في مدينة حيدر آباد الهندية، حيث تتعانق تقاليد الماضي مع ملامح الحاضر، تم تتويج التايلاندية أوبال سوشاتا ملكةً لجمال العالم في نسخته الثانية والسبعين. لم يكن هذا التتويج مجرد لحظة انتصار جمالي، بل إعلان صريح عن وجه جديد للجمال، يحمل في طياته رسالة، تأثيراً، ورغبة حقيقية في التغيير.
من بين 108 متسابقة من مختلف أنحاء العالم، خطفت أوبال الأنظار، لا فقط بملامحها الهادئة وأناقتها الواثقة، بل بحضورها المؤثر، ذكائها العاطفي والاجتماعي، وإجاباتها التي تلامس القلب.
من بوكيت إلى العالم
وُلدت أوبال في 20 مارس 2003 في مدينة بوكيت الساحلية، وترعرعت في بيئة مضيافة كونها ابنة عاملين في قطاع الفنادق. تتحدث ثلاث لغات (التايلاندية، الإنكليزية، والصينية)، وتدرس اليوم العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية بجامعة "ثاماسات"، ما يعكس طموحها في لعب دور مؤثر على الساحة العالمية.
تاج من الوعي... لا من الذهب
تجربة شخصية شكّلت نقطة تحوّل في حياتها: خضعت أوبال في السادسة عشرة لجراحة لإزالة كتلة حميدة من الثدي، ما دفعها لإطلاق حملة "Opal For Her"، والتي تهدف إلى التوعية بأهمية الكشف المبكر لصحة الثدي وتمكين النساء من رعاية أجسادهن بوعي.
هذا البُعد الإنساني في قصتها هو ما جعلها، بكل بساطة، ملكة حقيقية في نظر كثيرين، حتى قبل حملها التاج.
لحظة التتويج... وصرخة ملهمة
في المرحلة النهائية، قدّمت أوبال خطاباً أصبح حديث الجمهور ولجنة التحكيم، قالت فيه: "أحد أهم الدروس التي تعلمتها هو مدى المسؤولية التي تقع علينا عندما يُنظر إلينا كسفيرات لبلداننا. علينا أن نكون قدوة، لأن هناك دائماً شخصاً ما ينظر إلينا بإعجاب، طفلاً كان أم والداً، ومهمتنا أن نقودهم برقيّ أفعالنا."
بكلمات صادقة وعميقة، أعادت أوبال تعريف الجمال خارج حدود الصورة النمطية، لتؤكد أن التاج ليس زينة رأس، بل مسؤولية على الكتفين.
الوصيفة الأولى: صوت من إثيوبيا
النجاح لم يكن حليف أوبال وحدها. فقد تألّقت ملكة جمال إثيوبيا هاسيت ديرجي بصوت صادق ورسالة ملهمة، قائلة: "نجاحي لا يخصني فقط، بل لكل امرأة وطفل في بلدي. أريد أن أثبت أن المستحيل ممكن." وقد دخلت ديرجي التاريخ كأول إثيوبية تصل إلى هذه المرحلة المتقدّمة من المسابقة.
حضور عربي لافت
المنصة شهدت أيضاً حضوراً عربياً مشرفاً، حيث وصلت ملكتا جمال لبنان وتونس إلى قائمة Top 20 . لفتت اللبنانية ندى كوسا الأنظار بثقافتها وحضورها النابض بالوعي، فيما تألّقت التونسية لميس الرديسي بفستان مستوحى من "قبعة المحرس"، فحصدت جائزة أفضل زي وطني، كتحية للأصالة التونسية.
خلف الكواليس... مواقف ورسائل
من جهة أخرى، أثار انسحاب ملكة جمال إنكلترا ميلا ماجيه قبل أيام من النهائي جدلاً واسعاً، بعد أن اعتبرت المسابقة "قديمة ومحدودة الرؤية". رغم ذلك، حافظت المسابقة على رسالتها في دعم التنوع والتمكين، وهو ما أكّدته أجواء الحفل التي امتزجت فيها الأزياء التراثية بتصميمات أرتشانا كوتشار، وأنغام "ناتو ناتو" في مشهد بوليوودي ساحر.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.