منذ سنوات، أخبرتني صديقتي بثقة أن سر إشراقة بشرتها لم يكن الريتينول ولا فيتامين C، بل كريم كوليسترول. ضحكت يومها، لأن كلمة "كوليسترول" كانت تثير في ذهني صورة شرايين مسدودة، لا بشرة نضرة ومضيئة. لكن، يبدو أنها كانت محقة في شيء ما.
اليوم، يلفت حمض الميفالونيك أنظار خبراء البشرة ومتابعي تيك توك على حد سواء، بوصفه أحد المكونات الواعدة في تحسين ترطيب البشرة ومقاومة علامات التقدّم في السن. فما هو هذا الحمض؟ وهل يستحق فعلاً أن نُدخله إلى روتيننا الجمالي؟
ما هو حمض الميفالونيك؟
حمض الميفالونيك هو مركّب تنتجه أجسامنا طبيعياً ضمن ما يُعرف بـ"مسار الميفالونات"، وهو عملية بيولوجية أساسية تُسهم في إنتاج الكولسترول، وفيتامين D، وعدد من الهرمونات الحيوية. تقول الدكتورة كسينيا كوبتس، مديرة قمس الجلدية التجميلية في مركز مونتيفيوري، إن "الطبقة الخارجية من الجلد، أو ما يُعرف بالـStratum Corneum، تتكوّن أساساً من دهون مثل السيراميدات، الأحماض الدهنية، والكولسترول، وهي ضرورية للحافظ على حاجز الجلد الطبيعي"، وتشير إلى أن تطبيق حمض الميفالونيك موضعياً يُسرّع إنتاج الكولسترول داخل الجلد.
بدورها، توضح الممرضة المتخصصة بالأمراض الجلدية جودي لوغيرفو أن "الكولسترول يشكل نحو 25٪ من مكوّنات الدهون في البشرة، وهو عنصر أساسي في غشاء الخلايا. وحمض الميفالونيك ضروري لإنتاج هذا الكولسترول، مما يعني أنه يساعد في الحفاظ على رطوبة البشرة، ويمنع فقدان الماء، ويقوّي الحماية ضد العوامل البيئية."
الفوائد المتوقعة
نظرياً، تبدو الفوائد مثيرة: ترطيب عميق، تحسين في تماسك البشرة، وحتى تجانس في الملمس واللون. إحدى الدراسات التي نُشرت في Journal of Investigative Dermatology وجدت أن فئراناً متقدمة في العمر أُخضعت للعلاج الموضعي بحمض الميفالونيك أظهرت تحسناً في إنتاج الكولسترول، تقوية لحاجز البشرة، وتحفيزاً للتقشير الطبيعي.
لكن يجدر التذكير بأن معظم هذه الدارسات أجريت على الحيوانات. وتوضح لوغيرفو أن "الأدلة السريرية على البشر ما زالت محدودة وتحتاج إلى دراسات موسّعة وموثوقة."
لماذا يتحمّس له الخبراء؟
يبدو أن الكيميائيين وخبراء الجلدية يرون في حمض الميفالونيك مكوّناً متعدد المهام. تقول جينجر كينغ، الكيميائية التجميلية ومؤسسة Grace Kingdom Beauty، إن "هذا الحمض يساهم في ترطيب البشرة، تهدئتها، وتعزيز مرونتها، لأنه أساس لتكوين عدة أنواع من الدهون البنائية، منها CoQ10".
أما الدكتور ديباك دوغار، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Visolis، فيكشف أن "في دراسات داخلية، لاحظنا زيادة بنسبة 80٪ في معدل تجدد الخلايا، و60٪ في الترطيب، و50٪ في إنتاج الكولاجين عند استخدام حمض الميفالونيك بانتظام."
هل يناسب كل أنواع البشرة؟
الملفت أن هذا المكوّن يُعتبر آمناً حتى للبشرات الحساسة أو المعرضة للاحمرار. وفي تجربة أجريت على 71 شخصاً، لم يُسجل أي تفاعل سلبي عند استخدامه موضعياً. وهذا يُبشر بنتائج مبشّرة لمن يعانون من أمراض مثل الإكزيما أو الوردية.
لكن، كما هي الحال مع كل جديد، يدعو الخبراء إلى التمهّل. تقول لوغيرفو: "حمض الميفالونيك واعد، لكن الأدلة ما زالت غير كافية. من الضروري انتظار دراسات أكثر مصداقية قبل أن نعتمده كمكوّن أساسي في العناية بالبشرة".
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.