قدّم ماتيو تامبوريني مجموعته الثانية لدار Tod’s مستنداً إلى مفهوم الرقي الهادئ، حيث لا تقيّد الملابس الجسد بالبنية الصارمة بقدر ما تعانقه بخفة وانسياب. استوحى المصمم مراجع متعددة، من صور كلود نوري عن صيف إيطالي، إلى لوحات فيليس كازوراتي الساكنة، مروراً بجاذبية عفوية من عارضات الثمانينيات مثل كايت موس وإيما بلفور. النتيجة كانت تأملاً بصرياً في لحظات الصيف الأخيرة ورهافة الإيماءات اليومية.
المكان اختير بعناية: متحف الفن المعاصر في ميلانو PAC، حيث جلس الحرفيون بالمعاطف البيضاء ليعملوا أمام الجمهور، مؤكدين على الجذور الحرفية للدار. رمز gommino الشهير، الذي يميز أحذية Tod’s، تحوّل من عنصر وظيفي إلى لغة بصرية، مع ثقوب وأشكال مثقبة ظهرت على الملابس والأحذية وحتى تفاصيل الكعوب المفتوحة.
الجلد، كالعادة، شكّل العمود الفقري للمجموعة. لكن تامبوريني أعاد صياغته بطرق مبتكرة: خيوط سميكة متعددة الألوان زُرعت يدوياً على اللوفرز والجاكيتات، محوّلة العملية إلى زينة. معاطف القطن الكلاسيكية كشفت عن بطانات جلدية داخلية، بينما لعبت الجاكيتات الضخمة على الأحجام من دون التنازل عن الصقل المعروف للدار. القمصان المخططة اكتسبت ملمساً جديداً بفضل شرائط جلدية ملوّنة حُبكت داخل البوبلين، فجمعت بين التايور والمرح في توازن ذكي. أما الطبعات المستوحاة من أعمال فرانك ستيلا فأدخلت إيقاعاً هندسياً على التنانير الحريرية والبلوزات، مضيفة لمسة أكثر حدّة.
في سعيه نحو جيل أصغر، قدّم تامبوريني فساتين قصيرة بلا أكمام من الجلد مع أحذية لوفر مسطّحة مزيّنة بتفاصيل ذهبية خفيفة، محاولة للموازنة بين sophistication ولامبالاة شبابية. لوحة الألوان ظلّت وفية للأرضيات الدافئة: البني، الكاراميل، والأصفر الزعفراني، إلى جانب درجات محروقة أثرت الكابات الناعمة من Pashmy والجاكيتات المثقبة من النابا. الإكسسوارات مثل حقيبة Tod’s Wave جاءت بخياطات متباينة لتعزيز الحافة العصرية.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.