في عالم يغمره الغموض ويبحث عن بصيص أمل، يسطع عطر ALDEBARAN كنجمة بيضاء في ظلمة الليل. هو ليس مجرد ابتكار عطري جديد من دار Marc-Antoine Barrois، بل قصيدة ضوئية تروي حكاية زهرة التوبيروز في أنقى حالاتها، أعاد تشكيلها العطّار كوانتان بيش بحرفيّة ناعمة وبُعد إنساني عميق. في هذه المقابلة، يكشف Marc-Antoine عن شراكته الإبداعية مع بيش، عن فلسفة السرد العطري، وعن النور الذي يستقي منه إلهامه حتى في أحلك الظروف. ALDEBARAN ليس عطراً فحسب، بل دعوة حالمة للعبور من الظل إلى الضوء، ومن الواقع إلى عالم يسكنه الجمال والرجاء.
ما الذي جذبك إلى عالم العطور؟ وكيف بدأت شراكتك مع كوانتان بيش؟
كنت أصنع أشياء منذ البداية – مجوهرات، تصاميم، قطع يمكن ارتداؤها – أي أنني كنت منغمسة في الإبداع، دون أن أقيّد نفسي بنوع فني واحد. وعندما التقيت كوانتان، شعرت وكأنني التقيت بتوأم روحي. كنا نمتلك نفس الرؤية الإبداعية، في نفس العمر، ونشترك في نفس الرغبة في أخذ الوقت اللازم للابتكار، ونفس الطريقة في الإحساس بالخامات والعطور. كنّا نشم معاً ونُفاجأ بأن الروائح تستحضر لدينا نفس الذكريات والمشاعر، وكأن بيننا تواصل إبداعي فطري. هذا النوع من التوافق نادر جداً. لقد كان الأمر أشبه بلقاء توأمك في سنّ الرشد – أشبه بصدمة حب إبداعية.
عطورك – من B683 إلى Ganymède وصولًا إلى Encelade كلها تروي قصصاً. كيف تترجم المشاعر والرؤى إلى عطر؟
نبدأ غالباً من تحدٍّ بدلاً من فكرة مكتملة. قد تكون نقطة الانطلاق نغمة عطرية معينة، أو إحساس ما. يبدأ كوانتان بتركيبات أولية، ويطلب مني أن أشمها في مراحلها المبكرة. في كل مرة، أغمض عيني وأحاول أن أتخيل ما الذي تثيره في داخلي. عندها تبدأ المشاعر والصور بالتدفّق، ومن خلالها أساعد في توجيه مسار العطر النهائي. في إحدى المرات، شعرت أن الرائحة حملتني لعالم آخر – كأنني دخلت كتاباً أو لوحة فنية. وهذا الجانب العاطفي في السرد هو جوهر عملية الابتكار لدينا.
حدثنا عن ALDEBARAN، أحدث ابتكاراتك والذي احتفلت مؤخراً بإطلاقه في دبي. ما الذي أطلق يكمن وراء هذا العطر؟
منذ نحو ثلاث سنوات، قررنا خوض تحدٍ جديد: العمل على عطر زهري، وهو مجال لم نستكشفه من قبل. منحت كوانتان سنة كاملة دون أي ضغط. وعندما عاد بأول التركيبات، واحدة منها فجّرت بداخلي صورة قوية جداً: وكأنني في حقل زهور بيضاء، تغمره أشعة الضوء، وسط غابة هادئة. هذا المزيج من الضوء والطبيعة أصبح قلب ALDEBARAN.
التوبيروز معروفة بكونها زهرة جريئة وقوية، لكن ALDEBARAN يبدو عصرياً وهوائياً للغاية. كيف حققتم هذا التوازن؟
ركّزنا على التقاط النقاء والنعومة التي تتميز بها الزهرة في الطبيعة، وليس على النسخة الثقيلة والمبالغ فيها التي يعتادها الناس. كوانتان عمل بعناية شديدة على التوازن في التركيبة. لم نرغب أن يكون العطر قوياً أو صادماً، بل أن يترك أثراً ناعماً وجميلاً، ويبقى سهل الارتداء. الفكرة كانت إعادة خلق رائحة الزهرة كما هي في الطبيعة، تحت أشعة الضوء، في فسحة بين الأشجار – لا رائحة صناعية ثقيلة.
تصف ALDEBARAN بأنه "نور أبيض في الظلام". ماذا تعني لك هذه الاستعارة في ظل واقع اليوم؟
أنا شخص متفائل بطبعي. حتى في الأوقات الصعبة – الحروب، تغيّر المناخ، الأزمات الاجتماعية – أؤمن بالنور. ALDEBARAN هو طريقتي في نشر الأمل، وصفة للسعادة. أردت أن أقول إنه حتى وسط الظلام، علينا أن نؤمن بالجمال، النور وبعالم أفضل. كوني أب، أشعر بمسؤولية أن أبقى متفائلاً من أجل أطفالي. يجب أن نؤمن أن عالمهم سيكون مليئاً بالفرح والمعنى. هذا هو جوهر العطر: "ثق بي، واتبعني – هناك نور ينتظرنا".
اسم ALDEBARAN مشتق من نجم عربي يرمز إلى الهداية. ما أهمية الرمزية والسرد في عملك في صناعة العطور؟
الرمزية أساسية في رؤيتي. أرى أن العطر وسيلة لإرشاد الناس عاطفياً، ولمساعدتهم على التخيّل والحلم. الرفاهية، في نظري، يجب أن تخرج الإنسان من يومياته وتأخذه إلى عالم الفنان – حتى لو كان خيالياً. لكنني أيضاً أؤمن بأهمية أن يثق الناس بمشاعرهم. لهذا السبب لا أضع مكونات العطر في الواجهة. أريد من الناس أن يشعروا ويستكشفوا بأنفسهم، دون أن يتأثروا بأسماء المكونات كالتوبيروز أو الزعفران. اسم ALDEBARAN، الذي يعني "التابع" أو "المرشد" في العربية، يعكس هذا المفهوم تماماً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.