مع اقتراب موسم الأعياد، تزداد بريقاً إطلالات الترتر التي تتسلل إلى الشوارع، المكاتب، السهرات وحتى حفلات العيد. هذا البريق الذي لطالما ارتبط بليالي السهر لم يعد حكراً على النوادي الليلية أو الحفلات الصاخبة، بل بات اليوم خياراً متجدداً يمكن اعتماده بأسلوب راقٍ ومتنوع في مناسبات مختلفة، بل وحتى في إطلالات النهار.
شخصياً أرى أن السر في ارتداء الترتر يكمن في الجرعة، أي في اختيار القطعة المناسبة وتنسيقها بحكمة بحيث تمنحك حضوراً لامعاً دون أن تقع في فخ المبالغة.
قواعد أساسية مع الترتر
أول ما يجب تذكره أن الترتر بحد ذاته قطعة قوية بصرياً، لذا الأفضل أن يكون التصميم بسيطاً من حيث القصّة والتفاصيل. الفستان المليء بالزخارف المعقدة مع البريق قد يبدو متخمًا، بينما القصّة الانسيابية أو الـ wrap تجعله أكثر أناقة وعصرية. النقطة الثانية هي المقاس: الفساتين المرصعة بالترتر لا ترحم في حال لم تكن مضبوطة على القوام. لذلك من المهم تجربة القطعة قبل شرائها أو اختيار قصّات فضفاضة قليلاً مثل الـ draped أو الملتفّة حول الجسم. أما الطول، فمن رأيي أن الفساتين القصيرة جداً قد تعطي انطباعاً صاخباً أكثر من اللازم، خصوصاً إذا كنتِ تبحثين عن حضور راقٍ. يكفي أن تكون قصيرة لكن مريحة للحركة والجلوس.
وأخيراً، الألوان. برأيي الأفضل الالتزام بلون واحد من الترتر في الفستان أو القطعة. الترتر الملوّن بأكثر من درجة غالباً ما يفقد رصانته ويصعّب تنسيقه. لكن، لو أردتِ لمسة ابتكار، يمكن دمج الترتر مع خامات أخرى كالدينيم أو الصوف الناعم لإضفاء توازن أنيق.
الترتر في السهرات الراقية
عندما نتحدث عن حفلات السجادة الحمراء أو مناسبات الكوكتيل، يصبح اختيار الترتر أكثر حساسية. هنا أجد أن الفستان الطويل أو على الأقل الميدي هو الخيار الأجمل، إذ يمنح البريق بُعداً راقياً. تذكّري إطلالات نجمات مثل ساندرا بولوك أو سيلينا غوميز اللواتي اخترن البساطة في التصميم مع الطول المثالي. التفاصيل هنا مهمة: ابتعدي عن العقود الكبيرة أو الإكسسوارات المبالغ بها، واكتفي بأقراط ناعمة أو سوار رفيع. الأحذية والحقائب يفضّل أن تكون بلون واحد وملمس غير لامع، حتى لا تدخل في منافسة مع الترتر.
الترتر في النوادي الليلية
النوادي الليلية هي البيئة الطبيعية للترتر. هناك، كلما كان البريق أكثر وضوحاً، زاد جمال الإطلالة تحت أضواء الرقص. يمكنك أن تختاري فستاناً قصيراً وضيّقاً مع حمالات رفيعة، أو حتى جمبسوت برّاق.
هنا رأيي أن الأحذية الملوّنة قد تضيف لمسة ممتعة، مثل الأصفر مع الفضي أو الأحمر مع الذهبي. فقط لا تنسي المعطف أو الجاكيت الكبير لأنك ستتنقلين بين البرد في الخارج والحرارة داخل النادي.
الترتر في حفلات الأعياد
حفلات العائلة أو المكتب تتطلّب توازناً بين الجرأة والاحتشام. الفستان القصير مع أكمام طويلة أو ياقة عالية خيار مثالي. أحب جداً أيضاً الفساتين الملفوفة الفضفاضة، خصوصاً في حفلات العشاء حيث الراحة مطلوبة.
لو كان فستانك قصيراً جداً، يمكنك دائماً إضفاء لمسة رسمية بارتداء بلايزر أنيق فوقه. هذا ما أجده شخصياً الحلّ الأمثل لتحويل فستان سهرات إلى قطعة تصلح لحفلة عائلية.
الترتر في إطلالات النهار
قد يبدو غريباً للبعض، لكنني من أشد المؤيدين لاعتماد الترتر نهاراً. السر هنا هو التنسيق الذكي: فستان ترتر قصير مع حذاء رياضي وقبعة بيسبول يعطي إطلالة sporty chic، بينما دمجه مع جاكيت جينز أو كارديغان يخفّف من حدته. أحب كثيراً صيحة التسعينيات التي عادت بقوة: فستان ترتر قصير مع بوت عسكري وجاكيت عسكري اللون. النتيجة: إطلالة غرانج أنثوية متمرّدة.
الترتر في المكتب
قد يبدو الترتر بعيداً عن بيئة العمل، لكن برأيي يمكن ترويضه بسهولة. السر هنا في الألوان والقطع المنفصلة. تنورة ترتر مع قميص أبيض كلاسيكي، أو بلوزة مرصّعة جزئياً بالترتر مع بليزر بلون محايد، يمكن أن تكون إطلالة مميزة وأنيقة في المكتب. أفضل الابتعاد عن الترتر الفضي أو الأسود في العمل لأنه قد يبدو صاخباً، بينما الذهبي الباهت أو البرونزي مع ألون حيادية مثل البيج أو الرمادي يعطي لمسة فاخرة دون أن يثير الجدل.
أخيراً يمكن القول إن الترتر ليس حكراً على حفلات رأس السنة أو السهرات الليلية. برأيي، هو قطعة قادرة على تحويل أي إطلالة عادية إلى مشهد يسرق الأنظار. فقط عليك أن تتذكري دائماً قاعدة: الترتر هو البطل الأساسي للإطلالة، وكل ما عداه يجب أن يلعب دوراً مساعداً لا منافساً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.