في السنوات الأخيرة، بات واضحاً مدى اهتمام كبرى دور الجمال العالمية في المنطقة العربية، ليس فقط كسوقٍ واعد بل كمصدر إلهامٍ حقيقي ينبض بالمواهب والإبداع الأصيل. وتأتي أحدث الخطوات من دار Guerlain العريقة لتؤكد هذا التوجه، إذ أعلنت عن تعيين محمد هنداش، فنان المكياج الشهير ورائد الأعمال الإماراتي، كأول سفير إقليمي لقسم المكياج في الشرق الأوسط – في خطوة تحتفي بالمواهب المحلية وتعيد رسم ملامح العلاقة بين الشرق وجماله الكامن، وباريس وسحرها الأزلي.
لطالما كان محمد هنداش شخصية محورية في مشهد الجمال العربي، فهو لا يتمتع فقط بموهبة لافتة وبصمة فنية متفردة، بل أيضاً برؤية شغوفة تمزج بين التراث والحداثة، وهذا ما جعل منه الخيار المثالي لدار فرنسية لطالما تغنّت بالفن والابتكار في كل قطرة عطر وكل لمسة لون. واليوم، يتقدّم هذا التعاون كجسرٍ نابض بالحياة بين إرث Guerlain العريق وروح المنطقة المعاصرة.
تستند Guerlain، منذ تأسيسها عام 1828، إلى ثلاثة أعمدة ثابتة: الفن، الطبيعة، والابتكار، وهي قيمٌ حاضرة في كل ابتكار أيقوني لها – من أول أحمر شفاه Ne m’oubliez pas عام 1870، إلى بودرة Terracotta التي أصبحت رمزاً للجاذبية الطبيعية منذ إصدارها عام 1984، وصولاً إلى Rouge G، تلك المجموعة التي أعادت تعريف مفهوم الفخامة الشخصية. في كل منتج، هناك وعدٌ بالجمال الأصيل، وجرأة تتجاوز المألوف دون أن تفقد تماسها مع الأناقة الفرنسية التي لا يبهت وهجها.
وفي هذا السياق، لا يأتي اختيار هنداش من فراغ، فقد أثبت حضوره القوي على الساحة العالمية من خلال تعاوناته مع أسماء بارزة في عالم الأزياء والفن، ما مكّنه من التحوّل من فنان مكياج تقليدي إلى أحد أبرز رموز التجميل المعاصرين على الساحة الدولية. لكن ما يميّزه حقاً هو تلك العدسة الشرق أوسطية التي يرى من خلالها الجمال، عدسة تحتفي بالتفاصيل، بالتنوع، وبالهوية.
تسعى هذه الشراكة الجديدة إلى إعادة تعريف المكياج كأداة تمكينٍ وتعبير، وليس مجرد وسيلة تجميل. من خلالها، تتلاقى رؤية Guerlain المتجذّرة في الفخامة الكلاسيكية مع إبداع محمد الذي يعكس نبض الجيل الجديد في المنطقة. فمعاً، يعدان بإطلاق منتجات وتجارب تحمل توقيعاً فنياً خاصاً، غنيّة بالمكوّنات المستوحاة من الطبيعة وبقصص تعبّر عن القوة، الثقة، والتواصل الإنساني. في النهاية، لا يقتصر هذا التعاون على كونه منصباً جديداً أو لقباً رسميّاً، بل هو دعوة مفتوحة لكل عاشقات الجمال في الشرق الأوسط لاكتشاف مكياج يتخطى الحدود، ويحتفي بالأصالة بلمسة عصرية تنبض بالشغف.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.