصّات، فتتجه الصيحات نحو تنوّع لافت يجمع بين الانسيابية والبنية. حقيبة الهوبو كبيرة الحجم هي نجمة هذا الاتجاه، بفضل ملمس السويد الذي يضفي عليها مظهراً سهلاً لكنه راقٍ. وتؤكّد منصات هذا الموسم، من Miu MiU و The Row إلى Massimo Dutti، أن الحقائب المترهّلة والمسترخية تعود بقوة مع نفحة بوهيمية خفيفة. وفي المقابل، تبرز القصّات البنيوية: حقائب التوب هاندل، الميني بايغ، والبوكت المنسّقة بذكاء، والتي أثبتت أنها قادرة على الاحتفاظ بخامة السويد دون أن تفقد صلابتها. نرى ذلك بوضوح في الحقائب المربوطة بالحزام من Liffner وToteme، أو التصاميم الصغيرة من Alaïa وStaud، ما يفتح المجال أمام آفاق جديدة لهذه الخامة.
في نهاية المطاف، سواء اخترتِ بنياً شوكولاتياً أو أسود ناعماً، حقيبة هوبو مترهّلة أو حقيبة كتف مصغّرة، فإن حقيبة السويد تعد اليوم استثماراً حقيقياً يرفع أي إطلالة شتوية إلى مستوى جديد من الجمال. قطعة تمنحكِ الدفء والرقي، وترافقك بثقة من دوام الصباح إلى أمسيات الشتاء الهادئة. إنها ببساطة الحقيبة التي تستحق أن تكون نجمة خزانتك هذا الموسم.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.