تأتي مجموعة MAMZI لخريف وشتاء 2026 بعنوان Firenze كرحلة حسّية إلى قلب فلورنسا، المدينة التي شكّلت نقطة تحوّل إبداعية في مسيرة المصممة مريم عبدالغني. منذ لحظة الوقوف أمام الدومو، وُلد الإلهام الذي تحوّل إلى تصاميم مستوحاة من العمارة، التاريخ، والحِرفية العالية. في هذه المجموعة، يتحوّل التطريز اليدوي، الرسم على الأقمشة، والقصّات المدروسة إلى لغة بصرية تروي حكايات معالم المدينة، من الدومو إلى نهر الأرنو. توازن Firenze بين القوة والأنوثة، بين الإرث والحداثة، لتقدّم قطعاً معاصرة خالدة تعبّر عن الجمال بهدوء وعمق.
تعرفي أكثر على تفاصيل هذه المجموعة في مقابلة خاصة مع مريم:
مجموعة Firenze هي تحية لمدينة يتعايش فيها الفن مع الهندسة المعمارية بانسجام. ما اللحظة أو الصورة الأولى من فلورنسا التي أشعلت فكرة هذه المجموعة؟
الـ دومو. بمجرد أن رأيت الدومو، أدركت أن هذا المشهد لن يمر من دون أن أخلق شيئاً مستوحى منه.
تصاميمك توازن بين القوة المنحوتة والأنوثة السلسة. كيف تترجمين الإلهام المعماري إلى أزياء معاصرة وقابلة للارتداء؟
هذا هو تركيزي الأساسي دائماً عند البدء بالرسم. أفكر كيف يمكنني تحويل أي مصدر إلهام، سواء كان واضحاً أو خفيا، إلى تصميم عصري، حديث، وقابل للارتداء قبل أي شيء آخر.
التطريز يحتل قلب هذه المجموعة، محوّلاً معالم فلورنسا إلى قصص تُروى على الأقمشة. كيف تعاملتِ مع تحويل عمارة ضخمة إلى تفاصيل دقيقة تُرتدى؟
كنت منبهرة بفلورنسا، بتاريخها، وبالتفاصيل الموجودة في المباني واللوحات. شعرت أنه لا يمكنني الاكتفاء بالطباعة، بل كان لا بد من إضافة قيمة الحِرفة اليدوية. كان ذلك تحدياً حقيقيا، جرّبت كثيراً وفشلت في مراحل عدة، لكن في النهاية وصلت إلى نتائج أنا راضية عنها تماماً، مثل استخدام الخرز، الرسم اليدوي، والتطريز المصنوع يدوياً.
فلورنسا تمثل الانضباط، التناسق، والحِرفية. أي من هذه القيم يلامسك أكثر كمصممة، ولماذا؟
أحب الفن وأحب الحِرفية، وفلورنسا تجمع الاثنان معاً. منذ اللحظة التي خرجت فيها من محطة القطار، شعرت أن هذه المدينة مختلفة، وأنها ستدفعني لاستخراج شيء مختلف في تصاميمي.
اخترتِ رموزاً محددة مثل الدومو، اللوجيا، ونهر الأرنو. كيف بنيتِ اللغة البصرية للمجموعة، وما المعنى العاطفي لكل عنصر؟
تعاملت مع كل عنصر بطريقة مختلفة. الدومو، مثلاً، أردت أن أُحييه من خلال مجموعات تطريز يدوية مع الرسم اليدوي على الجاكيت. أما نهر الأرنو، فعبّرت عنه من خلال الدرابيه والانسيابية، لكن ضمن قطعة قوية تحمل إحساس تدفّق النهر. والأمر نفسه ينطبق على اللوجيا.
المجموعة تحتفي بالأناقة من دون مبالغة. كيف تحافظين على هذا التوازن بين البساطة والتعبير الفني؟
هذا تحدٍ دائم بالنسبة لي. في كل مرة أبدأ بمجموعة جديدة، أحاول تهدئة الفكرة كثيراً على الورق أثناء الرسم، ثم أضيف فقط ما هو ضروري. أؤمن بالبساطة لأنني أبحث عن قطع خالدة لا يملّ منها عملائي مع الوقت.
لفلورنسـا إرث عميق، لكن Firenze تبدو حديثة جداً. كيف تديرين الحوار بين الماضي والحاضر في عملية التصميم؟
أعتقد أن هذا واضح في أعمالي السابقة أيضاً. هكذا يعمل ذهني: أرى شيئاً كبيراً ومشحوناً بالمشاعر، ثم أحاول تبسيطه وتنفيذه بطريقة معاصرة.
عند النظر إلى رحلة هذه المجموعة من البحث والرسم إلى جلسة التصوير النهائية مع عمرو عز الدين، ما اللحظة التي شكّلت الذروة العاطفية بالنسبة لكِ؟
لن أنسى أبداً لحظة ارتداء العارضة لطقم الدومو، ونحن نمشي باتجاه الدومو للتصوير هناك. عندما رأيتها تمشي أمامي والدومو أمامنا مباشرة، أدركت لماذا مررت بكل هذا التعب خلال تصميم المجموعة. كان طقم الدومو من أصعب القطع التي نفذتها، وفي تلك اللحظة فهمت تماماً لماذا أفعل ما أفعله، ولماذا لا يمكنني أن أكون شيئاً آخر. أما عمرو عز الدين، فلم يكن بالإمكان إنجاز هذا العمل من دونه. هو شريك حقيقي منذ سنوات، وأثق دائماً بقدرته على إنصاف تصاميمي بعدسته.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.