على مدى 178 سنة، تجسّدت الأزياء الفرنسية والبراعة في أكبر دار أزياء في البلاد، هيرميس HERMES. انطلقت العلامة التجارية، صانعة السلع الجلدية والأدوات المنزلية والملابس والاكسسوارات، والأوشحة ورباط العنق، لتشهد على عصور مختلفة، وهي اليوم لا تزال تُعدّ مرادفة للفخامة و الرقي المطلق. كيف استطاعت العلامة أن تستمر بنفس الزخم و أن تحتفظ بمكانة الريادة رغم ولادة علامات عدة راقية من بعدها؟ ولماذا لا يمكن لأي علامة أخرى أن تضاهيها بمستوى الفخامة؟ ولماذا هي العلامة المفضلة لدى النجمات وسيدات المجتمع الراقي حول العالم؟ لا شك في أن تصاميمها المتقنة للغاية، و الجودة و الدقة العاليتين في تنفيذ قطعها، و الحصرية التي تتسم بها منتجاتها، جعلتها العلامة الفرنسية الرقم واحد عالمياً.. لكن وراء كل ذلك، هناك بعض الحقائق التي ربما لا تعلمينها عن هيرميس و التي نعرّفك إليها في هذا التقرير..
1. الحفاظ على الروابط الأسرية
فلنبدأ مع التاريخ العائلي الصغير. بدأ اسم العلامة التجارية مع تييري هيرميس، الذي افتتح أول ورشة عمل في عام 1837، أورثها لابنه شارل إميل هيرميس ولاحقاً لأحفاده أدولف وإميل موريس. روبرت دوماس، الصهر الذي ورث إميل موريس بعد وفاته، كان المسؤول الأول غير المنحدر من عائلة هيرميس، والذي ارتبط بالعلامة فقط من خلال الزواج. ولكن حين وصل الى المرتبة العليا، رأى أنّ من الضروري إدخال عائلة هيرميس الى اسمه فأصبح منذ ذلك الحين دوماس-هيرميس.
2. حيث بدأ كل شيء
بينما كنّا لا نزال في أواخر القرن التاسع عشر، بدأت هيرميس ورشة عمل في باريس، تلبي احتياجات النخبة والطبقة العليا من الأوروبيين. فازت العائلة بالعديد من الجوائز بفضل الجودة العالية لصناعتها. وبعد 40 عاماً، أضافت سروج الأحصنة الى صناعتها وأصبح القياصرة الروس المشهورون من كبار عملائها. ومع ماضٍ عريق، أصبح شعار عربة الحصان هو ما يرمز لتاريخ العلامة التجارية عبر الزمن.
3. ما فعله هيرميس من أجل الحب
مجموعة حقائب اليد الجلدية الأولى التي صُممت تحت اسم العلامة التجارية هيرميس، أنشأها إميل موريس نفسه في عام 1922 بعد أن اشتكت زوجته عن عدم العثور على حقيبة يد في كل باريس تناسب ذوقها. إن لم يكن هذا حباً، لا نعلم ما هو!
4. وراء الكواليس لبيركين وكيلي
اثنتان من حقائب هيرميس الأيقونية والأكثر شهرة "هيرميس بيركين" و "هيرميس كيلي" سُمّيتا على اسمي
جين بيركين وغريس كيلي. ولكن ما يعلمه فقط عدد قليل من الناس، هو أن "كيلي" لم تكن معروفة بهذا الاسم. جلد " Sac à Dépêches" عرف للعالم في عام 1935، ولكن في عام 1956 ظهرت صورة كان لها تأثير كبير على العالم بحيث اضطرّت هيرميس إلى تغيير الاسم. أما لحقيبة بيركين قصة أخرى. هذه الحقيبة التي صُمّمت بعد حقيبة كيلي بسنوات، انطلقت فكرتها من جان لوي دوماس، مع جين بيركين نفسها، في رحلة الى لندن. الحقيبة الأغلى لبيركين تميّزت بجلد تمساح وماسات ذهبية وبيضاء وبيعت مقابل 432.000 دولار. هاتان الحقيبتان المتخصصتان، بيركين وكيلي، تعبّران عن درجة عالية من الأناقة والثروة، والحسّ الكبير والذوق المرهف للشهيرات وعاشقات الموضة على مدى السنين.
5. كل شيء يكمن في الاسم
جميع سلع هيرميس مصنوعة يدوياً، من البداية - بما في ذلك الأقمشة في ورش العمل التي تقع في جميع أنحاء فرنسا، والتي تحمل اسم "اتيلييه هيرميس"، والهدف هو ضمان الجودة الفائقة وتفرّد وتميّز كل منتجات هيرميس. ووفقاً لتقرير، فإن كمية الحرير التي تستلزم صناعة 1000 وشاح رائع من هيرميس 90 × 90 سم2، إذا وضعت في خطّ مستقيم، فمن شأنها أن تغطي المسافة بين الأرض والقمر!
6. ما هي الشهرة من دون عثرة في الطريق؟
في وقت مبكر من عام 2015، جلبت
هيرميس على نفسها غضب منظمة
PETA نظراً لادعاءات وتقارير معاملتها غير الأخلاقية للتماسيح بهدف صناعة حقائب بيركين الشهيرة. وبهدف إنهاء استخدام الجلود من قبل هيرميس، اشترت المنظمة عدداً صغيراً من أسهم العلامة التجارية، ما يسمح لها بحضور الاجتماعات السنوية ومساءلة ممارسات العلامة التجارية. ومع ذلك، نفت هيرميس تماماً أي شراكة مع "المزارع" المذكورة في التقرير. وخلال هذا الجدل، طلبت النجمة جين بيركين إزالة اسمها بالكامل عن الحقيبة. ولكن في النهاية، استقرت الأمور وبقي اسم بيركين على الحقيبة الأيقونية.
7. نوافذ الروح
كل بوتيك في جميع أنحاء العالم، يضم مفهوم نافذة فريدة من نوعها تظهر الاتصال المتشابك بين العلامة التجارية وموقع المتجر.
8. من باريس مع كامل الحب
بوتيك هيرميس في باريس في Rue de Sèvres هو أشبه بتجربة فنية قائمة بذاتها. يضمّ المتجر أيضاً مقهى صغيراً يخدم الزبائن في فضّيات وأدوات المائدة من هيرميس. كما يضمّ أيضاً مكاناً مخصصاً لبيع الكتب مع مجموعة مختارة من المؤلفات حول الفن والأزياء و الجمال.
9. سحاب هيرميس الحصري
حقيقة ممتعة: سحاب هيرميس كان يُعرف بقفل هيرميس في فرنسا في بداياته. القصة وراءه هي أن إميل موريس كان أول شخص يأتي بالسحاب ويستخدمه في فرنسا، الأمر الذي كان جديداً في ذلك الوقت. مُنح الحقوق الحصرية في عام 1918، وبذلك صنع أول سترة غولف جلدية ضمّت السحاب لإدوارد أمير ويلز.
10. انها صفقة شاملة!
إحدى الحقائق التي نعتقد أنها الأكثر إثارة للاهتمام، هي القصة خلف علب هيرميس البرتقالية الشهيرة. كانت في الأصل كريميّة اللون، مع زوايا بنية. العلبة البرتقالية الأولى ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، فقط حين عانت دار الأزياء من نقص في المواد الأصلية. لذلك ومن الناحية الفنية، العلب البرتقالية التي فازت بجائزة أوسكار للتغليف في عام 1994، كانت ناجمة عن مجرد الصدفة و الظروف القسرية!
كلمات مفتاحيّة:
اكسسوارات،
حقائب،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.