علامة ميسوني تقدم مجموعة صيفية عملية مستوحاة من أجواء الشاطئ | Gheir

علامة ميسوني تقدم مجموعة صيفية عملية مستوحاة من أجواء الشاطئ

اسابيع الموضة  Sep 26, 2025     
×

علامة ميسوني تقدم مجموعة صيفية عملية مستوحاة من أجواء الشاطئ

في أسبوع الموضة بميلانو لموسم ربيع وصيف 2026، قدّمت دار ميسوني عرضاً طبعته روح مرحة وبارعة، حيث تحوّل المدرج إلى ما يشبه مقدمة لمشهد شاطئي. عند دخول الضيوف، فوجئ كل واحد منهم بمنشفة شاطئ موضوعة على مقعده، في إيماءة ذكية حملت أكثر من دلالة: سخرية خفيفة من سماء ميلانو الماطرة في ذلك الصباح، وإشارة مباشرة إلى الفكرة التي أراد المدير الإبداعي ألبرتو كاليري إيصالها—روح الانتقال من المكتب إلى كرسي الشاطئ. بهذا المعنى، كان العرض بمثابة وعد بجعل العملية والخيال يتقاطعان ضمن تجربة حياتية كاملة.

مجموعة شبابية بامتياز

ارتكزت المجموعة على أسس مختصرة وشبابية: سراويل قصيرة بحواف مطوية، تنانير صغيرة مطوية، وقصّات مستوحاة من البكيني. هذه القاعدة أعطت الإطلالات خفة وحرية حركة، لكنها في بعض اللحظات بدت مكرّرة أكثر من مبتكرة. مع ذلك، حين ظهرت المعاطف القصيرة بتفاصيل عسكرية، والجاكيتات الحادة بخطوط مقلمة، والبدلات الضيقة المقطّعة، بدا العرض أكثر توازناً، إذ أضافت الخياطة الصارمة توتراً محبّباً أمام الطابع البوهيمي والاسترخائي الذي يميز ميسوني عادة.

كاليري، الذي انضم إلى الدار منذ 1998 وعمل على تطوير الأقمشة والديكور المنزلي والقطع المحبوكة، أظهر خبرة واضحة في المزج بين الخامات. التوليفات جاءت مدروسة بعفوية محسوبة: توبس مرصعة بالترتر اللامع لم تطغَ على التريكو، بل أضافت له بريقاً. الكارديغانات الواسعة أضفت راحة عملية، فيما حافظت القطع المحبوكة على ملمسها الأصيل. النقوش الشهيرة من متعرجات وزيجزاج ظهرت مجدداً، لكن هذه المرة مع بريق معدني ولسمات لامعة حافظت على الجاذبية البصرية.

تشكيلة مبهجة من الحقائب

إلى جانب الملابس، برزت الإكسسوارات كنقطة طموح جديدة للدار. العارضات قدمن عدة حقائب في الوقت نفسه: حقائب كتف مبطنة مزينة بسلاسل، حقائب توت كبيرة تتسع للمناشف، حقائب باكيت من الجلد السويدي، وحقائب صغيرة عملية. هذا التنوع بدا مسرحياً أحياناً، لكنه أوصل رسالة واضحة: ميسوني لا تكتفي بالنيت وير، بل تسعى إلى ترسيخ حضور قوي في سوق الإكسسوارات الذي طالما كان ثانوياً بالنسبة لها. والأهم أن هذه الحقائب لم تكن منفصلة عن الملابس، بل مكملة لها، مما كشف عن رؤية متكاملة تعكس أسلوب حياة متكامل لا مجرد خزانة ملابس.

من الناحية الجمالية، حافظ العرض على أجواء التفاؤل والشمس، حيث الألوان الوردية الفاتحة، البنفسجي، البرونزي، والأسود الباهت جسدت انعكاسات ضوء البحر في ساعات الغروب. العرض بدا وكأنه دعوة للنظر أبعد من سماء ميلانو الرمادية، نحو أفق ذهبي يفيض بالطاقة الإيجابية.

رغم ذلك، يمكن القول إن التحدي الأبرز كان في اعتماد العرض الكبير على رموز ميسوني المألوفة من دون دفع لغتها البصرية إلى آفاق جديدة كلياً. كان هناك شعور بأن التوقيع الأيقوني للدار ما زال يتكرر بصيغ مختلفة، من دون مغامرة كبرى تترك بصمة جديدة في تاريخها. ومع ذلك، فإن هذا النهج المدروس منح المجموعة طابعاً عملياً وسهل التقبّل، ما يجعلها مناسبة لجمهور أوسع يبحث عن توازن بين الإرث والحداثة.

باختصار، عرض ميسوني هذا الموسم لم يكن مجرد عرض أزياء، بل تجربة أسلوب حياة. من المنشفة الموضوعة على المقعد إلى الحقائب المتنوعة على المدرج، كان العرض بمثابة وعد برحلة من المكتب إلى الشاطئ، من الواقعية إلى الحلم. ومع أن الابتكار الجذري لم يكن حاضراً بالكامل، إلا أن كاليري أثبت قدرته على تحويل تفاصيل صغيرة إلى لحظات شعرية، وعلى جعل التقاليد الموروثة وسيلة لعيش الحاضر بخفة ومرح.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

اسابيع الموضة